أنقرة - أعلنت تركيا السبت أنها ستواصل دعم جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الرامية إلى ضمان المساءلة في سوريا على استخدام الأسلحة الكيميائية. وجاء الموقف التركي في أعقاب حديث متزايد عن انفراجة بين أنقرة ودمشق قد تقود إلى تطبيع العلاقات بينهما، لاسيما بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا في موسكو الشهر الماضي. ويرى مراقبون أن موقف تركيا يعكس أن مسار تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة ليس سالكا بعد وأنه تشوبه تعثرات رغم الجهود الروسية وحتى الإيرانية المبذولة في هذا السياق. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية إن “فريق التحقيق والكشف التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي أنشئ لتحديد الأطراف التي تستخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا كشف في تقريره الثالث أن الهجوم بغاز الكلور الذي وقع في دوما (بريف دمشق) يوم السابع من أبريل 2018 نفذه النظام”. وتابع البيان “لقد ثبت أن النظام مسؤول عن هجوم آخر بالأسلحة الكيميائية”، مضيفا “ستواصل تركيا دعم الجهود الرامية إلى ضمان المساءلة في سوريا، ولاسيما الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”. وجاء بيان الخارجية التركية في أعقاب تقرير صدر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الجمعة حول استخدام النظام السوري لهذه الأسلحة. وقالت المنظمة الدولية (مقرها لاهاي) في تقريرها إن محققيها وجدوا “أسبابا ذات أساس” تفيد بأن النظام السوري “أسقط أسطوانتين تحتويان غاز الكلور على مدينة دوما في أبريل 2018، ما أسفر عن مقتل 43 شخصا”، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس. الموقف التركي المستجد جاء في أعقاب حديث متزايد عن انفراجة بين أنقرة ودمشق قد تقود إلى تطبيع العلاقات بينهما وجدد التقرير الإشارة إلى استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية خلال الحرب الأهلية الطاحنة في بلاده. وجاء في التقرير “استنادًا إلى التقييم الشامل استنتج فريق التحقيق التابع للمنظمة أنه مساء يوم السابع من أبريل 2018، ألقت طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل من قوات النمر (تابعة للنظام) أسطوانتين صفراوين تحتويان غاز الكلور السام على بنايتين سكنيتين بمنطقة مأهولة بالسكان في دوما ما أسفر عن مقتل 43 شخصا وإصابة العشرات”. وانضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013 تحت ضغط من المجتمع الدولي بعد إلقاء اللوم عليها في هجوم آخر قاتل بالأسلحة الكيميائية. بيد أن دمشق لا تعترف بسلطة فريق التحقيق التابع للمنظمة، وتنفي أي تقارير بشأن استخدامها للأسلحة الكيميائية في عملياتها. وردت وزارة الخارجية السورية السبت على التقرير الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وقالت إنه لم يتضمن أي أدلة، ونفت الادعاءات.
مشاركة :