الإعجاز البياني في القرآن الكريم

  • 1/20/2023
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬نجمة‭ ‬سرواني الفرق‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والزوجة‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم هل‭ ‬تقول‭ ‬عن‭ ‬زوجتك‭.... ‬امرأتي؟؟‭.... ‬أم‭ ‬زوجتي‭.....‬أم‭ ‬صاحبتي؟؟ ‮‬أطلق‭ ‬الله‭ ‬–سبحانه‭ ‬وتعالى–‭ ‬لفظ‭ ‬الزّوجة‭ ‬على‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬توافقٍ‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الدّين‭ ‬والعقيدة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التّوافق‭ ‬النّفسي،‭ ‬بينما‭ ‬جاء‭ ‬لفظ‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ليدل‭ ‬على‭ ‬جنس‭ ‬المرأة‭ ‬والأنثى‭ ‬عمومًا،‭ ‬وكذلك‭ ‬أطلق‭ ‬هذا‭ ‬اللّفظ‭ ‬على‭ ‬الزّوجة‭ ‬التي‭ ‬انقطعت‭ ‬صلتها‭ ‬بزوجها؛‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬العقيدة‭ ‬أو‭ ‬التّوافق‭ ‬النفسي،‭ ‬أو‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬الذّريّة‭.(‬1‭)‬ السؤال‭:‬ ما‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والزوجة‭ ‬والصاحبة؟ الإجابة‭: ‬المرأة إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬العقيدة‭ ‬حال‭ ‬امرأة‭ ‬فرعون؛‭ ‬وافترقت‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬بإدراكها‭ ‬طريق‭ ‬الهداية،‭ ‬واجتنابها‭ ‬طريق‭ ‬الضّلال‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بينهما‭ ‬انسجام‭ ‬وتوافق‭ ‬فكري‭ ‬ومحبة‭ ‬تسمى‭ ‬الأنثى‭ ‬هنا‭ ‬‏‭(‬امرأة‭) ‬‏‭ ‬ قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬ ‏‭(‬امرأة‭ ‬نوح‏‭)‬ ‏‭(‬امرأة‭ ‬لوط‏‭(‬ امرأة‭ ‬العزيز‭ ‬وامرأة‭ ‬عمران‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬امرأة‭ ‬العزيز‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬توافق‭ ‬مع‭ ‬زوجها،‭ ‬حتى‭ ‬انها‭ ‬قامت‭ ‬بخيانته‭ ‬حين‭ ‬دعت‭ ‬سيدنا‭ ‬يوسف‭ -‬عليه‭ ‬السلام‭- ‬لتراوده‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لاستخدام‭ ‬لفظ‭ ‬امرأة‭ ‬عمران‭ ‬عن‭ ‬والدة‭ ‬مريم‭ -‬عليها‭ ‬السلام‭ - ‬في‭ ‬قوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬‮«‬إِذْ‭ ‬قَالَتِ‭ ‬امْرَأَتُ‭ ‬عِمْرَانَ‭ ‬رَبِّ‭ ‬إِنِّي‭ ‬نَذَرْتُ‭ ‬لَكَ‭ ‬مَا‭ ‬فِي‭ ‬بَطْنِي‭ ‬مُحَرَّرًا‮»‬،‭ ‬فهذا‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عروى‭ ‬الزوجية‭ ‬قد‭ ‬انفصلت‭ ‬بالموت؛‭ ‬لذلك‭ ‬سميت‭ ‬امرأة‭ ‬وليست‭ ‬زوجة‭. ‬ الزوجة‭: ‬ إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬توافق‭ ‬عقيدي‭ ‬إيماني‭ ‬ويترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬انسجام‭ ‬فكري‭ ‬وتوافق‭ ‬ومحبة‮…‬ بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وعلاقة‭ ‬طيبة‭ ‬تسمى‭ ‬الأنثى‭ ‬هنا‭ ‬‏‭(‬زوجة‭)‬ ولم‭ ‬يقل‭: ‬زوجة‭ ‬نوح‭ ‬ولا‭ ‬زوجة‭ ‬لوط‭ ‬بسبب‭ ‬الخلاف‭ ‬الإيماني‭ ‬بينهما‭!!!‬ فهما‭ ‬نبيان‭ ‬مؤمنانوانثى‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬غير‭ ‬مؤمنة‭!!! ‬فسمى‭ ‬الله‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬امرأة‭ ‬وليست‭ ‬زوجة‭.‬ وكذلك‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬‏‮«‬امرأة‭ ‬فرعون‮»‬‏‭.‬ لأن‭ ‬فرعون‭ ‬لم‭ ‬يؤمن‭ ‬ولكن‭ ‬امرأته‭ -‬آسيا‭ ‬بنت‭ ‬مزاحم‭- ‬آمنت‭ ‬فلم‭ ‬يتفقا‭ ‬في‭ ‬الإيمان‭ ‬فكانت‭ ‬امرأة‭ ‬وليست‭ ‬زوجة بينما‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬مواضع‭ ‬استخدام‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬للفظ‭ (‬الزوجة‭)‬ قال‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬آدم‭ ‬وزوجته‭: ‬‮«‬وقلنا‭ ‬يا‭ ‬ءادم‭ ‬اسكن‭ ‬أنت‭ ‬وزوجك‭ ‬الجنة‏‮»‬‭.‬ وقال‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬يا‭ ‬أيها‭ ‬النبي‭ ‬قل‭ ‬لأزواجك‮»‬‭ ‬ وذلك‭ ‬ليدلل‭ ‬الحق‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬الفكري‭ ‬والانسجام‭ ‬التام‭ ‬بينه‭ ‬وبينهن‭.‬ لماذا‭ ‬استخدم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لفظ‭ (‬امرأة‭) ‬على‭ ‬لسان‭ ‬سيدنا‭ ‬زكريا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توافق‭ ‬فكري‭ ‬وانسجام‭ ‬بينهما؟؟‭ ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وكانت‭ ‬امراتي‭ ‬عاقرا‮»‬‭.‬ والسبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬زكريا‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬بسبب‭ ‬موضوع‭ ‬الإنجاب‭. ‬فيشكو‭ ‬همه‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬واصفا‭ ‬من‭ ‬معه‭ ‬بأنها‭ ‬امرأته‭ ‬وليست‭ ‬زوجته‭!!!‬ ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رزقه‭ ‬الله‭ ‬ولدا‭ ‬وهو‭ ‬سيدنا‭ ‬يحيى‭ ‬اختلف‭ ‬التعبير‭ ‬القرآني‭.‬ فقال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬فاستجبنا‭ ‬له‭ ‬ووهبنا‭ ‬له‭ ‬يحيى‭ ‬وأصلحنا‭ ‬له‭ ‬زوجه‮»‬ فاسماها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬زوجة‭ ‬وليست‭ ‬امرأة‭ ‬بعد‭ ‬إصلاح‭ ‬خلل‭ ‬عدم‭ ‬الإنجاب‭!!!‬ وفضح‭ ‬الله‭ ‬بيت‭ ‬أبي‭ ‬لهب‭..‬ فقال‭ ‬تعالى‭: ‬ ‏‮«‬وامراته‭ ‬حمالة‭ ‬الحطب‮»‬ ليدلل‭ ‬القرآن‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بينهما‭ ‬انسجام‭ ‬وتوافق‭!!!‬ الصاحبة‭:‬ يستخدم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لفظ‭ (‬صاحبة‭) ‬عند‭ ‬انقطاع‭ ‬العلاقة‭ ‬الفكرية‭ ‬والجسدية‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭...‬ لذلك‭ ‬فمعظم‭ ‬مشاهد‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬استخدم‭ ‬فيها‭ ‬القرآن‭ ‬لفظ‭ (‬صاحبة‭)‬ قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬يوم‭ ‬يفر‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬أخيه‭ ‬وأمه‭ ‬وأبيه‭ ‬وصاحبته‭ ‬وبنيه‏‮»‬‭.‬ لأن‭ ‬العلاقة‭ ‬الجسدية‭ ‬والفكرية‭ ‬انقطعت‭ ‬بينهما‭ ‬بسبب‭ ‬أهوال‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭.!!!‬ وتأكيدا‭ ‬لذلك‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬أنى‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬ولد‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬له‭ ‬صاحبة‏‮»‬‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬‏‭(‬زوجة‭) ‬؟؟‭ (‬امرأة‏‭)‬؟؟ قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ذلك‭ ‬لينفي‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬جسدية‭ ‬أو‭ ‬فكرية‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬نفياً‭ ‬قاطعاً‭...‬ جملة‭ ‬وتفصيلا‭...‬ فسبحان‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬أنزل‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬المعجز والذي‮‬قال‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬سورة الإسراء‭ ‬–‭ ‬الآية‭ ‬88 ‮«‬قُل‭ ‬لَّئِنِ‭ ‬اجْتَمَعَتِ‭ ‬الْإِنسُ‭ ‬وَالْجِنُّ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَن‭ ‬يَأْتُوا‭ ‬بِمِثْلِ‭ ‬هَذا‭ ‬الْقُرْآنِ‭ ‬لَا‭ ‬يَأْتُونَ‭ ‬بِمِثْلِهِ‭ ‬وَلَوْ‭ ‬كَانَ‭ ‬بَعْضُهُمْ‭ ‬لِبَعْضٍ‭ ‬ظَهِيرا‮»‬‭.‬ جعلنا‭ ‬الله‭ ‬جميعاً‭ ‬ممن‭ ‬يقولون‭:‬ ‮«‬رَبَّنَا‭ ‬هَبْ‭ ‬لَنَا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَزْوَاجِنَا‭ ‬وَذُرِّيَّاتِنَا‭ ‬قُرَّةَ‭ ‬أَعْيُنٍ‭ ‬وَاجْعَلْنَا‭ ‬لِلْمُتَّقِينَ‭ ‬إِمَاما‮»‬ أعجبتني‭ ‬فتمنيت‭ ‬لكم‭ ‬الفائدة‭ ‬فنقلتها‭ ‬إليكم‭.‬ وخلاصة‭ ‬القول‭:‬ ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬إعجاز‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬العظيم؛‭ ‬أنّك‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬اختلافًا‭ ‬أو‭ ‬تضادّاً،‭ ‬فلكلّ‭ ‬آيةٍ‭ ‬معناها‭ ‬وبلاغتها‭ ‬ودلالاتها،‭ ‬قال‭ ‬–‭ ‬تعالى‭ ‬–‭: (‬أَفَلَا‭ ‬يَتَدَبَّرُونَ‭ ‬الْقُرْآَنَ‭ ‬وَلَوْ‭ ‬كَانَ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِنْدِ‭ ‬غَيْرِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬لَوَجَدُوا‭ ‬فِيهِ‭ ‬اخْتِلَافًا‭ ‬كَثِيرًا‭).(‬11‭) (‬10‭) ‬

مشاركة :