أذربيجان تحمل إيران مسؤولية هجوم مسلح على سفارتها في طهران

  • 1/27/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باكو/طهران - حملت أذربيجان اليوم الجمعة الحكومة الإيرانية المسؤولية عن تعرض سفارتها في طهران لهجوم مسلح قتل فيه مسؤول أمني وأصيب فيه آخران، مشيرة إلى أن الهجوم نتاج لعملية شحن ضد باكو في وسائل الإعلام الإيرانية كما أنه يأتي بسبب تراخ من قبل السلطات في تعزيز أمن السفارة. وأعلنت الخارجية الأذرية أنها بدأت في إخلاء سفارتها في العاصمة الإيرانية من موظفيها، فيما وصف الرئيس الأذري إلهام علييف الهجوم بأنه "عمل إرهابي" مطالبا بإجراء تحقيق عاجل ومعاقبة منفذ الهجوم الذي وصفه بأنه "إرهابي". وغرد على حسابه بتويتر قائلا "أدين بشدة العمل الإرهابي الذي وقع في سفارة أذربيجان في طهران". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية أيخان حاجيزاده لوسائل إعلام "تقع كامل مسؤولية الهجوم على عاتق إيران"، مشيرا إلى أن الحملة الأخيرة المناهضة  لبلاده في وسائل الإعلام الإيرانية "شجعت على الهجوم"، معلنا لاحقا لقناة "تي آر تي هبر" التلفزيونية التركية أن موظفي السفارة "يتم إجلاؤهم من إيران". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية في أذربيجان مقتل مسؤول أمني وإصابة شخصين عندما فتح مهاجم النار على سفارتها في طهران، موضحة أن رجلا مسلحا ببندقية من طراز كلاشنيكوف هاجم مقر بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الإيرانية الجمعة، ما أسفر عن مقتل رئيس جهاز الأمن في المقر الدبلوماسي وإصابة اثنين من الحراس. وفيما تتمسك أذربيجان برواية العمل الإرهابي، اعتبرت شرطة طهران على لسان قائدها الجنرال حسين رحيمي أن الهجوم ناجم عن "مشاكل شخصية وعائلية"، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الإيراني. وأظهرت مقاطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي اقتحام المهاجم للسفارة الأذرية وإطلاق النار من الرشاش، فيما نقلت تقارير إعلامية إيرانية عن محمد شهرياري المعي العام الإيراني قوله إن زوجة المسلح اختفت في ابريل/نيسان الماضي بعد زيارة للسفارة الأذرية. وذكر موقع 'ميزان أون لاين' التابع للقضاء الإيراني نقلا عن شهرياري قوله إن المهاجم الذي فتح النار وقتل مسؤول أمني في السفارة "يعتقد أن زوجته كانت لا تزال في السفارة وقت الهجوم"، مضيفا أن تلك التفاصيل المتعلقة بزوجة المسلح تعود لثمانية أشهر خلت. وترتبط أذربيجان بحدود طويلة مع إيران، بينما تشهد العلاقات بين الجارتين الشيعيتين، توترات منذ اندلع قتال بين باكو ويريفان على منطقة ناغورنو قره باغ في جنوب القوقاز في العام 2020 وانتهى بتدخل تركي حسم الحرب لصالح أذربيجان. وأطلق الإيرانيون في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي مناورة عسكرية بالقرب من الحدود الأذرية في استعراض للقوة، فيما عبرت طهران عن قلقها من وجود إسرائيلي في أذربيجان يهدد أمنها القومي، بينما نددت باكو بتلك المناورات على حدودها باعتبارها استفزازية، نافية صحة الادعاءات الإيرانية بوجود خطر إسرائيلي على أراضيها يهدد جارتها إيران. وأعلنت أذربيجان مؤخرا عزمها افتتاح بعثة دبلوماسية لها في تل أبيب لتكون بذلك أول دولة شيعية مسلمة تقدم على مثل هذه الخطوة أججت توترا قائما مع طهران. وأدانت تركيا الحليف الوثيق لأذربيجان الهجوم، داعية إلى تقديم الجناة إلى العدالة واتخاذ تدابير لمنع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل. القدس - تعتزم أذربيجان حليفة تركيا والتي ترتبط بحدود ممتدة مع إيران افتتاح سفارة لها في تل أبيب لتكون بذلك أول دولة شيعية مسلمة تقدم على خطوة من شأنها أن تؤجج توترا قائما مع طهران. وتأتي الخطوة الأذرية على الأرجح مدفوعة بالتقارب التركي الإسرائيلي بعد أن أعادت أنقرة وتل أبيب تطبيع علاقاتهما بالكامل بعد سنوات من القطيعة والتوتر، فيما توازن باكو علاقاتها في معظم الأحيان بناء على نصائح من الشريك التركي الذي أوجد له موطئ قدم ثابتة في الجمهورية السوفييتية السابقة بعد تدخله في حرب قره باغ لصالح أذربيجان في مواجهة ارمينيا. لكن القرار الأذري من شأنه أن بفاقم الأزمة بين طهران وباكو، في الوقت الذي تنظر فيه الجمهورية الإسلامية لتنامي العلاقات الأذرية الإسرائيلية خاصة على المستويين العسكري والأمني، بعين الريبة وتعتبره تقاربا يهدد أمنها القومي. وقالت في أكثر من مناسبة إنها لن تسمح بوجود تهديد إسرائيلي على حدودها. ورحبت إسرائيل الجمعة بقرار الافتتاح المرتقب في تل أبيب لسفارة أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية والتي حافظت الدولة العبرية على علاقات معها لمدة 30 عاما وتعد أحد موردي الأسلحة الرئيسيين لها، بينما يشير توقيت الخطوة الأذرية إلى صلة بالتقارب التركي الإسرائيلي. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن "البرلمان الأذربيجاني اتخذ قرارا تاريخيا بفتح سفارة في تل أبيب"، دون تحديد تاريخ لذلك، مضيفا أن السفارة ستكون أولى السفارات الخاصة بدولة أغلبية سكانها وحكومتها من الشيعة. ورحّب رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد بقرار البرلمان الأذربيجاني. وقال في بيان صدر أيضا باللغة العربية "تُعتبر أذربيجان شريكة هامة لإسرائيل وبيتا لإحدى الجاليات اليهودية الكبرى في العالم الإسلامي". وأضاف "يعكس قرار افتتاح هذه السفارة عمق العلاقات القائمة بين الدولتين"، معتبرا "هذه الخطوة ثمرة الجهود التي بذلتها حكومة إسرائيل في سبيل مد جسور دبلوماسية راسخة مع العالم الإسلامي". وزار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أذربيجان الواقعة في آسيا الوسطى في أوائل أكتوبر الماضي حيث التقى بالرئيس إلهام علييف. وتعود الروابط بين إسرائيل وأذربيجان المتأخمة لإيران إلى ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق في أوائل تسعينات القرن الماضي. وأقام البلدان علاقات دبلوماسية. ولدى إسرائيل سفارة في العاصمة الأذربيجانية باكو بينما افتتحت أذربيجان مكتبا تجاريا في تل أبيب في يوليو/تموز من العام 2021 ومكتبا للسياحة في مارس/اذار 2022. وتسعى إسرائيل إلى إقامة جسور مع أذربيجان لتوسيع نطاق شبكة علاقاتها إلى الدول ذات الغالبية المسلمة خارج إطار تلك التي كانت منضوية في الاتحاد السوفييتي السابق. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت إسرائيل من أهم موردي الأسلحة لأذربيجان وبلغت مبيعاتها أكثر من 740 مليون دولار (631 مليون يورو)، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري). وليس واضحا ما إذا كان إعادة تطبيع العلاقات بالكامل بين تركيا وإسرائيل حفز أذربيجان لافتتاح سفارة في تل أبيب أم أن الأمر يعود لجهود إسرائيلية منفردة في إطار تعزيز علاقاتها مع دولة محاذية لعدوتها اللدودة إيران. ويسود العلاقات بين إيران وأذربيجان الشيعيتين توتر بسبب ما تقول طهران إنه تواجد إسرائيليا على حدودها ملقية باللوم على باكو فيما تراه تهديدا لأمنها القومي. وكانت قوات الحرس الثوري الإيراني قد أجرت مناورة عسكرية في 19 سبتمبر/أيلول من العام الماضي على حدود أذربيجان دون إعلان مسبق، شاركت فيها القوات البرية للحرس بمعداتها الثقيلة وسلاح المروحيات، ما أثار غضب الحكومة الأذرية. وقالت الخارجية الإيرانية حينها في بيان "بالطبع من الواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تطيق الحضور الإسرائيلي حتى لو كان استعراضيا بالقرب من حدودها، وفي هذا الصدد، ستتخذ ما نراه ضروريا لأمننا القومي". ولم تخف إيران انزعاجها من تنامي العلاقات الإسرائيلية الأذرية في السنوات الأخيرة، معتبرة أنها تشكل تهديدا لأمنها القومي.

مشاركة :