واشنطن - حمل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله الغرب والولايات المتحدة مسؤولية الأزمة الاقتصادية والفراغ الرئاسي في بلاده في محاولة للتغطية على دور جماعته في تازيم الوضع الداخلي من خلال جر لبنان إلى المحور الإيراني وما نتج عنه من حالة عزلة إقليمية ودولية إضافة لجمود سياسي عبر إصراره على شروطه لانتخاب رئيس جديد للجمهورية فيما دعا جميع القوى إلى إيجاد حل للوضع الاقتصادي المتدهور. واتهم نصرالله الذي ألقى كلمة في الذكرى الـ30 لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق واشنطن بفرض حصار على بلاده قائلا "ان النسخة الثالثة من المشروع الأميركي في المنطقة تتأسس على تشديد الحصار والعقوبات الاقتصادية. وأوضح أن "الحصار الأميركي على لبنان ترجم من خلال منع المساعدات والودائع والقروض من الخارج ومنع الدولة من قبول الهبات". ودعا إلى ضرورة تجنب بناء رؤية اقتصادية وفق حسابات سياسية خاطئة بما فيها وجود تسوية قريبة في المنطقة مشيرا بان الصراع في المنطقة سيتواصل في خضم التهديدات الإسرائيلية. ويسعى زعيم حزب الله إلى التنصل من مسؤولية جماعته في تازيم الوضع اللبناني على أكثر من مستوى من ذلك جر لبنان الى المحور الايراني وفرض العزلة الدولية عليه والتورط في الحرب السورية من خلال دعم نظام بشار الاسد واستهداف دول خليجية وغربية ساعدت بلاده اقتصاديا خلال العقود الماضية. وأضاف "من المؤسف أن البعض يتحدث عن عدم وجود حصار، والحصار ليس بالضرورة أن يكون بالسفن أو الطائرات، يكفي سلوك الإدارة الأميركية مع دول العالم والسلطة اللبنانية". وسعى نصر الله لربط ما يراه حصارا بوضعية اللاجئين السوريين في لبنان قائلا "إن الدولة اللبنانية ممنوعة من حل أزمة اللاجئين السوريين". ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان نحو 1.5 مليون وفق تقديرات رسمية، ويعاني معظمهم أوضاعا معيشية صعبة خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلد العربي. ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة مع تدهور قيمة العملة وارتفاع اسعار العديد من المواد الاساسية. ودعا نصرالله جميع القوى السياسية في لبنان إلى تحمل المسؤولية، وإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي مشددا على ان الأساس الذي يحكمنا في لبنان هو ما يرتبط بالموضوع الاقتصادي والمالي والنقدي. واشار الى ان ما يمر به لبنان تمر به العديد من الدول قائلا "انه لا نقاش في أنّ الوضع الاقتصادي صعبٌ في لبنان وهذه نقطة إجماع، وهذا الأمر ليس استثنائياً، عالمياً، وهناك عدة دول في العالم تعاني من أزماتٍ اقتصادية خانقة". ورغم تورط جماعته في تازيم الوضع الاقتصادي قال نصرالله ان"إنقاذ الوضع المالي في البلاد مسؤولية الجميع، كل بحسب قدرته وموقعه، ولا يجوز البقاء في حالة تخبّط ويجب أن يكون هناك رؤية للوضع الاقتصادي". وجدد نصرالله شروط جماعته بشان انتخاب رئيس للبلاد قائلا "نريد رئيسا للجمهورية شجاعا مستعدا للتضحية ولا تهمه التهديدات، وهناك نماذج موجودة كما نبحث عن حكومة ومسؤولين من هذا النوع". ويطالب حزب الله بانتخاب رئيس يحافظ على سلاح "المقاومة" وان لا يكون خاضعا للولايات المتحدة. وبين سبتمبر/ أيلول 2022 ويناير/ كانون الثاني الحالي، فشل مجلس النواب 11 مرة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتتهم قوى لبنانية وعواصم إقليمية وغربية "حزب الله" باستخدام ترسانته من الأسلحة لترهيب خصومه السياسيين في لبنان والهيمنة على مؤسسات الدولة لصالح حليفته إيران، بينما تقول الجماعة إن سلاحها مكرس حصرا لمقاومة إسرائيل التي تحتل أراضٍ لبنانية.
مشاركة :