قال نائب رئيس لجنة تأمين الفعاليات، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالإنابة في شرطة دبي، العقيد عبدالله خليفة المري، إن تأمين احتفالات الألعاب النارية التي تستغرق نحو سبع دقائق خلال رأس السنة ببرج خليفة ووسط مدينة دبي، يسبقه عمل لمدة تسعة أشهر. الأمم المتحدة تكرِّم دفاع مدني دبي كرّمت الأمم المتحدة الدفاع المدني في دبي على أدائه المتميز في التعامل مع حادث حريق العنوان، وقال ممثل المنظمة، السفير الدكتور أحمد محمد المسقطي، على هامش تكريم مديري المراكز وممثلي منتسبي الدفاع المدني، إن ما قام به رجال الدفاع المدني والفرق المساندة لهم من مختلف الجهات، خلال التعامل مع الحادث، وإخلاء السكان بانسيابية وحضارية، دون إصابات، يؤكد دور ثقافة ومنهجيات وسلوكيات التميز التي غرستها القيادة في عقول وقلوب العاملين في الدفاع المدني والفرق المساندة لهم، كما تعبر عن مدى القدرات والمهارات المتميزة، والانضباط المهني العالي، والوعي الإنساني، التي يتحلى بها العاملون بالدفاع المدني والفرق المساندة، التي عززت سمعة الإمارات واحة للأمان، وملتقى للناس الباحثين عن النجاح والبهجة من كل القارات، ومصدر جذب للمبدعين ورواد التميز والأعمال من كل الاختصاصات والبلدان. وأضاف: مررنا بتجربة إنسانية مهمة، أثبتت مدى حرص العاملين في دبي والإمارات وأهلها على سلامة ضيوفهم، وتوفير كل سبل الراحة والأمان لهم، وأستغل فرصة تكريمي لمنتسبي الدفاع المدني للتعبير عن رغبتنا في المساهمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة وسلوكيات الوقاية والسلامة لمختلف الفئات العمرية من السكان، خصوصاً الشباب، من خلال إشراك الشخصيات المجتمعية المرموقة والمحبوبة من أفراد المجتمع كسفراء لنشر ثقافة الأمان والتكافل بين الناس. وكشف لـالإمارات اليوم عن تفاصيل الخطة التي نفذتها اللجنة خلال احتفالات العام الجاري، ولعبت دوراً رئيساً في السيطرة على حريق فندق العنوان، وإنقاذ أرواح الآلاف، موضحاً بالصور أن الوضع ربما كان مختلفاً لو وقع الحريق في عام 2013. وركزت الخطة التي وضعت قبل احتفالات رأس السنة، التي حضرها في منطقة برج خليفة نحو مليون و600 ألف زائر، على تفاصيل دقيقة، غيّرت كلياً خريطة وشكل الاحتفال في محيط فندق العنوان وبوليفارد، ما أسهم في وصول مركبات الدفاع المدني والإسعاف بسهولة إلى الفندق، فضلاً عن إخلاء 85% من رواده خلال أقل من ربع ساعة بشكل أبهر العالم. وأكد المري أن الخطة التي وضعتها لجنة تأمين الفعاليات لم تغفل أي جانب، ولم تترك شيئاً للمصادفة، لدرجة تحديد الطرف المعني بالتغطية الإعلامية، في حال وقوع أزمة، حتى لا يحدث تضارب في التصريحات. وفي التفاصيل، أوضح المري أن جميع المناسبات الكبرى التي تنظم في دبي يسبقها عمل هائل من اللجنة التي تتكون من جميع الجهات الحكومية ذات الصلة في دبي، مثل الشرطة والدفاع المدني والإسعاف وهيئة الطرق والمواصلات، والإدارة العامة لأمن الدولة، والجهات ذات الصلة بالحدث، مثل شركة إعمار، خلال احتفالات رأس السنة في مدينة برج خليفة. وأفاد بأن احتفالات رأس السنة تعد الفعالية الأضخم التي تتولى اللجنة تأمينها، ويبدأ الاستعداد بدءاً من شهر فبراير من خلال تقييم أداء الفرق والجهات المشاركة في الاحتفال السابق، وتوجيه الملاحظات إلى كل جهة، وتحديد السلبيات التي يجب تلافيها، لتنتقل اللجنة مباشرة خلال شهر مارس إلى مرحلة تنفيذ عملية تأمين احتفالات رأس السنة الجديدة، التي تستمر تسعة أشهر. وشرح المري أن عملية التقييم مهمة للغاية، إذ أدت إلى تلافي سلبيات رصدت خلال الأعوام السابقة وحتى مطلع عام 2014، وكانت سبباً رئيساً في تكدس الحشود، وحدوث اختناقات وتزاحم، وارتباك في الدخول والخروج. وأضاف أن الإجراءات التي نفذت خلال العام الجاري كان لها دور أساسي في نجاح التعامل مع حريق العنوان، والخروج بهذه النتيجة المبهرة من عملية الإخلاء والإنقاذ، دون وقوع وفاة واحدة أو حتى إصابة مزمنة. وكشف أن هناك جوانب أساسية في الخطة أدت إلى هذه النتيجة، أهمها تنظيم عملية السير، وإغلاق البوليفارد من الثامنة مساء، وزيادة مناطق المشاهدة إلى ست مواقع، إضافة إلى إحكام السيطرة على المداخل المؤدية إلى منطقة الاحتفالات، من خلال تسع نقاط تفتيش، لافتاً إلى أن المقارنة المرجعية المصورة بين احتفالي عام 2014 و2016 تكشف كيف كانت المنطقة متكدسة قبل عامين، ولا تسمح بأي حركة للسيارات، وفي المقابل هناك انسياب مروري في الشوارع خلال احتفالات العام الجاري. ولفت المري إلى تغيير كلي في محيط العنوان، إذ منع نهائياً دخول الجمهور في منطقة بروميناد أو الواجهة المائية المجاورة للفندق، وحصر السماح بالمرور في المنطقة المحيطة على العائلات، ما أسهم في إخلاء النزلاء بسهولة، لأنهم وجدوا طريقاً مفتوحاً أمامهم، ولم يكن هناك أي مجال للتدافع أو الازدحام. وأفاد بأن التحدي الصعب في حال وقوع حريق في ظروف مثل هذه هو كيفية تأمين وصول مركبات الدفاع المدني، لافتاً إلى أن اللجنة استعدت مسبقاً لذلك، وعالجت الثغرات السابقة، فأمّنت شوارع مفتوحة، رغم وجود مليون و600 ألف محتفل وسط دبي خلال الاحتفالات، وكانت هناك مركبة إطفاء واحدة بجوار العنوان، لكن في ظل تحديد مسار لدخول مركبات الطوارئ، تم استدعاء بقية الفرق الموجودة في أربع مناطق، وخلال أقل من ثلاث دقائق، كانت فرق المكافحة تعمل بطاقة كبيرة في الإخلاء والإنقاذ ثم الإطفاء. وأشار إلى أن اللجنة أشرفت على عملية توجيه نزلاء الفندق الذين تم إخلاؤهم إلى المخارج المقررة سلفاً، لافتاً إلى أن الفندق كان يحوي 2800 شخص، و700 سيارة في مواقفه. وأوضح المري أن الخطة كانت محكمة لدرجة وجود مستشفيين في المنطقة، ومستشفى ميداني متحرك، به 20 طبيباً، مؤكداً أنه رغم ضخامة الحادث، لم يستلزم سوى نقل سبعة مصابين إلى مستشفيات خارجية، بينهم اثنان في حالة حرجة، وخرج أحدهم في اليوم التالي، والآخر بعد خمسة أيام. وشرح المري كان لكل منطقة فريق يمارس مهامه بشكل محدد سلفاً بطريقة لا مركزية، ويتم التنسيق عبر غرفة قيادة بجوار برج خليفة، وتم وضع خطة إخلاء وطوارئ لكل موقع، ونفذ الجميع دوره بدقة، وتحول السيناريو المتخيل من قبل إلى عمل حقيقي. وأضاف لم نترك شيئاً للمصادفة، لدرجة أن الخطة تضمنت كيفية التعامل إعلامياً في حال وقوع أزمة، وتقرر سلفاً أن يتولى المكتب الإعلامي المهمة، لذا لم يحدث أي ارتباك أو تضارب عند وقوع حريق العنوان. قال المري إن اللجنة بدأت عملها عام 2008 أثناء احتفالات فندق أتلاتنس، لافتاً إلى أن اللجنة تستعد لتأمين طواف دبي وكذلك القمة الحكومية. وشرح أن هناك إدارة أزمات داخل اللجنة، مهمتها رصد السلبيات والثغرات، والإبلاغ عنها لتلافيها، مثل زحام المشاة عند مغادرة الاحتفالات في الأعوام السابقة، والذي تم تلافيه بطريقة إنسانية ومرنة خلال الاحتفالات الأخير، بإنشاء ممر مشاة ضخم على شارع الشيخ زايد. وكشف المري عن تمركز فرق مداهمة وطوارئ في مناطق مغلقة، تحسباً لحدوث مشكلة أو أزمة، وتدخلوا فعلياً عند وقوع الحريق، وشاركوا في عملية الإخلاء، وتطويق المبنى لمنع دخول متطفلين أو فضوليين، لافتاً إلى نشر فرق قناصة كذلك في نقاط محددة، أحدها في العنوان لأداء دورهم الأساسي في حالة الطوارئ، وكذلك مساعدة الفرق الأخرى من خلال مشاهداتهم الموسعة للمناطق التي يغطونها بالأجهزة التي بحوزتهم. وذكر أن تقييم الأداء لاحتفالات رأس السنة الحالية كشف عن وجود حاجة إلى وجود مكبرات صوت بطول البوليفارد لتوصيل رسائل صوتية مباشرة إلى الجمهور، مشيراً إلى أنه سيتم مناقشة ذلك مع شركة إعمار. للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.
مشاركة :