لم يغب عن مهرجان "قمم" الدولي للفنون الجبلية الأدائية الذي تستضيفه منطقة عسير هذه الأيام، أبرز فنون الأداء بمحافظة الطائف وهو فن "المجرور" ببحوره الشعرية الخاصة، وأدائه من خلال صفين متقابلين وقوفًا. بيد كل مؤدٍّ في هذه الصفوف "دف" بحجم صغير وفي الوسط يجلس بطبلته ضابط الإيقاع، حيث يبدأ بها، ثم تتبعه الصفوف بدفوفها وهم يرددون أبياتًا شعريةً بالتوالي، وقد يتقدم فرد أو مجموعة أفراد من الصفوف بأداء حركي متنوع بين الصفوف. ومن شمال المملكة شاركت منطقة تبوك بثلاثة فنون أدائية فجاء فن "الحرابي والسيوف"، كأحد الفنون التي تمثل الفروسية والشعر والحماسة، وتشكل الساحة التي يقرع بها الطبول ميدانًا لتجمع الفرسان والمؤدين، ويُؤدَّى بالسيوف والعصي، وهو أحد مظاهر الاحتفاء والاحتفال، حيث يجري تقديمه في مناسبات الفرح؛ كالأعياد والمهرجانات والأعراس. أما فن "الدحة" المشهور في المناطق الشمالية السعودية غير الإيقاعية فكان مصدر إعجاب للزوار من خلال إصدار صوت الهدير، وأخذت "الدحة" مسمّاها من "الدح" وهو الصفق القوي باليدين، وتُؤدَّى بصفق اليدين وهز الأكتاف في صف يشكّل نصف دائرة في منتصفها مؤدٍّ يحمل سيفًا متمايلًا به على إيقاع التصفيق وأصوات الهدير. وكان ثالث فنون تبوك فن "الرفيحي"، الذي يؤدَّي عبر صفين متقابلين أو على شكل نصف دائرة، حيث يقوم أحد المؤدِّين بالرقص كأداء فردي، فيما يردد الصفان بالتناوب قصائد متنوعة بموضوعات مختلفة، يصاحبه ضرب للدف، وصفق للكفوف، وضرب الأرض بالأقدام. وأخذ الرفيحي اسمه من الرفْح (بسكون حرف الفاء) أي الطلوع والنزول في أثناء تأدية الحركة، ويعتمد على الألحان الخفيفة وبيوت الشعر القصيرة ذات الأحرف القليلة.
مشاركة :