على مدى نصف قرن كرّس المنتدى الاقتصادي العالمي نفسه على أجندات صنّاع القرار السياسي والاقتصادي والعلمي حول العالم، حيث يلتقون مطلع كل عام في منتجع دافوس السويسري لمناقشة قضايا الحاضر والمستقبل. ولسنواتٍ، احتلت نقاشات الثورة الصناعية الرابعة مساحة كبرى على أرضية الحوار. هذا العام الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد القائم على مبادئ الفيزياء الكمية، والتكنولوجيا الحيوية باختراقاتها الصحية والغذائية والبيئية، والعوالم الافتراضية بآفاقها وأدواتها.. كلها في قلب المعادلة، لتكتب فصلاً من مستقبل البشرية. التكنولوجيا الحيوية نالت الشركات العاملة بمجال التكنولوجيا الحيوية (Biotech) شهرةً واسعة خلال العامين الأخيرين، بفضل الحمض النووي المرسال (RNA) الذي استُخدم في عدد من اللقاحات التي تمّ تطويرها لمجابهة فيروس «كوفيد»، والأنسولين البشري الذي يبشّر بعلاج مرض السكري. واستقطبت هذه الشركات في الولايات المتحدة وأوروبا عام 2021 ما يفوق 115 مليار دولار من التمويل. في حين بلغ إجمالي قيمة الطروحات الأولية لهذه الشركات 19.3 مليار دولار. وبحلول 2025، يُتوقّع أن تتجاوز قيمة قطاع التكنولوجيا الحيوية 727 مليار دولار. الذكاء الاصطناعي ارتفع الاستثمار العالمي للشركات في مجال الذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2020 بنسبة 40% ليبلغ 67.9 مليار دولار. ويتجلّى ذلك من خلال الروبوتات التي باتت حاضرة في العديد من الأنشطة الاقتصادية والدفاعية واللوجستية والمالية. ففي أسواق الأسهم العالمية يُقدّر أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي باتت مسؤولة عن قرابة نصف حجم التداولات اليومية. وبحلول عام 2030، ستصبح 400 إلى 800 مليون وظيفة مؤتمتة بالكامل بحسب تقرير لشركة الاستشارات «ماكنزي».
مشاركة :