في الميزانية .. لا تكذب ولا تتجمل

  • 1/27/2016
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

مازالت بعض المؤسسات الكبرى تستخدم الميزانية لأغراض تجميلية .. وليس لأغراض إدارية مشروعة .. إلا أن هذه الممارسات قد تم تجريمها بشكل قانوني .. لأنها تقود المؤسسات في نهاية الأمر إلى الاحتيال على المستثمرين ومالكي الأسهم .. بإعطائهم صورة وردية مخالفة لما يحدث في المؤسسة في الواقع .. فالخوف من العجز عن تحقيق الأهداف المالية المحددة سلفاً في الميزانية .. والتعرض لمحاسبة أصحاب الأسهم .. هو السبب المباشر لتلفيق أرقام الميزانية .. وهو مايدخل في دائرة ممارسة الاحتيال .. وقد اتضح ذلك بصورة فجة في حالة إفلاس كل من شركتي ” إنرون وورلدكوم ” .. تلك هي العاقبة الناتجة عن الطموح الزائد لبعض المديرين .. حين يقومون بوضع أرقام غير واقعية .. ولايمكن تحقيقها في ميزانياتهم .. لمجرد تحسين صورتهم أمام الرأي العام أو أمام المستثمرين ومالكي الأسهم .. وذلك لأغراض تسويقية .. مع إهمال الأغراض الإدارية .. وهذا لا يقودهم إلى شيء .. إلا إلى مزيد من التلاعب في الأرقام المحاسبية في الأعوام التالية .. لكي يبدون وكأنهم قد حققوا تلك الأهداف المبالغ فيها التي وضعوها لأنفسهم بأنفسهم في الميزانية السابقة .. الإدارة بالأرقام الطموحة التي تتخطى الواقع .. تقود أصحابها حتماً إلى الفشل .. ففي كل مايخص المحاسبة المالية .. عليك أن تنقاد لفلسفة محددة .. وهي الالتزام بتسجيل مايحدث في الواقع .. دون تجميل أو أية إضافات .. حتى في تنبؤاتك وافتراضاتك المحاسبية .. بخصوص مالم يتم بعد .. عليك أن تضع أرقاماً يمكنك تحقيقها واقعياً بمزيد من العمل .. بحيث تدفعك هذه الأرقام إلى تكثيف جهودك دون أن تضطرك إلى الكذب .. لتثبت للآخرين أنك تقدر على تحقيقها .. فأي تجميل في المحاسبة المالية .. هو احتيال على ما يحدث في واقع الأمر .. فحتى لو كنت أنت صاحب الشركة .. فإنك في هذه الحالة تمارس الاحتيال على نفسك .. وتنفصل عن الواقع .. وكلما زادت الهوة بينك وبين الواقع .. زادت قسوة السقوط المحتمل .. في الميزانية لاتكذب .. ولا تتجمل .. ولاتحلم بعيداً عن الواقع .. فهذا أيضاً نوع من التجمل .. هذا ما قرأته وأعجبني. pr@fitaihi.com.sa فاكس:6514860

مشاركة :