أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية مجموعته من الكتب النادرة بعدد من المجلدات النادرة الأصلية التي تخصّ منطقة البريمي وتوثق مراحل مهمة من تاريخ المنطقة، منذ ما قبل عام 1955. وتتضمن هذه الكتب تقارير تعدّ من الوثائق الرئيسية في موضوع البريمي وما يتعلق بديموغرافية المنطقة، وتتضمن هذه الكتب النادرة الخرائط والملاحق والجداول التي تؤيد المعلومات التفصيلية والغزيرة فيها، وهي تعد أداة مفيدة للباحثين والدارسين في تاريخ هذه المنطقة. وتأتي هذه الخطوة انطلاقاً من حرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على إثراء مكتبة الإمارات بكنوز المعرفة وأوعيتها بمختلف أنواعها، مع التركيز على المصادر والمراجع التي تُعنى بتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة وشبه الجزيرة العربية. واهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية ليس حديثاً، ففي مكتبة (الإمارات) عدد كبير من الكتب النادرة والنفيسة التي تعد استكمالاً لمجموعاته المتنوعة من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، ومن سجلات الوقائع والوثائق التاريخية لدولة الإمارات، وأرشيف الدوريات، والبحوث والدراسات الأكاديمية... وغيرها، وهذا مما يعطي مكتبة الإمارات أهمية خاصة لدى جمهور الباحثين والأكاديميين والمهتمين بتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة. وعلى صعيد عرض كنوزه من الكتب النادرة فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية يعرض في ركن القراءة بمنصة «ذاكرة الوطن» التي يشارك بها في مهرجان الشيخ زايد 2023 عدداً من الكتب النادرة التي تتيح الفرصة لرواد المهرجان ليتعرفوا على قيمة الكتاب النادر وأهميته، ولكي يعرفوا أن مكتبة الإمارات بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية تتيح ما بحوزتها من الكتب النادرة القيمة لروادها. وأبرز الكتب التي تعرضها منصة ذاكرة الوطن كتاب: «آثار الأُول في ترتيب الدول» والذي يعود إصداره إلى عام 1874م، وكتاب «عجائب الهند برها وبحرها وجزرها»، وهذا الكتاب باللغة الفرنسية، ويعود إلى ما قبل عام 1886م، وكتاب «رحلات في الجزيرة العربية» في مجلدين ويعود إلى 1838م، وكتاب «المناظر الطبيعية في شبه الجزيرة العربية»، وندرة هذه الكتب الأصلية تعود لقدمها ونفاد النسخ التي طبعت منها. ويعرض الأرشيف والمكتبة العربية أيضاً عدداً من الكتب النادرة بمقره في قاعة الشيخ زايد بن سلطان، حيث تعرض القاعة لزوارها عدداً من أقدم الكتب النادرة التي يمتلكها الأرشيف، ومنها: وصف شبه الجزيرة العربية، ووثائق عربية عن التاريخ البرتغالي، وشبه الجزيرة العربية مهد الإسلام، وباللمس يستعرض الزائر فحوى كل واحد من هذه الكتب، ويطالعها على شاشات صغيرة بجانب الخزائن التي تحفظ الكتب. وبالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد أتاح بالنص الكامل -ضمن مشروع المجموعات العربية على الإنترنت- عشرات الكتب النادرة على مستوى العالم عبر الموقع الإلكتروني للجامعة، لكي يستفيد منها الباحثون في جميع أنحاء العالم لإثراء البحث العلمي والأكاديمي والنشاط المعرفي، حيث قام الأرشيف والمكتبة الوطنية برقمنة العديد من الكتب النادرة بعد انتقائها من مكتبة الإمارات وفق معايير دولية متعارف عليها، ثم عرضتها جامعة نيويورك أبوظبي عبر بوابتها الإلكترونية للمستفيدين أينما كانوا. وتضع مكتبة الإمارات في خططها المستقبلية خطة لرقمنة هذه الكتب لحفظها كثروة فكرية ذات قيمة علمية وفائدة للباحثين والدارسين والمهتمين في مختلف أنحاء العالم.
مشاركة :