دور المملكة في فعاليات المنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس - د.علي آل مداوي

  • 1/26/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 2023م تحت شعار «التعاون في عالم غير مترابط»، وقد حققت المملكة العربية السعودية نجاحاً باهراً يسجل في إنجازاتها المتألقة والمشرفة بحضورها على الصعيد الدولي على خلفية المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)‏ التي هي منظمة دولية غير ربحية مستقلة منوطة بتطوير العالم عن طريق تشجيع الأعمال والسياسات والنواحي العلمية وكل القادة المجتمعيين من أجل تشكيل الأجندة العالمية والإقليمية والاقتصادية. ولا شك بأنه قد التقى قادة دول العالم وممثلي الحكومات الدولية والنخب الاقتصادية العالمية في مؤتمر دافوس 2023، في وقت يمر العالم بتحديات صعبة، وسط أزمتين، أثرت على الاقتصاد العالمي بدأت بجائحة كورونا في 2020، ولا يزال العالم متأثر بالتعامل مع تبعاتها حتى الان، ومن ثم تلتها الأزمة الأوكرانية في 2022، والتي لا تزال تضيق الخناق على إمكانية تعافي الاقتصاد الدولي وعودته لما كان عليه قبل أزمة كورونا. الحضور السعودي كان متألقاً وجعلت العالم يتطلع إليها ويهتم بنموذجها المبهر، كما تداولت كل وسائل الإعلام الدولية الحضور المتميز الذي يعود إلى كونها أصبحت نموذجاً فريداً من نوعه في الاقتصاد الدولي، وقوة اقتصادية جديدة واعدة انطلقت خلال فترة وجيزة لتتنافس مع دول عالمية كبيرة في اقتصادها، وقد حققت قفزات ومعدلات نمو اقتصادي التي تستقطب الدول المستثمرة والشركات العالمية العملاقة للاستثمار وعقد الشراكات تنموية شاملة لتتواكب مع رؤيتها 2030، بعد أن قامت بتطوير حقيقي في تنوع اقتصادها المزدهر. وقد شاركت المملكة في فعاليات المنتدى العالمي الاقتصادي برئاسة سمو والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، والوفد المرافق له، وذلك بهدف تعزيز التعاون الدولي وإيجاد مزيد من الحلول المشتركة لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وسنتناول بإسهاب عن أبرز مشاركات المملكة في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 2023م. في الشأن السياسي أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في جلسة نقاش على هامش منتدى الاقتصاد العالمي تحت عنوان: «المستقبل المشرق في خضمّ التحديات الجيوسياسية». أن أمن الطاقة يعد أمراً أساسياً للغاية بالنسبة للمملكة، وأن الاستقرار هو المفتاح المطلق لأمن الطاقة، مشيداً بنجاحات أوبك وأوبك+ كمثالٍ على ذلك، وأنها ساهمت في تحقيق سعر نفط مستقر نسبياً، وهو سعر يمكن التنبؤ به من قبل كلٍّ من المستهلكين والمنتجين، وأن بعض مصادر الطاقة الأخرى تواجه تحديات كبيرة، ورغم ذلك ما زالت المملكة وبقية الأعضاء ملتزمين بالوصول إلى الاستقرار. وأوضح سموه أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بمستقبل الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة بطريقة لا تؤثر على مجمل القضايا العالمية ومواصلة الطريق نحو الازدهار هي إذا كان بالإمكان ضمان مستوى معين من الاستقرار والقدرة على التنبؤ في إمدادات مصادر الطاقة التقليدية خلال مرحلة الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن المملكة استثمرت نحو 200 مليار دولار في نشر الطاقة المتجددة في المملكة وخارجها، وأن الشركات السعودية تنشط في نحو 21 دولة حول العالم من خلال نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، لكن هذا قد يستغرق عقوداً حتى يتمكن العالم النامي من الحصول على ما يكفي من الطاقة ليحل محل وقود الطاقة التقليدي. وبيّن سموه أن اقتصاد المملكة سيكون هذا العام الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم، من خلال برنامج إصلاح طموح للغاية، وهو رؤية المملكة 2030، تمكن من نقل الاقتصاد بطريقة كبيرة بعيداً عن الاعتماد على الهيدروكربونات، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، وهذه العملية مستمرة. وأفاد سمو وزير الخارجية أن المملكة نشطة في المجالات الاقتصادية كافة، وأن مستوى البطالة انخفض بشكلٍ كبير من خلال مشاركة القوى العاملة الآن، خاصة بالنسبة للنساء، وهذا مؤشر إلى أنه حتى في ظل الظروف التي يمر بها العالم، إلا أنه يمكن أن تكون نموذجاً ناجحاً. علاقة المملكة مع إيران قال سموه: «لقد تواصلنا مع إيران ونحاول إيجاد طريق للحوار مع جيراننا في إيران لأننا نعتقد بشكلٍ راسخ بأن الحوار هو أفضل طريق لحل الخلافات، كما نشعر بقوة بأن ما نقوم به في المملكة وما يفعله الآخرون في المنطقة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات الاقتصادية، والاستثمار في بلدانهم بالتركيز على التنمية، هو مؤشر قوي لإيران وغيرها في المنطقة، بأن هناك طريقاً لتجاوز النزاعات التقليدية نحو الازدهار المشترك». علاقات المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية أكدت سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الجلسة، أهمية العلاقات السعودية- الأمريكية، وقالت: «تجمعنا شراكة استراتيجية وصداقة تاريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تمتد لأكثر من 80 عامًا، وكنا دائمًا داعمين لبعضنا في الأوقات والظروف المهمة؛ إذ تنعكس أهمية هذه العلاقة ليس على البلدين فحسب، وإنما تخلق أيضًا مزيدًا من الاستقرار العالمي». علاقات المملكة مع الصين ردًّا على سؤال عن العلاقات السعودية مع الصين، وهي شريك تجاري رئيسي، قال وزير المالية محمد الجدعان إن الرياض تتخذ «نهجا أوسع» تكتسي فيه العلاقات مع كل من بكين وواشنطن أهمية، إضافة إلى بناء علاقات مع دول أخرى. وأضاف «نتطلع لتعزيز علاقاتنا مع أوروبا. ونعزز، في الواقع، علاقاتنا مع أمريكا اللاتينية وآسيا». في الشأن الاقتصادي أكد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل الإبراهيم خلال المنتدى الاقتصادي العالمي أنّ المملكة في وضع جيد لتجاوز مستويات النمو المتوقعة لعام 2023. وقال معاليه: «تعد المملكة اليوم مثالًا للنمو العالمي، حيث حققنا أسرع نمو بين دول مجموعة العشرين في العام الماضي، وإذا نظرنا عن كثب إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي نما بنسبة 8.5 في المائة، فسنرى أن أنشطتنا غير النفطية واقتصاد قطاعنا الخاص قد وصلا إلى نسب نمو مرتفعة للغاية». كما تحدث معاليه في جلسةٍ حوارية حول الإصلاح الضريبي العالمي، وقال: «منذ إعلان رؤية السعودية 2030، أصبحنا نركّز على تنويع مصادر دخلنا بعيدًا عن المصادر التقليدية، من أجل خلق إيرادات مستدامة على المدى الطويل، وتنويع مصادر النمو الاقتصادي لدينا أيضًا». وبالإضافة إلى الجلسات الحوارية، أعلنت وزارة الاقتصاد والتخطيط عن تعاونها مع «UpLink»، المنصة المفتوحة للابتكار التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لإطلاق تحدي الابتكار المصمّم لتعزيز الأمن الغذائي في المناطق القاحلة. ويأتي هذا التعاون كجزء من جهود المملكة لتطوير حلول مبتكرة لأبرز التحديات التي يواجهها العالم، حيث يمثّل هذا التحدي دعوة عالمية لإيجاد حلول تقنية لتحقيق الأمن الغذائي. كما أكد محمد الجدعان، وزير المالية، أن المملكة تغير طريقة تقديم المساعدات لحلفائها من تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط. وأضاف الجدعان خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا أن المملكة، تشجع دول المنطقة على إجراء إصلاحات اقتصادية. وأردف «اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك. نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا بحاجة إلى رؤية إصلاحات». ووقعت السعودية في يونيو اتفاقات بقيمة 7.7 مليار دولار مع مصر، بما في ذلك بناء محطة طاقة بقيمة 1.5 مليار دولار. وقالت إنها تعتزم قيادة استثمارات بقيمة 30 مليار دولار. كما أسست المملكة شركات في مصر والأردن والبحرين والسودان والعراق وعمان؛ سعياً إلى استثمارات تصل إلى 24 مليار دولار هناك. وأوضح الجدعان أن الرياض رأت في وقت مبكر تضخماً عالمياً يلوح في الأفق، وعملت وفقاً لذلك، ما ساعد على إبقاء التضخم في المملكة عند متوسط 2.6 في المائة تقريباً. وقال «من المحتمل ألا يكون التضخم مرتفعاً العام المقبل». من جانب آخر، شهدت الجلسة الحوارية «إعادة تنظيم سلاسل القيمة» مشاركة معالي وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، التي أوضح من خلالها الأهداف التي ستحققها المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية التي أطلقتها المملكة مؤخراً، وكيفية الاستفادة من موارد المملكة وبنيتها التحتية وموقعها الجغرافي من أجل تعزيز مرونة سلاسل الإمداد المحلية والعالمية. وقال معاليه: «تهدف المملكة من إطلاق المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية إلى تعزيز مرونتنا، وتمكين المملكة من أن مركزًا محورياً عالمياً عبر الاستفادة من نقاط قوتنا». على صعيد حماية البيئة شدّد فيصل الإبراهيم، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي على أن المملكة تسعى إلى تقليص اعتمادها على صادرات النفط، والتأكيد على هذا التوجّه، وسعيها للتوصل إلى تصفير انبعاثاتها الكربونية بحلول 2060. وفي ذات السياق، شارك معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، كمتحدث في جلسة حوارية بشأن تسريع العمل المناخي بالتزامن مع الحفاظ على أمن الطاقة، وذلك على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023، في مدينة دافوس السويسرية. وتطرق معاليه خلال جلسة النقاش إلى جهود المملكة ومبادراتها في مجال الحفاظ على البيئة والحد من التغير المناخي بما فيهم مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، بالإضافة إلى العديد من المبادرات التي تستهدف الوصول إلى الطاقة المتجددة والحياد الصفري. وتحدث خلال جلسة حوارية بعنوان «ثورة الحياة الحضرية» ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، عن أهمية مشروع مدينة نيوم السعودية، قائلاً إن مدينة نيوم الذكية ستقدم للمملكة السعودية والعالم أجمع نموذجاً جديداً للتصميم الحضري المستدام والصديق للبيئة. وقال إن مشروع ذا لاين سينقل مفهوم المدن الذكية والتخطيط العمراني إلى بُعد آخر، وأن مشروع مدينة نيوم هو خطوة نحو بناء مدينة صديقة للبيئة ومستدامة، تتمتع بجودة حياة عالية، وحركة مرورية لا تُذكر. على صعيد تقنية المعلومات سلط معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، الضوء على كيفية تركيز المملكة على سد الفجوة الرقمية من أجل إيصال أطياف المجتمع كافة بالشبكة غير الأرضية للتعرف على كيف يمكن للفضاء إيصال الإنترنت إلى 2.7 مليار شخص ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الشبكة. وأضاف: «لتوسيع نطاق هذه الحلول وضعنا خارطة طريق مع ما نسميه العناصر الثلاثة: الأطر المشتركة والعمل الجماعي والأدوات التشاركية، ونعتقد أن المملكة يمكنها أن تكون قوة عالمية للتكامل والشريك الأمثل لسد هذه الفجوات». وفي جلسة حوارية عنوانها «الصناعة وعالم الميتافيرس». قال السواحة: «العالم ثنائي الأبعاد الحالي الذي نعيش فيه اليوم لا يواكب أهداف القرن الحادي والعشرين». وأضاف: «أنا من أشد الداعمين للميتافيرس، والذي سيقود الموجة القادمة من التجارب المدهشة للعملاء والشركات والصناعة وسنجمع الأكاديميين والمبتكرين وصانعي السياسات في بيئة تجريبية لضمان عملهم في بيئة آمنة للابتكار». على صعيد الصناعة والثروة المعدنية أشار معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريِّف، في الجلسة الحوارية إلى الاستثمار في قطاع الصناعة في المملكة والتركيز على مصادر جديدة للثروات الوطنية. وأضاف: «نهدف إلى إنشاء اقتصاد صناعي مرن وتنافسي ومستدام، حيث تم تصميم هذا القطاع لتلبية الطلب المحلي وضمان المرونة، وكذلك الاهتمام بشكلٍ كبير بالتصدير. كما طورنا منظومةً تمكّن القطاع الخاص من الاستثمار في التقنيات المناسبة التي تسهّل الإنتاج لدينا بما يتجاوز المتوسط العالمي». مسك تشارك في دافوس اختتمت مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» مشاركتها الخامسة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في مدينة دافوس بسويسرا خلال الفترة من 16 إلى 20 يناير 2023م، والذي جمع نخبة القادة وصُنّاع القرار والمفكرين ورجال الأعمال من أنحاء العالم؛ حيث شهد جناح «مجلس الشباب» التابع لمؤسسة مسك زيارة أكثر من 2700 زائر من 68 دولة على مدى 5 أيام. ومكَّنت «مسك» أجيال العالم من الحوار من خلال جناح «مجلس الشباب» الذي أُقيم امتدادًا لمساعي المؤسسة في خلق فرص التمكين لمجتمع الشباب وإشراكهم في معالجة التحديات العالمية، حيث صمَّمت المؤسسة 4 مناطق تفاعلية في الجناح تمثّلت في منصة الحوار، ومنطقة «المكتبة» التي أتاحت فرصة اكتساب المعارف حول أفضل المبادرات والحلول لأهم التحديات العالمية، بالإضافة إلى «عالم مسك» وهو المعرض التفاعلي الذي عكس اللحظات الرئيسة لإنجازات ومبادرات مؤسسة مسك محليًا وعالميًا ورحلة تطور منظومتها خلال عقد كامل، إلى جانب مبادرة «جيل التغيير» التي قدّمت تجربةً تفاعليةً للتعريف بالمفهوم الذي أُطلق خلال منتدى مسك العالمي في نسخته السادسة وهي الاستثنائية والأضخم؛ لمواكبتها احتفالية ذكرى مرور 10 سنوات على تأسيس المؤسسة. وشارك في 16 جلسة نظّمتها «مسك» من منطلق تقديم منصة للحوار وتبادل الخبرات أكثر من 38 متحدثًا من المملكة والعالم، حيث أقيمت 10 جلسات حوارية و6 جلسات للقاء القادة بمشاركة سمو الأمير سلطان بن خالد آل سعود، الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الصناعية السعودي، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير، ومعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر الخريّف، ومعالي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد الرشيد، والرئيس التنفيذي لشركة نيوم المهندس نظمي النصر، والرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور بادي بادماناثان، إلى جانب مشاركة مجموعة من المسؤولين والتنفيذيين والشباب من مختلف المؤسسات والشركات العالمية. ونقلت «مسك» من خلال مشاركتها في «دافوس»، موروثًا ثقافيًا مُسجَّلًا في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي إلى شباب وقادة العالم، حيث صُمِّم جناح «مجلس الشباب» بنمط السدو، كما ساهمت في إيصال صوت مجتمع الشباب العالمي لصُنَّاع القرار وقادة العالم ومختلف الخبرات العالمية؛ لتعكس بذلك المبدأ الذي تتبناه في إيمانها بأن حضورها المؤسسي سيدعم تعزيز الجهود نحو مجتمع قائم على المعرفة. بشأن اكسبو 2030 أكد معالي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد، أن العرض الذي قدّمته المملكة العربية السعودية لاستضافة إكسبو 2030 لا يعد استثماراً لمرة واحدة، بل سيشكل استثماراً في مستقبل العاصمة، بما يخدم مواطنيها ومقيميها وزوارها. جاء ذلك في جلسة حوار جانبية على هامش الاجتماع السنوي لمنتدى دافوس الاقتصادي، وقال معاليه: «نطمح لتوفير تجربة لا تُنسى في موقع إقامة المعرض وتفعيل كفاءة استخدامه بأفضل طريقة، حيث نهدف إلى أن يكون تجربة تفاعلية تترك ذكرى مميزة, وبالتالي نعمل على تصميم المباني وتخطيط الطرقات فيه، وقد أدرجنا ذلك في المخطط الرئيسي للموقع بطريقة تُمكّننا من استخدامه بعد المعرض بآلية تُسهم في دعم مستقبل العمل والتعليم واكتساب مهارات جديدة في المدينة». وأضاف: «العمل على البنية التحتية لإكسبو 2030 هو جزء من العمل على تطوير البنية التحتية في المملكة عموماً والرياض بشكل خاص، حيث تولي رؤية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء اهتماماً كبيراً بهذا الشأن، ونحن لا نريد أن يبقى من تجربة إكسبو 2030 المباني والطرقات فقط، بل نطمح إلى تحقيق مشاركة جماعية وعلى نطاق عالمي لم يسبق له مثيل؛ حيث إن طموحنا في هذه التجربة لا يرتكز فقط على شكل المعرض وتصميمه، بل على الأثر الذي سيمثّله». وتابع: «إنه بالتأكيد أكبر حدث تفاعلي في العالم, وبالتالي لن نسجّل 30 أو 40 مليون زيارة إلى المعرض فحسب، بل سنسعى أيضاً إلى تمكين مليار شخص من تحقيق التفاعل مع الحدث عبر الميتافيرس، وسنمنح بهذه الطريقة مليار شخص فرصة الحضور ورؤية المعرض وهذا بلا شك سيكون إنجازاً ضخماً، كما سنسعى إلى تعظيم الاستفادة من هذا التفاعل حول العالم، وذلك من خلال تمكينهم افتراضياً من الدخول وإجراء تجارب مرتبطة باستخدام المياه والطاقة مما سيُحدث تأثيراً هائلاً». وأردف معالي الرشيد: «سنعمل على ربط الموقع بشبكة نقل ضخمة من أجل تقديم تجربة متكاملة، حيث سيتم ربط شبكة المترو بالموقع الذي يقع جنوب مطار الملك خالد الدولي في الرياض؛ ولذا فهو يشكّل البوابة المؤدية إلى المدينة. بشأن تمكين المرأة السعودية قالت سفيرة المملكة في واشنطن سمو الأميرة ريما بنت بندر: إن برنامج التحول الوطني حرص على تعزيز مشاركة المرأة. وأضافت في تصريحات خلال مشاركتها في «جلسة عن تحولات الاقتصاد السعودي في منتدى دافوس»، أن العديد من البرامج استطاعت الآن تحقيق مستهدفاتها للعام 2030. وشددت الأميرة ريما بنت بندر، على أن المرأة السعودية تتمتع بالمساواة من ناحية الفرص والأجور. ختاماً، برز الوفد السعودي الذين مثلوا الوطن خير تمثيل في دافوس 2023م وعبروا عن فكر ورؤية المملكة 2030م، وكان حضورهم المتألق الأخير في قمة دافوس قد عكست الواقع التي تمر بها المملكة العربية السعودية من تطور وازدهار اقتصادي وإمكانية الفرص الاستثمارية بها، ودورها الإيجابي المؤثر على الصعيد الإقليمي والدولي.

مشاركة :