الطريق إلى حسن الاستماع والإصغاء الفهم وإعادة صياغة ما قيل المقاطعات الاستجابات المناسبة قد لا يدرك كثيرون أن مسألة حسن الاستماع والإصغاء ذات شق وجودي أصيل، لا يتعلق الأمر بأن نمنح الآخرين آذاننا أو انتباهنا لبرهة من الوقت طالت أم قصرت، وإنما يتعلق، على العكس من ذلك، بصورة ذاتية لدينا عن أنفسنا، ولدى الآخرين عنا. ومسألة الاستماع النشط أو الفعال تلك ليست من الأمور الميسورة، وهذا بخلاف ما يبدو عليه الحال؛ فثمة جهد جهيد حق لك أن تنهض به حتى تسمع الآخرين بحق. ولو أننا نأخذ من الأعضاء ما له صلة وطيدة بالكينونة الاجتماعية فلا شك أن العين والأذن من هذه الجوارح التي تؤدي مباشرة إلى تصورات لماهيات وجودنا لدى الآخرين. وأولى بنا التشديد على أن هذه المهارة واحدة من أهم المهارات التي يتوجب على المرء إتقانها، فأولًا نحن محتاجون إليها في جمع هائل من المواقف في الحياة اليومية. فنحن، على سبيل المثال لا الحصر، نسمع الآخرين أملًا في الحصول على معلومة أو رغبة في فهم الجيد لمسألة ما، وأحيانًا نسمع من أجل المتعة أو التعلم. وعلاوة على ذلك فإن حسن الاستماع والإصغاء يعينك على النجاح في حياتك الشخصية والمهنية على حد سواء، كما قد يضع قطار علاقاتك الاجتماعية على الوجهة الصحيحة. ونزيدك من الشعر بيتًا أيضًا فمن خلال الاستماع النشط قد تتمكن من تعزيز مهارات الإقناع لديك، والتأثير في الآخرين، ناهيك عن تجنب الصراع وشتى مواقف سوء الفهم التي قد يزول جُلها إن فهمنا ما يقوله الناس وأدركنا وجهات نظرهم على النحو الذي يريدونه حقًا. هل نسمع بعضنا؟ لن نذيع سرًا إن قلنا إن الإجابة عن السؤال، للأسف، ستكون بالنفي؛ إذ تشير بعض الأبحاث ذات الصلة في هذا الصدد إلى أننا نتذكر فقط ما بين 25% و50 % مما نسمعه، والباقي؟! هذا يعني أنه عندما تتحدث إلى رئيسك في العمل أو زملائك أو عملائك أو زوجتك لمدة 10 دقائق فإنهم ينتبهون إلى أقل من نصف المحادثة. اقرأ أيضًا: أفضل 10 أقوال وحكم عن الحياة والناس تساعد رواد الأعمال الحق، كما صدّرنا القول، أن حسن الاستماع والإصغاء ليس بالأمر الهين؛ إذ عليك أن تبذل جهدًا واعيًا ليس فقط لسماع الكلمات التي يقولها شخص آخر ولكن الأهم من ذلك إدراك الرسالة الكاملة التي يُبتغى إيصالها. لذلك عليك أن تكون منتبهًا للشخص المتحدث إليك، وبالطبع لا ينبغي أن تغرق في المشتتات، كأن تتلهى بشيء يدور حولك، أو حتى تتورط في تجهيز الردود على كلام المتحدث دون أن يفرغ هو من كلامه وإيصال رسالته. والمؤكد أن الشعور بالملل وفقدان التركيز كلها أمور تقف حجر عثرة في طريق حسن الاستماع والإصغاء. ولهذا عليك أن تدع الشخص الآخر يعرف أنك تستمع إلى ما يقوله، لكن كيف تُشعره بهذا؟ يمكن أن يكون شيء بسيط، مثل إيماءة بالرأس أو مجرد قول “تمام”، مجديًا هنا، لا يعني هذا أنك تتفق بالضرورة مع وجهة نظر الشخص الذي يتحدث إليك، ولكنه يعني ببساطة أنك تستمع. لا تنس أن استخدام لغة الجسد يمكن أن يكون عظيم النفع في إيصال رسالة لمحدثك مفادها أنك تأبه تمامًا لما يقول: أومئ برأسك، أو أشر بيدك.. إلخ، كلها علامات بسيطة لكنها نافعة. اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على ثباتك الانفعالي؟ لا يخفى على أحد أن الافتراضات المسبّقة والآراء والمعتقدات الشخصية أحد أبرز معرقلات قدرتنا على حسن الاستماع والإصغاء. لا تفترض شيئًا منذ البداية، وإنما تذكر دومًا أن دورك كمستمع إنما يتمثل في فهم ما يقال لك. قد تجد نفسك محتاجًا إلى الاستفهام وطرح السؤال للتأكد من أنك تفهم ما قيل على النحو الصحيح، حينها انتظر اللحظة المنافسة واطرح سؤالك. وسؤالك هنا استفهامي من جهة، وإعادة صياغة من جهة أخرى. بمعنى أنه يمكنك استخدام إحدى الصيغ التالية: “ما أسمعه هو …” أو “يبدو كأنك تقول …” أنت هنا تستفهم، وتعيد صياغة ما قاله محدثك ولكن بصياغة أخرى، والحصيلة أنك تؤكد فهمك للمراد. المقاطعة مضيعة للوقت، فضلًا عن كونها تحبط المتحدث وتحد من الفهم الكامل للرسالة المراد إيصالها. لا تنس أن المقاطعة عدو لدود لمهارة حسن الاستماع والإصغاء؛ لذا عليك أن تسمح للمتحدث بإنهاء كل نقطة قبل طرح الأسئلة. لا تقاطع ولا تنخرط في بسط الحجج المضادة. انتظر حتى يتوقف المتحدث ليطرح أسئلة توضيحية، وعندما لا تفهم شيئًا ما يجب عليك بالطبع أن تطلب من المتحدث أن يشرح لك الأمر. ولكن بدلًا من المقاطعة انتظر حتى يحين الوقت المناسب ثم قل ما تريد. اقرأ أيضًا: أنواع القراءة.. هل يجب أن نقرأ بنفس الطريقة دائمًا؟ ما من شك أن حسن الاستماع والإصغاء هدفه، من بين أمور جمة، تأكيد فكرة الاحترام المتبادل والتداول الحر للآراء ووجهات النظر، فضلًا عن كونك لن تجني شيئًا من مهاجمة المتحدث أو الطعن فيه شخصيًا. كن صريحًا ومنفتحًا وصادقًا في ردك، ولكن أكد آراءك باحترام، عامل الشخص الآخر بطريقة تريد أن يعاملك هو بها. حاول الرد على المتحدث بطريقة تشجعه على مواصلة الحديث؛ حتى تتمكن من الحصول على المعلومات التي تحتاجها. وإذا كانت الإيماءة بالرأس أو الإشارة بيد توصل رسالة مفادها أنك مهتم بما يقال فإن التعليق أو التلخيص أو الاستفسار كلها وسائل مشجعة وميسّرة لعملية التواصل وإدراك ما يود الآخرون قوله لنا. اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: كيف تستعد لاختبارات IELTS؟ البرامج الأكاديمية المناسبة لوظائف الغد أفضل 10 نصائح لرواد الأعمال كيف تستفيد من كتب تطوير الذات؟.. تجارب مُحققة مواصفات الموظف المثالي.. معايير مُهمة للنجاح
مشاركة :