التساؤلات عن الاقتصاد تشجع موقعا مصريا على تقديم محتواه بمقابل مادي

  • 1/25/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصدرت الأخبار المرتبطة بأسعار العملات الأجنبية والسبائك الذهبية والسلع المختلفة اهتمامات المصريين مع حالة الاضطراب الاقتصادي وتراجع أسعار العملة المحلية بشكل مستمر، ما انعكس على الأوضاع المعيشية للمواطنين، وقاد إلى طفرة ملحوظة في الصحافة الاقتصادية قد تحقق منها أرباحا مالية. القاهرة - شجعت الطفرة الملحوظة في الصحافة الاقتصادية في مصر صحيفة “أخبار المال”، الاقتصادية اليومية الخاصة، على تقديم محتوى على موقعها الإلكتروني ونسختها الورقية مقابل اشتراكات مالية، في خطوة غائبة تقريبا عن العديد من الصحف والمواقع الإخبارية العربية، وبات الموقع أمام اختبار توظيف إقبال الجمهور على التجربة. وحدد الموقع أسعارا مرتفعة مقارنة بقدرات المصريين المالية، والتجارب السابقة التي لم تستمر طويلا، وأتاح خدمة الحصول على الأخبار المميزة والنسخة الورقية مقابل 600 جنيه (20 دولارا) في الاشتراك ربع السنوي، وألف جنيه (33 دولارا) للاشتراك نصف السنوي، و1800 جنيه (60 دولارا) للاشتراك السنوي. وما زال المسؤولون عن الصحيفة يقيمون التجربة ورفضوا الإدلاء بتصريحات إلى حين اختبارها والتعرف إذا كانت ستحقق نجاحاً من عدمه، وسط مخاوف من أن يخسر الموقع قطاعاً من الجمهور الذي انجذب إليه مؤخراً مع إدخال تعديلات في الشكل والمضمون جعلته الأكثر انتشاراً بين المواقع الاقتصادية في مصر. حمادة إسماعيل: الصحافة الاقتصادية حققت تقدما مهما في مصر حمادة إسماعيل: الصحافة الاقتصادية حققت تقدما مهما في مصر ووضع موقع جريدة “المقال” عام 2015 رسما ماليا رمزيا لتصفحه، لكن التجربة فشلت وتوقفت الصحيفة عن الصدور بعد ثلاث سنوات. وهناك تجربة حديثة أخرى يقدمها موقع “حابي” الاقتصادي ويقدم نشرته اليومية بمقابل مادي، وما يزال مستمرا في تجربته حتى الآن. ويتفق العديد من خبراء الإعلام على أن فرص نجاح تجربة الاشتراكات في المواقع الإخبارية الاقتصادية تفوق المواقع الإخبارية السياسية، لأن واقع الأولى في مصر يشير إلى قيام بعض الشركات والبنوك بتمويلها ومساعدتها من خلال إعلانات مباشرة. ويشير هؤلاء إلى أن تطبيق التجربة لا بد أن تسبقه عوامل تسهم في نجاحها على رأسها ارتباط الجمهور بما يقدم من محتوى حصري، ومضمون متميز وسط مئات من المنصات الاقتصادية المنافسة، فضلا عن خطة تسويقية تروج لما يتم عرضه من أخبار وحوارات خاصة قادرة على جذب الجمهور ودفع الاشتراكات. ويتجه محتوى المواقع الاقتصادية إلى المهتمين بأصحاب القطاعات المتخصصة، والذين لديهم إمكانية للاشتراك في الخدمة شريطة أن تكون مجزية، ويستفيد منها أصحاب الأعمال والمهتمون بالتطورات الاقتصادية والمعنيون بها. وقال رئيس تحرير منصة “بروبيرتي بلس” (خاصة) المتخصصة في سوق العقارات حمادة إسماعيل إن الصحافة الاقتصادية حققت تقدما مهما في مصر بعد أن تشعبت القطاعات الإخبارية ذات الصلة بالاقتصاد، وأضحى هناك جمهور يتم استهدافه بشكل أكثر تخصصًا، خاصة في قطاع العقارات والتكنولوجيا والبورصة والبنوك والاستثمار بوجه عام. وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن اهتمام الدولة المصرية بقطاع العقارات ساعد على تدشين بعض المنصات الإخبارية المهتمة بهذا المجال وحققت نجاحاً عبر جذب العاملين فيه بالمقام الأول، ثم الجمهور العادي الذي يبحث عن معلومات بشأن سوق العقارات، والتي تعد من ضمن اهتماماته لفترات مؤقتة وفقًا للحاجة. وقلل إسماعيل من إمكانية نجاح تجارب الاشتراكات المدفوعة في الصحف والمنصات الاقتصادية، لأن النجاح في تلك الحالة يرتبط بالمنصات التي تقدم خدمات إخبارية جادة، في حين أن السوق المصري يكتظ بالمواقع والنشرات، وكل من رجال الأعمال والجمهور يبحث عن الطريق الأسهل للحصول على المعلومات الموثوق بها والمهمة. ويرتبط النجاح بتقديم محتوى متميز غير موجود في منصات أخرى، بينما المستويات متقاربة بين معظم الصحف والمواقع، والجميع يزعم تقديم خدمات إخبارية متطورة. وتلعب صحيفة “أخبار المال” على وتر بعيد عن المنصات الاقتصادية يتمثل في اعتمادها على خدمات إخبارية متنوعة، وعدم الاقتصار على تفريعات تقليدية تشمل البورصة والشركات والأسواق والبنوك والتأمين والنقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تقدم الأخبار الطازجة والتحليلات السياسية المختلفة، بجانب تعاونها مع هيئات اقتصادية دولية تمدها بإحصاءات حصرية تنشرها في المحتوى المدفوع. عصام كامل: تجارب الاشتراكات المدفوعة لا يحالفها النجاح عربيا عصام كامل: تجارب الاشتراكات المدفوعة لا يحالفها النجاح عربيا ويعيد رهان المواقع الاقتصادية على احتياجات الجمهور إلى الأخبار المرتبطة بأوضاعهم والذهاب باتجاه إتاحة المحتوى نظير اشتراكات، تجارب صحف عالمية وظفت جائحة كورونا وحاجة المواطنين إلى التعرف على الأخبار الموثقة، ما كان سببًا في أن يُصبح 20 في المئة من الجمهور الأميركي يدفع اشتراكات مقابل خدمات الأخبار الرقمية. وتحتل صحيفة “نيويورك تايمز” المركز الأول عالميًا بعدد اشتراكات مدفوعة بلغ 7.5 مليون اشتراك في العام 2020، وبحلول الربع الثالث من العام نفسه حققت الصحيفة إيرادات من الاشتراك الرقمي مماثلة لما حققته عام 2019 بأكمله. وأكد رئيس تحرير صحيفة “فيتو” (خاصة) عصام كامل أن تجارب الاشتراكات المدفوعة لا يحالفها النجاح في الصحف والمنصات العربية التي اختبرت التجربة، بسبب محدودية ثقة الجمهور بها وعدم القدرة على توفير محتوى جيد، وأن هذا الاتجاه ينجح في الوكالات الدولية التي تتسم بالقدرة على التحليل والمصداقية. وشدد في تصريح لـ”العرب” على أن المنصات العربية قد تجذب عددا قليلا من الجمهور للاشتراك في الخدمة الإخبارية المدفوعة، لكن ذلك لا يشكل رافداً رئيسيًا للتمويل، وهناك عوائد عديدة للمنصات الإخبارية تستطيع من خلالها تنمية مواردها من دون تقديم محتوى متخصص للمشتركين، والسؤال المطروح دوما، ما هي نوعية الخدمات الرقمية التي ستقدم، وهل تستوجب دفع اشتراك أم يمكن الاستغناء عنها؟ ولفت إلى أن حالات الوعي الجماهيري نحو البحث عن أسعار السلع والعملات والذهب تجعل القائمين بعملية الاتصال يبحثون عن تطوير ما يقدمونه للحفاظ على الجمهور الذي دائما ما يكون ارتباطه بالأخبار المتخصصة على علاقة بحالة عامة يمر بها المجتمع أو تشجعها الدولة وقد تكون قابلة للخفوت في أوقات أخرى. وأخذت صحافة المرأة في التصاعد مع الاهتمام الرسمي الكبير بأوضاع المرأة، وكذلك الوضع بالنسبة إلى الصحافة البيئية التي انتعشت عندما أسست الحكومة المصرية جهاز الشؤون البيئية في التسعينات من القرن الماضي، والآن يتكرر الوضع بالنسبة إلى الصحافة الاقتصادية، حيث تبدو طفرة مؤقتة أو ومضة سرعان ما تخفت. وأسهمت الأزمة الاقتصادية حاليا في توصيل مفاهيم لم يكن الجمهور معتاداً عليها بصورة مبسطة، حيث أن مصطلح “التضخم مثلا” أضحى متداولاً بين قطاعات عامة عديدة، وتدور نقاشات في المقاهي والشوارع حول أسعار الدولار والذهب والسلع المختلفة، وتتصدر الأخبار المتعلقة بها قائمة الأكثر مشاهدة من جانب الجمهور. انشرWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :