يُعد التغيير أحد أكثر الثوابت في الحياة؛ حيث يصادف الكثيرون صعوبات في تحقيق الأهداف أو المحافظة على ما تم تحقيقه من إنجازات، لأن معظمهم يحاول غالباً شق طريقه بقوة الإرادة. ولكن توجد طريقة أبسط وأسهل وتعد بمنزلة مفتاح التغيير الشخصي والمهني، وهي القدرة على اكتساب عادات جديدة مُنتجة. وتكمن قوة العادات الجيدة في أن الشخص لا يكون مضطراً إلى التخطيط لخياراته كثيراً؛ إذ يمكن أن تساعده العادات الجديدة في تحقيق أهدافه دون أن يصارع نفسه في كل خطوة صغيرة على طول الطريق. تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية، لـ«سيدتي»: «لاكتساب العادات الجيدة أهمية كبيرة تكمن في تمكينك من إحداث تغيير جذري في حياتك؛ وذلك لأن أغلب السلوكيات التي تمارسها يومياً هي عادات، ويُمكنك ملاحظة ذلك بمنح نفسك الفرصة للتفكير دقيقة لتحديد عدد العادات التي تفعلها يومياً. ولأن جميعنا يمتلك عادات جيدة وأخرى سيئة؛ فإن تعلم اكتساب العادات الجيدة أمر ضروري، ولأنك على الأغلب تواجه صعوبة في اكتساب إحدى العادات الجيدة في الفترة الراهنة». عليك أن تدرب دماغك على تكرار العادة الجديدة عبر تشكيل سلسلة من الأحداث قبل أن يبدأ تنفيذ العادة؛ فالتكرار يتسبب في قطع سلسلة استجابات دماغك من الذاكرة، والدماغ لا يتعامل مع العادة لوحدها، بل يربطها بشبكة من التصرفات، وعند قيامك بهذه التصرفات مع تكرار يومي؛ فإنها تتحول إلى عادة تلقائية. فإذا أردت أن تعوِّد نفسك مثلاً على الركض؛ فلا تؤجل هذا الفعل إلى أوقات الفراغ التي تتخلل واجباتك اليومية، فقد تطرأ عليك أمور أخرى تشغل وقتك، بل ضع برنامجاً محدداً لتوقيت الركض كل يوم، واترك حذاءك الرياضي في مكان بارز ليبقى دماغك مستعداً، ومارس تمارين الإحماء قبل بدء وقت الركض، واشرب كأساً من الماء في وقت محدد أيضاً استعداداً للركض، وهكذا تتحول سلسلة هذه الأفعال إلى محفزات تخبر عقلك أنه «حان وقت الركض»؛ حتى يصبح الركض عادة روتينية. أظهرت دراسة صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» أن العقد القاعدية «basal ganglia»، وهي منطقة في الدماغ ترتبط بالعادات، تكون أكثر نشاطاً في بداية ممارسة العادة وعند نهايتها؛ لذا يبنغي تحفيز دماغك قبل البدء عبر سلسلة المحفزات المذكورة سابقاً، ثم تقديم مكافأة لنفسك في النهاية لترتبط العادة بشيء محبب إلى نفسك. لذا ننصحك بأن تكافئ نفسك في نهاية المهمة لتحويلها إلى عادة؛ فمثلاً بعد ممارسة رياضة الركض قدم لنفسك مشروباً منعشاً تحبه، أو مارس أي هواية ترتاح لها نفسك. المهم أن تأتي المكافأة في نهاية المهمة مباشرة؛ حتى ترتبط بها في دماغك وتحفزك عليها. كرر هذه العادة لمدة 3 أو 4 أسابيع، وسوف يصبح الأمر تلقائياً، ومن السهل المحافظة عليه. التكرار أمر أساسي؛ لكي تجعل العادة تثبت، تمرَّن يومياً في صالة بناء الأجسام أو في بيتك مع أصدقائك لمدة 30 يوماً. لا تحاول أن تغيِّر حياتك بصورة جذرية مرة واحدة، من السهل جداً أن تنفعل وتحاول أن تغير الكثير مرة واحدة؛ أي إذا أردت أن تقرأ لمدة ساعتين يومياً ابدأ بنصف ساعة حتى تصل إلى الساعتين. بعد أسبوعين من الالتزام قد تنسى، ضع قصاصة تذكرك بما تريد تعوُّده؛ حتى لا يفوتك يوم، إذا فاتك يوم فإن هذا الأمر يخل بالتزامك كي تكتسب عادة جديدة. كلما ثبتَّ على القيام بأمر معين في الوقت نفسه من اليوم وفي المكان نفسه؛ فهذا سوف يسهل عليك الاستمرار بعد الثلاثين يوماً. ابحث عن شخص يشاركك الاهتمام؛ حتى يساعدك على الاستمرار إذا قررت أن تتوقف. إذا غيرت أمراً استبدل به آخر؛ حتى يصبح سهلاً تركه، إذا كنت تشاهد التلفزيون لكي تسترخي؛ اقرأ كتاباً بدل ذلك. يجب أن يكون البديل كافياً لاستبدال ما تركته. لا تتوقع أن تنتهي كل محاولاتك للتغير بالنجاح، قد يحتاج الأمر محاولات عدة؛ لذا توقع أن يكون الطريق صعباً. واحدة من الطرق الناجحة لكي توقف التفكير السلبي هي كلمة لكن، إذا بدأت بالتفكير «أنا لا أستطيع أن أقوم بهذا الأمر» قاطع هذا التفكير بكلمة: «لكن إذا استمررت؛ فسوف يصبح الأمر أسهل». حدد محيطك في أول 30 يوماً، أبعد عنك الإغراء، أزل الطعام المضر عن نظرك، وارمِ كل ما يضرك خارجاً. اقضِ وقتاً أكثر مع من تريد أن تصبح مثله؛ أي يكون قدوة لك، فمن يصادق صديقاً سيئاً سيصبح مثله؛ لذلك حدد أصدقاءك. تريد القيام بعادتك القديمة مباشرة؟ غير الفكرة وتخيل نفسك وأنت تتركها، وتخيل ما سيصبح عليه حالك بعد ترك هذه العادة؛ هذا التفكير سوف يساعدك على ترك العادة القديمة. اعرض لنفسك حقائق واقعية عن الجانب السيئ لعدم التغير، واجه نفسك بهذه الامور وستبقى على الحماس نفسه. يُعد التغيير أحد أكثر الثوابت في الحياة؛ حيث يصادف الكثيرون صعوبات في تحقيق الأهداف أو المحافظة على ما تم تحقيقه من إنجازات، لأن معظمهم يحاول غالباً شق طريقه بقوة الإرادة. ولكن توجد طريقة أبسط وأسهل وتعد بمنزلة مفتاح التغيير الشخصي والمهني، وهي القدرة على اكتساب عادات جديدة مُنتجة. وتكمن قوة العادات الجيدة في أن الشخص لا يكون مضطراً إلى التخطيط لخياراته كثيراً؛ إذ يمكن أن تساعده العادات الجديدة في تحقيق أهدافه دون أن يصارع نفسه في كل خطوة صغيرة على طول الطريق. تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية، لـ«سيدتي»: «لاكتساب العادات الجيدة أهمية كبيرة تكمن في تمكينك من إحداث تغيير جذري في حياتك؛ وذلك لأن أغلب السلوكيات التي تمارسها يومياً هي عادات، ويُمكنك ملاحظة ذلك بمنح نفسك الفرصة للتفكير دقيقة لتحديد عدد العادات التي تفعلها يومياً. ولأن جميعنا يمتلك عادات جيدة وأخرى سيئة؛ فإن تعلم اكتساب العادات الجيدة أمر ضروري، ولأنك على الأغلب تواجه صعوبة في اكتساب إحدى العادات الجيدة في الفترة الراهنة». خطوات تشكيل العادات الجيدة لا تيأس- pexels-photo- - ضع إشارات لدماغك كي يتصرف تلقائياً: عليك أن تدرب دماغك على تكرار العادة الجديدة عبر تشكيل سلسلة من الأحداث قبل أن يبدأ تنفيذ العادة؛ فالتكرار يتسبب في قطع سلسلة استجابات دماغك من الذاكرة، والدماغ لا يتعامل مع العادة لوحدها، بل يربطها بشبكة من التصرفات، وعند قيامك بهذه التصرفات مع تكرار يومي؛ فإنها تتحول إلى عادة تلقائية. فإذا أردت أن تعوِّد نفسك مثلاً على الركض؛ فلا تؤجل هذا الفعل إلى أوقات الفراغ التي تتخلل واجباتك اليومية، فقد تطرأ عليك أمور أخرى تشغل وقتك، بل ضع برنامجاً محدداً لتوقيت الركض كل يوم، واترك حذاءك الرياضي في مكان بارز ليبقى دماغك مستعداً، ومارس تمارين الإحماء قبل بدء وقت الركض، واشرب كأساً من الماء في وقت محدد أيضاً استعداداً للركض، وهكذا تتحول سلسلة هذه الأفعال إلى محفزات تخبر عقلك أنه «حان وقت الركض»؛ حتى يصبح الركض عادة روتينية. - كافئ نفسك: أظهرت دراسة صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» أن العقد القاعدية «basal ganglia»، وهي منطقة في الدماغ ترتبط بالعادات، تكون أكثر نشاطاً في بداية ممارسة العادة وعند نهايتها؛ لذا يبنغي تحفيز دماغك قبل البدء عبر سلسلة المحفزات المذكورة سابقاً، ثم تقديم مكافأة لنفسك في النهاية لترتبط العادة بشيء محبب إلى نفسك. لذا ننصحك بأن تكافئ نفسك في نهاية المهمة لتحويلها إلى عادة؛ فمثلاً بعد ممارسة رياضة الركض قدم لنفسك مشروباً منعشاً تحبه، أو مارس أي هواية ترتاح لها نفسك. المهم أن تأتي المكافأة في نهاية المهمة مباشرة؛ حتى ترتبط بها في دماغك وتحفزك عليها. نصائح لتكتسب عادة جديدة التزم لمدة 30 يوماً- pexels-photo-- - الالتزام لمدة 30 يوم: كرر هذه العادة لمدة 3 أو 4 أسابيع، وسوف يصبح الأمر تلقائياً، ومن السهل المحافظة عليه. - اجعلها أمراً يومياً: التكرار أمر أساسي؛ لكي تجعل العادة تثبت، تمرَّن يومياً في صالة بناء الأجسام أو في بيتك مع أصدقائك لمدة 30 يوماً. - ابدأ بخطوة بسيطة: لا تحاول أن تغيِّر حياتك بصورة جذرية مرة واحدة، من السهل جداً أن تنفعل وتحاول أن تغير الكثير مرة واحدة؛ أي إذا أردت أن تقرأ لمدة ساعتين يومياً ابدأ بنصف ساعة حتى تصل إلى الساعتين. - ذكِّر نفسك: بعد أسبوعين من الالتزام قد تنسى، ضع قصاصة تذكرك بما تريد تعوُّده؛ حتى لا يفوتك يوم، إذا فاتك يوم فإن هذا الأمر يخل بالتزامك كي تكتسب عادة جديدة. - كن ثابتاً: كلما ثبتَّ على القيام بأمر معين في الوقت نفسه من اليوم وفي المكان نفسه؛ فهذا سوف يسهل عليك الاستمرار بعد الثلاثين يوماً. - ابحث عن صديق: ابحث عن شخص يشاركك الاهتمام؛ حتى يساعدك على الاستمرار إذا قررت أن تتوقف. - استبدل سلوكاً بما غيرته: إذا غيرت أمراً استبدل به آخر؛ حتى يصبح سهلاً تركه، إذا كنت تشاهد التلفزيون لكي تسترخي؛ اقرأ كتاباً بدل ذلك. يجب أن يكون البديل كافياً لاستبدال ما تركته. - لا تيأس: لا تتوقع أن تنتهي كل محاولاتك للتغير بالنجاح، قد يحتاج الأمر محاولات عدة؛ لذا توقع أن يكون الطريق صعباً. - استخدم «لكن»: واحدة من الطرق الناجحة لكي توقف التفكير السلبي هي كلمة لكن، إذا بدأت بالتفكير «أنا لا أستطيع أن أقوم بهذا الأمر» قاطع هذا التفكير بكلمة: «لكن إذا استمررت؛ فسوف يصبح الأمر أسهل». - ابتعد عن الإغراء: حدد محيطك في أول 30 يوماً، أبعد عنك الإغراء، أزل الطعام المضر عن نظرك، وارمِ كل ما يضرك خارجاً. - حدد أصدقاءك: اقضِ وقتاً أكثر مع من تريد أن تصبح مثله؛ أي يكون قدوة لك، فمن يصادق صديقاً سيئاً سيصبح مثله؛ لذلك حدد أصدقاءك. - اعتبر الأمر تجربة: جرب تغيير تصرفك لمدة شهر وأجِّل الحكم إلى ما بعد؛ أن تجعل الأمر تجربة يعطيك وجهة نظر أفضل للتغيير. - غير الفكرة وتخيل النتائج: تريد القيام بعادتك القديمة مباشرة؟ غير الفكرة وتخيل نفسك وأنت تتركها، وتخيل ما سيصبح عليه حالك بعد ترك هذه العادة؛ هذا التفكير سوف يساعدك على ترك العادة القديمة. -تذكر الألم: اعرض لنفسك حقائق واقعية عن الجانب السيئ لعدم التغير، واجه نفسك بهذه الامور وستبقى على الحماس نفسه.
مشاركة :