احترام المُعتقَدات الدينية أولوية أساسية

  • 1/27/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن ترسيخ الاستقرار والتعايش السلمي على الصعيد الدولي من دون تعزيز قِيم التسامح وقبول الآخر واحترام معتقَداته الدينية، ومن المؤسف أن يقوم متطرفون بالإساءة إلى هذه المعتقَدات بين الحين والآخر، وأحدثُ هذه التصرفات المَشينة تمثّلت في قيام متطرفين في كلٍّ من السويد وهولندا بتمزيق وإحراق نسخ من القرآن الكريم، الأمر الذي استفزّ مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، وقوبل بإدانات وانتقادات واسعة النطاق من قِبل الدول العربية والإسلامية. وقد سارعت دولة الإمارات، كعادتها، إلى إدانة هذه التصرفات البربرية، مؤكدة رفضَها كل الممارسات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، بما يتعارض مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن التصرفات المَشينة للمتطرفين تجاه القرآن الكريم تبرز اختلاف منظومة القيم بين المجتمعات، وتُظهر عدم التوازن في تناولها، ففي الوقت الذي تحمي فيه بعض الأنظمة هذه الأفعال بحجة حرية الرأي تروج لقِيمها باعتبارها مرجعية إنسانية. ومما لا شك فيه أن إدانة دولة الإمارات مثل هذه السلوكيات الدنيئة، إنما يتسق مع نهجها وجهودها الرائدة والمتواصلة لتكريس قيم التسامح، ومواجهة كل صور الإرهاب والتطرف والعنصرية، والتي تمثّل أبرزها في وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وُقّعت بأبوظبي في فبراير 2019، خلال اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهي الوثيقة التي تُمثّل دستورًا للتعايش السلمي بين الدول والأمم والشعوب. والواقع، أنه وفي ظِلّ تكرار هذه التصرفات الكريهة التي تستفزّ مشاعر المسلمين حول العالم وتهدّد بإذكاء مشاعر الكراهية، بات مطلوبًا من العالم أجمع إدانتها، وسنّ الأنظمة والتشريعات التي تجرّمها، خدمةً للسلم والتسامح والتعايش، وتطالب الدول العربية والإسلامية وكثير من المنظمات المعنية بذلك منذ وقت طويل، ولعلّ الوقت قد حان لتجريم مثل هذه السلوكيات التي تهدّد التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، في وقت يبدو فيه العالم في حاجة ماسّة لمزيد من التضامن والتعاضد لمواجهة الكثير من المشكلات الدولية، التي لا يمكن حلّها إلا من خلال تضافر الجهود الدولية. إن حرية الرأي لا ينبغي أن تنطوي بأي حال من الأحوال على إهانة المعتقدات الدينية للآخرين، لما يحمله ذلك، ليس فقط من إذكاء مشاعر الكراهية، وإنّما لما يتضمّنه من تحقير للآخر، وهذا مؤسف للغاية، وما لا يدركه المتطرفون أن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعِرق واللغة هي سرّ من أسرار الكون، ويجب أن تكون مصدرًا للثراء الفكري والمعرفي في العالم، لا مصدرًا للتصادم والانقسام. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :