طالبت الإمارات واليابان وفرنسا مجلس الأمن الدولي بعقد مشاورات مغلقة حول أفغانستان، غداً الجمعة، للاستماع إلى أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة المجموعة الأممية للتنمية المستدامة، حول رحلتها الأخيرة إلى أفغانستان، بما في ذلك مشاركتها والرسائل التي وجهتها وتقييمها الوافي حول الأوضاع هناك. وأوضحت شهد مطر، المتحدثة باسم بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن عقد اجتماع مغلق هو الصيغة الأكثر فاعلية وملاءمة لكي يستمع المجلس لنائبة الأمين العام، في ضوء الطبيعة الحساسة للزيارة والوضع المتغير على الأرض. من جهتها، حذرت أمينة محمد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من قطع المساعدات الإنسانية عن أفغانستان على الرغم من تضييق حركة طالبان الحاكمة على حقوق المرأة. وأضافت أمينة محمد للصحفيين في بروكسل، أمس، أن على الحكومات أن تشرح لدافعي الضرائب سبب استمرارها في تقديم الأموال لبلد يميز ضد النساء إلى هذا الحد، مشيرة إلى أن الحقيقة غير السارة هي أن النساء والأطفال في أفغانستان سيموتون دون مساعدة من الخارج. وفي معرض حديثها عن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، قالت إن أفغانستان تشهد درجات حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر، وإن بعض الأشخاص ليس لديهم ما يكفي من الطعام. وأضافت أن هدف المجتمع الدولي يجب أن يكون الضغط على حركة طالبان في مناطق أخرى للتراجع عن القرارات ضد المرأة، أو على الأقل تقديم المزيد من الاستثناءات، مشيرة إلى حظر التوظيف والتدريب على النساء، والذي يؤثر أيضاً على الموظفات في منظمات الإغاثة. ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس 2021، أصبحت أفغانستان الدولة الوحيدة التي تحرم النساء من التعليم. وتدرس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حالياً ما إذا كانت المساعدات الإنسانية المستمرة لأفغانستان لا تزال ممكنة في ظل هذه الظروف. وتحدثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الاثنين الماضي، عن موقف صارم خلال اجتماع مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقالت: «إذا لم تعد النساء قادرات على العمل في المنظمات الدولية، فلن تصل المساعدات إلى (طالبان) بعد الآن». وفي هذه الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم الذي وافق أمس الأول، حركة طالبان الأفغانية إلى التراجع عن الحظر المفروض على حصول النساء والفتيات الأفغانيات على التعليم الثانوي والعالي، ووصفه بأنه حظر «يؤدي إلى تدمير النفس». من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، إنه حضّ سلطات «طالبان» على إبداء مزيد من الوضوح بشأن القطاعات الإنسانية التي يمكن إعادة فتحها للموظفات الأفغانيات، محذّراً من أن «مجاعة تلوح في الأفق» في ظلّ الشتاء القارس. وتقول وكالات الإغاثة، إن أفغانستان تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يهدد الجوع أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة، ويعاني قرابة أربعة ملايين طفل من سوء التغذية. وأعرب جريفيث عن أمله في إعادة فتح مزيد من القطاعات الإنسانية للموظفات الأفغانيات.
مشاركة :