تشهد قرية لينة في شمال السعودية نشاطاً لافتاً هذه الأيام، حيث تقام فعاليات مهرجان ثقافي وترفيهي منوع في المكان الذي يُعتقد أنه يعود إلى عهد النبي سليمان عليه السلام قبل آلاف السنين. فعلى مدى نحو 4 أشهر، يستمتع سكان القرية التاريخية وضيوف قادمون من مناطق ودول أخرى بحفلات غنائية وعروض وفنون شعبية ومباريات كرة قدم وأجواء احتفالية ضمن مهرجان «شتاء درب زبيدة». ويستلهم المهرجان اسمه من درب زبيدة التاريخي الذي كان يسلكه الحجاج من العراق إلى مكة قبل مئات السنين، مروراً بقرية لينة التي تشتهر بآبارها الكثيرة التي تزود العابرين بالمياه قبل مواصلة رحلتهم الطويلة نحو المسجد الحرام. لكن تاريخ القرية يعود إلى أبعد من العهد الإسلامي، حيث يقول مؤرخون إن بعض آبار القرية ترجع إلى عهد النبي سليمان الذي مر بالمكان في إحدى رحلاته، ما أكسبها شهرةً ومكانة تاريخية كبيرة، انعكست في ذكرها بكثير من أبيات الشعر العربي. وتتبع القرية من الناحية الإدارية محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، وقد شيد فيها الملك عبدالعزيز آل سعود قصراً في عهد توحيده للمملكة بحدودها الحالية قبل نحو 90 عاماً. ومنذ مطلع ديسمبر الماضي، شهدت القرية التاريخية العديد من الفعاليات التي ستستمر حتى منتصف مارس المقبل، وبينها: مسرحية «قافلة إبل درب زبيدة»، مسيرة درب زبيدة، حكواتي درب زبيدة، فيلم تاريخي قصير.
مشاركة :