بقلم: نجمة سرواني الفرق بين المرأة والزوجة في القرآن الكريم هل تقول عن زوجتك.... امرأتي؟؟.... أم زوجتي.....أم صاحبتي؟؟ أطلق الله –سبحانه وتعالى– لفظ الزّوجة على الحالات التي تكون فيها المرأة على توافقٍ مع زوجها من ناحية الدّين والعقيدة، أو من ناحية التّوافق النّفسي، بينما جاء لفظ المرأة في القرآن الكريم ليدل على جنس المرأة والأنثى عمومًا، وكذلك أطلق هذا اللّفظ على الزّوجة التي انقطعت صلتها بزوجها؛ من ناحية العقيدة أو التّوافق النفسي، أو لعدم وجود الذّريّة.(1) السؤال: ما الفرق بين المرأة والزوجة والصاحبة؟ الإجابة: المرأة إذا كان هناك اختلاف بين المرأة عن زوجها من ناحية العقيدة حال امرأة فرعون؛ وافترقت بذلك عن زوجها بإدراكها طريق الهداية، واجتنابها طريق الضّلال ولا يوجد بينهما انسجام وتوافق فكري ومحبة تسمى الأنثى هنا (امرأة) قال الله تعالى: (امرأة نوح) (امرأة لوط( امرأة العزيز وامرأة عمران وكذلك الحال في امرأة العزيز التي لم تكن على توافق مع زوجها، حتى انها قامت بخيانته حين دعت سيدنا يوسف -عليه السلام- لتراوده عن نفسه، أما بالنسبة لاستخدام لفظ امرأة عمران عن والدة مريم -عليها السلام - في قوله عز وجل: «إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا»، فهذا يشير إلى أن عروى الزوجية قد انفصلت بالموت؛ لذلك سميت امرأة وليست زوجة. الزوجة: إذا كان هناك توافق عقيدي إيماني ويترافق ذلك مع انسجام فكري وتوافق ومحبة… بين الزوجين وعلاقة طيبة تسمى الأنثى هنا (زوجة) ولم يقل: زوجة نوح ولا زوجة لوط بسبب الخلاف الإيماني بينهما!!! فهما نبيان مؤمنانوانثى كل منهما غير مؤمنة!!! فسمى الله كلا منهما امرأة وليست زوجة. وكذلك قال الله «امرأة فرعون». لأن فرعون لم يؤمن ولكن امرأته -آسيا بنت مزاحم- آمنت فلم يتفقا في الإيمان فكانت امرأة وليست زوجة بينما أنظر إلى مواضع استخدام القرآن الكريم للفظ (الزوجة) قال تعالى في شأن آدم وزوجته: «وقلنا يا ءادم اسكن أنت وزوجك الجنة». وقال في شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «يا أيها النبي قل لأزواجك» وذلك ليدلل الحق جل جلاله على التوافق الفكري والانسجام التام بينه وبينهن. لماذا استخدم القرآن الكريم لفظ (امرأة) على لسان سيدنا زكريا على الرغم من أن هناك توافق فكري وانسجام بينهما؟؟ يقول الله تعالى: «وكانت امراتي عاقرا». والسبب في ذلك أنه من المحتمل أن يكون هناك خلل ما في علاقة زكريا مع زوجته بسبب موضوع الإنجاب. فيشكو همه إلى الله تعالى واصفا من معه بأنها امرأته وليست زوجته!!! ولكن بعد أن رزقه الله ولدا وهو سيدنا يحيى اختلف التعبير القرآني. فقال الله تعالى: «فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه» فاسماها الله تعالى زوجة وليست امرأة بعد إصلاح خلل عدم الإنجاب!!! وفضح الله بيت أبي لهب.. فقال تعالى: «وامراته حمالة الحطب» ليدلل القرآن أنه لم يكن بينهما انسجام وتوافق!!! الصاحبة: يستخدم القرآن الكريم لفظ (صاحبة) عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين... لذلك فمعظم مشاهد يوم القيامة استخدم فيها القرآن لفظ (صاحبة) قال تعالى: «يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه». لأن العلاقة الجسدية والفكرية انقطعت بينهما بسبب أهوال يوم القيامة.!!! وتأكيدا لذلك قال الله تعالى: «أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة» لماذا لم يقل (زوجة) ؟؟ (امرأة)؟؟ قال الله تعالى ذلك لينفي أي علاقة جسدية أو فكرية مع الطرف الآخر نفياً قاطعاً... جملة وتفصيلا... فسبحان الله الذي أنزل هذا الكتاب المعجز والذيقال فيه في سورة الإسراء – الآية 88 «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا». جعلنا الله جميعاً ممن يقولون: «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما» أعجبتني فتمنيت لكم الفائدة فنقلتها إليكم. وخلاصة القول: ومن الجدير بالذكر أن من وجوه إعجاز هذا الكتاب العظيم؛ أنّك لا تجد فيه اختلافًا أو تضادّاً، فلكلّ آيةٍ معناها وبلاغتها ودلالاتها، قال – تعالى –: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).(11) (10)
مشاركة :