أُضيئت المعالم في جميع أنحاء العالم باللون الأحمر للاحتفال بالعام القمري الجديد، أو عيد الربيع، الذي صادف يوم 22 يناير/ كانون الثاني هذا العام. ويكون العام القمري الجديد لعام 2023 عام الأرنب — حيوان لطيف ومحبوب يرمز إلى الحيوية والذكاء والحذر والحظ الجيد في الأبراج الصينية. وفي الوقت نفسه، يحتفل الكثيرون خارج الصين بالمهرجان الصيني الأهم، إلى جانب المجتمعات الصينية المحلية، حيث يستمتعون بمذاق الثقافة الصينية مع تعزيز صداقتهم مع الآخرين من خلفيات ثقافية مختلفة. — تتألق المعالم باللون الأحمر من مبنى إمباير ستيت في نيويورك، وبرج طوكيو في العاصمة اليابانية، ودار أوبرا سيدني والعديد من المعالم الشهيرة الأخرى إلى الأحياء الصينية حول العالم، أُضيئت العديد من المباني والأحياء باللون الأحمر أو زُينت بعناصر صينية مثل الفوانيس الحمراء، ما خلق أجواء احتفالية مبهجة. وعرضت عدد من المعالم البارزة تهاني عيد الربيع باللغة الصينية عند إضاءتها باللون الأحمر. وفي يوم السبت، أُضيء عمود نيلسون في ميدان ترافالغار بلندن في لغة الماندرين، لتمني عاما صينيا جديدا سعيدا للناس. ومن جهة أخرى، عُرض الرمز الصيني “فو” الذي يعني الحظ السعيد على مول أنطونيليانا، أكثر المباني شهرة في تورينو بإيطاليا. وقال توني مالكين، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة إيمبير ستيت ريلتي تراست “يسعدنا أن نقدم أفضل تمنيات العام الجديد إلى المجتمع الصيني بأسره هنا في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم وخاصة في الصين”. إلى جانب إضاءة المعالم، تشهد بعض المناطق السياحية المشهورة والشوارع الرئيسية أعمالا فنية على شكل أرنب تم تصميمها من قبل رسامين محليين احتفالا بالعام الجديد. وفي الفترة ما بين منتصف يناير/ كانون الثاني ومنتصف فبراير/ شباط، يتم تزين الحي الصيني على طريق ياووارت في بانكوك، تايلاند بالأضواء، بالإضافة إلى تزين نفق ضوئي طوله 45 مترا بالأضواء والفوانيس مختلفة الأنماط. وفي جو احتفالي بشمال المدينة الإيطالية ميلانو، تم عرض رسوم متحركة للعام الصيني الجديد يوم السبت على شاشة كبيرة في ساحة سان بابيلا، وهي منطقة مزدحمة في وسط المدينة. وعلى طول شارع مزدحم هنا تم تزينه بالفوانيس الحمراء والتنانين الصينية، جاء العديد من السكان المحليين للتعرف على الثقافة الصينية والتقاط الصور. وبمناسبة عام الأرنب، علقت منطقة يونغفراو، منطقة تزلج شهيرة في سويسرا، الفوانيس الصينية وإضاءات مصنوعة خصيصا في محطة جريندلفالد لخلق أجواء احتفالية. — احتفالات متنوعة وقد تم تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية والثقافية مثل الحفلات الموسيقية وفعاليات الطعام في كمبوديا وإثيوبيا ونيوزيلندا وإسبانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول. وفي العديد من البلدان، أصبحت مواكب التنين والألعاب النارية وإصدار طوابع الأبراج الصينية أنشطة رمزية خلال عيد الربيع. وفي هذه الأيام، أصدرت أستراليا وفيجي وفرنسا والمجر طوابع تذكارية تضم عناصر الأرنب بالتعاون مع فنانين صينيين. وفي 14 يناير، أقامت خدمة البريد الفرنسية (لا بوست) حفلا في باريس لإطلاق طابعين على شكل أرنب. وخلال الحدث، قال رجل فرنسي لم يذكر اسمه “لقد جمعت الطوابع لأكثر من 60 عاما. وكل عام، أحضر من أجل الطوابع المخصصة للعام الصيني الجديد.” وفي الوقت نفسه، استضافت العديد من مناطق الجذب السياحي احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة خلال العطلة، مما أدى إلى تكريم مبهج للثقافة الصينية والآسيوية. وفي حديقة ديزني بكاليفورنيا، بدأت سلسلة من الاحتفالات يوم الجمعة الماضي. وفي نفس اليوم، كشف مبنى إمباير ستيت عن معرض نافذة فيفث أفينيو، والذي يتميز بتركيب صور فنية وتمثيلات للأرانب. بما أن عيد الربيع يجلب البهجة إلى الصينيين المغتربين، فقد أقامت البعثات الدبلوماسية الصينية والشركات والمؤسسات الثقافية في الخارج حفلات استقبال للاحتفال بالعام الجديد مع زملائهم المحليين. وبالإضافة إلى ذلك، قامت السفارات الصينية في جميع أنحاء العالم بتوزيع “مجموعات عيد الربيع”، التي تحتوي على منتجات عيد الربيع التقليدية والمأكولات المحلية. وفي ضوء ذلك، قالت وانغ دان يو، مدرسة في معهد كونفوشيوس بجامعة طهران، بعد حضور حفل السفارة الصينية في إيران الذي أُقيم في وقت سابق من هذا الشهر “هذا الحدث نقل دفء وطني الأم”. وفي إشادة بحفل شاركت في استضافته البعثة الصينية لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قال راكيب ميليون، ساكن محلي “إن ما أدهشني هو شعورهم بالترابط والتقارب. فإنه (الشعب الصيني) يبدو جميلا للغاية وهو يحتفل بالعام الجديد.” — تمنيات العام الجديد أعرب العديد من الصينيين المغتربين عن أطيب تمنياتهم للوطن الأم. وفي هذا السياق، قال لو قانغ، نائب الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الصينية في الشرق الأقصى الروسي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “نحن الصينيون في الخارج مستعدون أن نصبح جسرا بين الوطن الأم والعالم،” مضيفا “نيابة عن الصينيين المغتربين في الشرق الأقصى الروسي، أتمنى ازدهار وطننا الأم العظيم والسعادة لشعبنا!” ومن جانبه، قال دنغ تشو تينغ، رئيس الجمعية الصينية للحي الصيني في لندن “نحن فخورون جدا بالتطور والتقدم في وطننا الأم،” مضيفا “سنواصل سرد قصة الصين بشكل جيد في الساحة العالمية وتعزيز التبادلات الودية المستمرة والمستدامة بين الصين وبريطانيا.” وإلى جانب ذلك، قدم قادة العالم أطيب تمنياتهم إلى أولئك الذين يحتفلون بالعام الصيني الجديد. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة فيديو تم نشرها يوم الأربعاء “يسعدني أن أُقدم أحر تحياتي مع بدء عام الأرنب. إن الأرنب رمز للطاقة والبراعة. وهذه الصفات التي نحتاجها مع مواجهة البشرية للصعوبات والاختبارات”. وأضاف “أشكر الصين على شراكتها القوية مع الأمم المتحدة ودعمها للتعاون الدولي. فمن خلال العمل معا كمجتمع عالمي، يمكننا دفع السلام والتنمية المستدامة وبناء عالم أفضل للجميع”. ومن جهته، قالت الرئيسة التنزانية سامية سولو حسن في تغريدة على (تويتر) “بالنيابة عن حكومة وشعب تنزانيا، أقدم أحر تمنياتي لجميع الصينيين خلال احتفالهم برأس السنة الصينية الجديدة”. وفي نفس الوقت، قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس يوم الجمعة عبر الفيديو “إنه لمن دواعي سروري البالغ ومشاعر الصداقة الصادقة أن أشارك في احتفالاتكم اليوم بمناسبة بدء العام القمري الجديد، عام الأرنب، وهو رمز للحظ السعيد، والطموح الكبير، والمستقبل المشرق، والثروة والازدهار.” وقالت لوسي ميلبو أوبيسون، رئيسة مجلس الشيوخ الغابوني “يشرفني أن أخاطب الشعب الصيني الشقيق بصفتي رئيسة مجلس الشيوخ، وبالنيابة عن مجلس الشيوخ أرسل خالص تمنياتنا بالصحة والسعادة والازدهار”. ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الياباني الأسبق ياسو فوكودا عن تمنياته بأن يتمكن الجميع من “القفز عاليا وبعيدا” في عام الأرنب، مضيفا “أتمنى للجميع الصحة الجيدة، وأتمنى السلام والازدهار للصين واليابان وآسيا والعالم بأسره”.