كتب - هيثم القباني: عزا عدد من التربويين ارتفاع معدّلات الرسوب بين طلاب الثانوية العامة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول إلى عدد من الأسباب، في مقدّمتها عدم التدريب الجيد على اختبارات نظام التقييم الجديد، فضلاً عن عدم تحفيز الطلاب وغياب دور الأسرة وتبني المجلس الأعلى للتعليم لسياسة الحزم وعدم التهاون لرفع مستوى الطلاب. وأكدوا لـ الراية أن الطلاب لم يتدرّبوا بشكل جيد على الاختبارات نظراً لغياب نماذج تحاكي الاختبارات خصوصاً أن ثمة نظاماً جديداً هذا العام.. مشيرين إلى أن غياب تلك النماذج ونقص الأنشطة الإثرائية سببا حالة من التخبط لدى الطالب، الأمر الذي دفع الطالب إلى دخول اختبارات بمعايير جديدة لم يتدرّب عليها بشكل كاف. وأكدوا أهمية تدارك الأمر وتوفير الأنشطة الإثرائية والاختبارات من قبل هيئة التقييم لتدريب الطلاب عليها، لافتين إلى غياب التحفيز لدى الطلاب جرّاء الرفاهية وغياب دور الأسرة في هذا الصدد وغرس قيمة العلم في نفوس أبنائهم، الأمر الذي يهدّد مستقبل الطلاب. وقالوا إن التجربة الجديدة لم يتداركها الطلاب بشكل كامل وهو ما سيستغرق وقتاً نوعاً ما، كما أن المجلس الأعلى للتعليم يتبنى سياسة عدم التهاون والحزم، سياسة لم يعتد الطلاب عليها، وهو ما يحمل رسائل إيجابية لرفع مستوى الطلاب. كان عدد من طلاب الثانوية العامة انتقدوا عدم إصدار المجلس نماذج للاختبارات مثل الأعوام السابقة على الرغم من إجراء اختبارات هذا العام وفقاً لمعايير مختلفة. وأكدوا لـالراية، أن قناة المجلس الأعلى للتعليم على موقع (YouTube) لا تحتوي على دروس للمراجعة أو نماذج لأسئلة الاختبارات. كما اشتكوا من عدم منحهم إجازة عدة أيام للتحصيل والمذاكرة المنزلية قبل الاختبارات. خليفة المناعي: مزايا بنظام التقييم الجديد.. وحاجة لدراسة النتائج أعرب خليفة المناعي صاحب ترخيص ومدير مدرسة خليفة الثانوية المستقلة للبنين عن اعتقاده بأن انخفاض معدلات النجاح لطلاب الثانوية العامة بشكل عام يعود إلى عدم إدراك الطلاب لتجربة الاختبارات الجديدة. وأشار إلى أن النظام الجديد به العديد من المزايا، لكنه بحاجة إلى دراسة نتائج الفصل الأول لتفادي هذا الانخفاض في الفصل الدراسي الثاني. وشدّد على أهمية قيام المدارس بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم بتقييم نتائج الاختبارات والعمل بجديّة وتركيز شديد بدءاً من الفصل الدراسي الثاني لتأهيل الطلاب لاختبارات نهاية العام، حتى يستطيع الطلاب الراسبون التعويض واجتياز الثانوية العامة.. وحسب سياسة التقييم الجديدة فإنه يمكن أن يقوم الطالب بالتعويض في الفصل الدراسي الثاني، حيث أعطت الطالب فرصة كبيرة في زيادة التحصيل الدراسي ومن ثم الحصول على أعلى الدرجات، فيجب على الطالب أن يأخذ الأمور بجديّة أكثر مما سبق والاهتمام في الفصل الدراسي مع معلمه والمتابعة في المنزل والمذاكرة، خاصة أن العملية التعليمية شهدت تقدماً ملحوظاً أكثر من الأعوام الماضية، وذلك من حيث المناهج وسياسة التقييم الجديدة والمدرسة والأطقم التدريسية التي يعمل الأعلى للتعليم على استقطابها. ولفت إلى أنه من الضروري أن يقوم الطالب بالدراسة والتحصيل العلمي، كذلك فإنه توجد مسؤولية كبيرة تقع على الأسرة التي يجب أن تهتم بأبنائها في الدراسة ومتابعتهم والتعرّف على مستوى أبنائهم الأكاديمي، فلا يمكن أن تستقيم العملية التعليمية بدون دور الأسرة. محمد المناعي: الطلاب خاضوا الاختبارات دون إدراك معاييرها أكّد محمد صالح المناعي مدير هيئة التعليم العالي السابق أن نظام الاختبارات الجديد بحاجة لنماذج اختبارات وأنشطة إثرائية تخرج من قبل المجلس الأعلى للتعليم لتعريف ليس فقط الطلاب بل والمدارس بالمعايير الجديدة. وأضاف إن ثمة نظاماً جديداً لاختبارات الشهادة الثانوية، والطالب لم يدرك بعد معايير هذا الاختبار لعدم وجود نماذج اختبارات ومع نقص في الأنشطة والأسئلة الإثرائية التي يقوم بتجهيزها المجلس الأعلى بنفسه. وقال: ربما كانت الاختبارات تحتوي على أسئلة غير مباشرة وخداعة وهو ما جعل الطلاب يتسرعون في الإجابة عن أسئلة الاختبار ويخرجون في منتصف الزمن المخصص. وأشار إلى أهمية تحليل نتائج الطلاب والوقوف على المشكلات التي تواجه نجاح نظام الاختبارات الجديد. وقال إن الاختبارات ليست الوسيلة الوحيدة لتقييم مستوى الطلاب الحقيقي، لكن ينبغي على الطلاب التروّي في الاختبارات وعدم التسرّع. إبراهيم الدربستي: يجب على هيئة التقييم توفير نماذج اختبارات يرى الخبير التربوي إبراهيم الدربستي أن انخفاض معدل النجاح يعود بالأساس إلى الطالب حيث ثمة مشكلة تواجه عملية التعليم برمتها وهي غياب التحفيز لدى الطالب وكذلك دور الأسرة. وقال: ثمة نظام اختبارات جديدة هذا العام، لكن ثمة طلاباً أحرزوا درجات عالية، ما يشير إلى أن الاختبارات لم تكن بها مشكلة بذات الحجم. وأضاف أنه ربما غياب نماذج الاختبارات والأنشطة الإثرائية ساهما في زيادة نسب الرسوب بشكل ملحوظ، الأمر الذي يتطلب تفاديه هذا الفصل. وأوضح أنه كان ينبغي على هيئة التقييم توفير نماذج اختبارات جديدة بدلاً من الاعتماد على المدارس في هذا الصدد، سيما أن نظام الاختبارات جديد ولا يوجد فرصة للطالب للتعويض من خلال علامات أعمال السنة، وهو أمر لابد من تداركه. وأضاف أن المجلس الأعلى للتعليم يوفر جميع الإمكانات المتميزة للعملية التعليمية من مناهج ومبان مدرسية وأطقم تدريسية على أعلى مستوى، فجميع أركان العملية التعليمية تعمل على رفع المستوى الأكاديمي للطالب، لكن الدور الغائب هو دور الأسرة التي لا يوجد علاقة تواصل بينها وبين المدرسة. عبدالعزيز السيد: تقصير الأسرة في دورها تجاه الأبناء قال الخبير التربوي عبد العزيز السيد: إن ارتفاع معدّل الرسوب لدى طلاب الثانوية العامة يرجع إلى عدم التحفيز لدى الطلاب جرّاء تقصير الأسرة في دورها تجاه الأبناء، ما يهدّد مستقبل الطلاب. ونوه بسياسة المجلس الأعلى للتعليم بعدم التدخل في نتائج الطلاب وعدم التهاون إزاء الغياب والانضباط السلوكي للطلاب، ما يعطي رسائل مباشرة للطلاب وأولياء أمورهم أن لا مكان للمتهاون أو للمقصّر. ورأى أن تدني النتائج ينبثق من تدني التطلعات لدى الطلاب جرّاء عدم قيام ولي الأمر بدوره وغرس الطموحات والتحفيز في نفوس أبنائهم منذ صغرهم، ومع تغيير المجلس الأعلى للتعليم وتبنيه سياسة قائمة على الحزم سقط في الهوة من لم يحذر أو ينتبه لإنذارات المجلس. وأضاف: أعرف طلاباً حصلوا على نتائج متميزة لأنهم اجتهدوا، ووقف أولياء أمورهم بجانبهم ويغرسون في نفوسهم حب العلم وتقدير قيمة العلم، وبالتالي أحرزوا علامات رائعة. وأشار إلى أن بعض الأمراض الاجتماعية مثل الواسطة تتسبّب في خلق حالة من خيبة الأمل لدى الطالب المجتهد عندما يجد من لا يستحق يحصل على درجة وظيفية مميزة وبالتالي ينعكس الأمر كله على المجتمع.
مشاركة :