باريس - وقع كل من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي يزور باريس ضمن وفد حكومي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مجموعة من الاتفاقات الإستراتيجية تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي والطاقي بين العراق وفرنسا وفق بيان من مؤسسة الرئاسة الفرنسية وذلك في خضم جهود فرنسية للبحث عن بدائل للطاقة عقب قطع الإمدادات الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا فيما تسعى بغداد لتنويع مجالات تعاونها الاقتصادي لتشمل عواصم أوروبية. وذكر قصر الإليزيه اليوم الجمعة أن البلدين أبرما اتفاقية خلال الاجتماع تهدف إلى تدعيم العلاقات الثنائية في مجالات مكافحة الفساد والأمن والطاقة المتجددة والنقل والثقافة والسياحة. وأضاف الإليزيه أن ماكرون وشياع السوداني "أكدا التزامهما باستكمال المشاريع الكبيرة لشبكات البنية التحتية على أساس الخبرة الفرنسية... وفي هذا الصدد، تعهدا بمنح العراق خبرة الشركات الفرنسية". وتابع البيان "فيما يتعلق بمجال الطاقات البديلة، أظهرا التزامهما بتنفيذ مشروع شركة توتال إنرجيز للطاقات المتعددة... بالاعتماد على الطاقة الشمسية والاستثمارات في الغاز". بدوره أعلن السوداني عن توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بهدف وضع خارطة طريق لتوقيع أفق التعاون. وقال في تغريدة له على تويتر "قبل قليل وقّعنا أنا والصديق ماكرون اتفاقية الشراكة الإستراتيجية، التي تضع خارطة طريق لتوسيع أفق التعاون بين بلدينا، في مختلف المجالات". وأضاف "سنواصل العمل مع الأصدقاء من أجل شراكات جادّة تضمن للعراق تحقيق الإصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة، كما رسمنا وخطّطنا في البرنامج الحكومي". وقبل الزيارة افاد بيان من مكتب السوداني "أن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقية الشراكة الستراتيجية بين العراق وفرنسا، التي ستتضمن ملفات عديدة في أوجه التعاون المشترك، في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرّف، والتبادل الثقافي، وتعزيز السلام في البلدين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم". ويأتي اللقاء وسط منافسة بين فرنسا وقطر على مشاريع الطاقة في العراق خاصة بعد إعلان الدوحة مؤخرا عن إجرائها محادثات للاستحواذ على حصة من مشروعات الطاقة التي تتبع شركة توتال إينرجي الفرنسية. وكان ماكرون قد وقع صفقة ضخمة مع الجانب العراقي تهم مجالات الطاقة خلال زيارته للعراق في اب/اغسطس 2021 وفتح الباب امام تعزيز التعاون مع الجانب العراقي في مختلف الجوانب خاصة الاقتصادية والامنية منها. وعندما وقعت توتال إنرجيز وبغداد اتفاقا في 2021 لبناء أربعة مشروعات عملاقة للطاقة الشمسية والغاز والكهرباء والمياه في جنوب العراق على مدى 25 عاما، كانت الآمال كبيرة في أن تعدل الشركات عن الخروج من البلاد. وسعت شركات إكسون موبيل وشل وبي.بي لتقليص عملياتها في العراق على مدار السنوات القليلة الماضية. وتسعى باريس للبحث عن بدائل للغاز الروسي من خلال تعزيز الشراكات مع عدد من الدول الغنية بالنفط والغاز على غرار الجزائر وقطر وكذلك العراق. ومثل تنمية التعاون المتبادل في مجالات الطاقة والنفط واستثمار الغاز المصاحب كذلك على رأس المباحثات بين السوداني ورئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن في مقر رئاسة الوزراء الفرنسية. ووفق بيان من الطرفين فقد تم التركيز خلال المناقشات "على تنمية التعاون المتبادل في مجالات الطاقة والنفط واستثمار الغاز المصاحب اضافة لتعزيز التعاون في مجالات النقل والثقافة وفي مجال حماية وصيانة الآثار. وقد حضر اللقاء وزراء الخارجية والنفط والصناعة والمعادن والثقافة بالإضافة إلى رئيس هيئة النزاهة وأمين بغداد. وتسعى حكومة السوداني للاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجالات اقتصادية عديدة في خضم جهود السوداني لدعم برنامجه للإصلاح واستقطاب الاستثمارات الأجنبية إضافة لتركيزه على مجال مكافحة الفساد حيث مثل ملف إدارة الأزمات ومكافحة الجريمة الاقتصادية من بين المواضيع المطروحة كون العراق يعاني من تفشي ظاهرة الفساد ما جعله في المراتب الأخيرة في سلم الشفافية على المستوى الدولي. وكانت الحكومة العراقية كشفت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن سرقة 2.5 مليار دولار من اموال الضرائب وتورط بها مسؤولون سابقون كبار ورجال أعمال.
مشاركة :