معارض الكتاب ضرورة تسعى من خلالها المجتمعات للبقاء والتجدد والنمو. معرض الرياض الدولي للكتاب لم يعد يتيماً بل أصبح شقيقاً أكبر لمعرض جدة الدولي للكتاب وسيصبح عما قريب أباً لمعارض أخرى بوطنٍ يسير بتأنٍ نحو المعرفة والتنوير والانفتاح، التنوير كما أجاب عنها الفيلسوف الألماني كانط هي «الحرية، العقل، الإنسان» وقلة من الناس تٌدرك أبعاد تلك الكلمة وأهميتها، معارض الكٌتب تقوم على التنوير فغاية معارض الكٌتب التنوير وهل يوجد شيء يستحق العمل والجهد غير التنوير. معارض الكتاب تقوم بعملية الإضاءة للمجتمعات تقدم المعرفة والتنوير وتعمل من أجل تلك القيمة وتضع أمام القارئ مختلف المؤلفات ليختار عن قناعة، هذه معارض الكتاب الحقيقية فالرقابة والمنع يكون في أضيق الحدود وفق آلية قانونية ونظامية وليست وفق اجتهادات ومغازلة أطراف وشخصيات، بعضهم يتساءل ما الجدير بالقراءة، قبل الإجابة على ذلك التساؤل يجب الاعتراف بأن المؤسسات التعليمية والأكاديمية لم تشجع الطالب على القراءة بل جعلته أسيراً للنقل وأسيراً للحفظ، القراءة الحقيقية المٌفيدة هي التي تفتح أبواب التساؤلات تٌحرك العقل تصنع بالنفوس القلق هذه هي القراءة الحقيقية المٌفيدة، القراءة في كٌتب التراث وكٌتب تعزيز الأفكار والمعتقدات الموجودة من قبل لا يمكنها أن تكون قراءة مفيدة فالمفيد هو ما كان جديداً مثيراً للتساؤلات محفزاً على الإبداع معززاً للوجود الإنساني والمعرفي. المجتمع السعودي يخشى الانفتاح لأسباب فكرية ونفسية بحتة وتلك حالة تسببت في تأخر المجتمع وبقائه بزاوية القديم والذكريات , نحتاج لمزيدٍ من معارض الكتاب ومزيد من الفعاليات الثقافية والفكرية المصاحبة لتلك المعارض نحتاج لشفافية في كل شيء ولانفتاح معرفي ثقافي، نحتاج لأن تبقى الرقابة في أضيق الحدود فالمنع وغلاء الأسعار إلخ عوامل تدفع بالمجتمع لأن يعزف عن القراءة وزيارة معارض الكتاب، تشجيع القراءة عملية ليست بالمعقدة فالبداية الصحيحة من المدرسة والجامعات والكليات عبر تشجيع ورعاية البحث والإبداع والفنون وهذه عملية تحتاج لرغبة أولاً وآخراً.
مشاركة :