تعد إمارة رأس الخيمة من الإمارات الأكثر تنوعاً في التضاريس الجغرافية التي أوجدت بذلك مزارات سياحية تقدم لزوارها من مختلف الجنسيات تجارب فريدة من نوعها ترضي الأذواق والرغبات كافة. وتتميز الإمارة بالعديد من مناطق الجذب السياحي التي تقصد على مدار العام، ويكثر الإقبال عليها خلال فترة الشتاء لاعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة، وعزز من ذلك الطبيعة الجغرافية التي تحظى بها من جبال وصحراء ومناطق برية وبحرية وغيرها، والتي جعلتها ملاذاً لمختلف شرائح المجتمع لقضاء أوقات ممتعة في ظل الأنشطة والبرامج المصاحبة، وتنوع المنشآت السياحية. وللحفاظ على جمالية واستدامة تلك المناطق والمزارات السياحية الطبيعية في رأس الخيمة، يتطلب الأمر تعزيز الجهود الاستثنائية المقدمة من قبل الجهات والمؤسسات من برامج توعية وقرارات ومبادرات وفرق مخصصة وغيرها من المهام التي تصب في خدمة الزائر، وتعزيز الوعي البيئي تجاه المواقع الطبيعية، عبر تعاون أفراد المجتمع والزوار لضمان استمراريتها وديمومتها. جهود حثيثة وقال المهندس خالد فضل العلي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة: «إن الدائرة تحرص على استدامة المناطق الطبيعية كافة في إمارة رأس الخيمة، وذلك عبر الحفاظ عليها من التصرفات والسلوكيات غير الصحيحة التي قد تضر بها، والتي قد يقدم على ارتكابها شريحة قليلة من أفراد المجتمع». وذكر أن الدائرة أطلقت حملة «برنا أمانة»، ومن أهم أهدافها تنمية وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على المناطق العامة نظيفة وجميلة مثل البر والشواطئ والمتنزهات العامة حتى نعود إليها ونستمتع بجمالها، وتعزيز مفهوم الاستدامة والحفاظ على موارد البيئة، وعلى الحياه البرية من حيوانات وطيور ونباتات عن طريق الإبقاء على هذه الأماكن نظيفة خالية من البلاستيك. وأضاف: «نهدف إلى غرس مفاهيم الحفاظ على البيئة وتقليل الاستهلاك وإعادة التدوير بين أفراد المجتمع كافة، خاصة الأطفال، عبر مختلف القنوات المتاحة التي تكون حلقة وصل بين الدائرة والجمهور على اختلافه، وبلغات عدة، لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة وتعم الفائدة». وقال، إن الحملة ستوجد في العديد من مناطق إمارة رأس الخيمة منها الأماكن العامة مثل البر والشواطئ والمتنزهات العامة والحدائق، لافتاً إلى أن الحملة يتم تنظيمها خلال الطقس المعتدل ابتداء من شهر أكتوبر من العام الماضي حتى نهاية شهر مارس المقبل من العام الجاري. وتحدث عن أهم المخالفات التي يتم رصدها وأكثر المناطق التي تشهد نسبة ارتكاب مخالفات مقارنة بغيرها من المواقع، وهو إلقاء أو وضع أو ترك القاذورات والفضلات في الميادين العامة، والبند رقم (31) بعدد 950 مخالفة وهو إشعال النيران أو الشواء مباشرة على سطح ثابت أو متحرك دون استخدام أدوات الشواء في غير الأماكن المخصصة لذلك. وذكر أن البند رقم (41) بعدد 205 مخالفات وهو تسرب المخلفات السائلة الناتجة عن النشاط السكني خارج شبكة الصرف الصحي، لافتاً إلى أن أكثر المخالفات تركزت في منطقة جبل جيس، ويليها المعمورة والمعيريض والنخيل، من ثم رأس الخيمة، مشيراً إلى أن الدائرة تحرص على تنظيم عملية توزيع دوريات راقب حسب التقسيم الجغرافي لإمارة رأس الخيمة، وذلك على سبع مناطق وتشمل مناطق رأس الخيمة كافة، بعدد 35 دورية، من ضمنها المناطق التي تشهد ارتياداً كبيراً مقارنة بغيرها وهي منطقة مزرع وجبل جيس وعلى الشواطئ كافة وكورنيش القواسم. وكشف أن دوريات راقب من مهام عملها التي تقوم بها ضبط مخالفات الرمي العشوائي للمخلفات في الشوارع الرئيسية والمناطق السكنية كذلك، ومخالفة تجاوزات مشاريع البناء التي تشوه المنظر الحضاري للإمارة، ومخالفة تجاوزات الرمي العشوائي لحمولات صهاريج مياه الصرف الصحي. وأشار إلى أن دوريات راقب الكورنيش تتولى رصد المخالفات البيئية ونظيراتها المتعلقة بالنظافة والحفاظ على المظهر الجمالي، والمشهد الحضاري على امتداد الكورنيش، وراقب الشواطئ، لافتاً إلى أن هناك بعض النصائح التي وجب على مرتادي تلك المناطق السياحية، خاصة المناطق البرية مع اعتدال درجات الحرارة، وخلال موسم الشتاء، منها الاستمتاع في الأماكن العامة وتركها نظيفة وجميلة لمن يأتي بعد ذلك، والحرص على تجميع المخلفات وإلقائها في السلة المخصصة لذلك وعدم رميها على الأرض. أخبار ذات صلة سلطان القاسمي: «أميركية الشارقة» تقدمت بالبناء والاجتهاد دور رئيس لبنوك الإمارات في تمويل الاستدامة الطريقة الآمنة دعا العلي المرتادين إلى اتباع الطريقة الآمنة للتخلص من الفحم المشتعل في البر عبر الشواء في الأماكن المخصصة لذلك، وباستخدام الشوايات والأدوات اللازمة، ويمنع الشواء على الأرض، وبعد الانتهاء من الشواء يتم ترك الفحم حتى يبرد ثم التخلص منه عن طريق وضعه في الحاويات المخصصة للفحم والتي وضعتها مؤسسة إدارة المخلفات، وعدم إلقائه فيها وهو مشتعل، ويجب عدم إلقائه على الأرض. وأكد أن الدائرة ستعمل على مواصلة تكثيف الرقابة البيئية وزيادة وعي الجمهور حول أهمية الحفاظ على المناطق السياحية، وتعزيز مفهوم استدامتها، لكي نساهم جميعاً مع جهود المؤسسات وتعاون أفراد المجتمع في الحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري لإمارة رأس الخيمة. تضاريس قال المواطن بدر الشحي: «إن إمارة رأس الخيمة تعد من المواقع متعددة التضاريس التي توفر خيارات سياحية متميزة لشرائح المجتمع كافة، سواء لمحبي المناطق الجبلية أو البحرية والبرية والصحراوية كذلك وغيرها، والتي تبرز أنشطتها تحديداً خلال الشتاء، حيث تشهد كل بقعة من هذه الإمارة إقبالاً كبيراً، تمكن الأسر والأفراد من قضاء أفضل الأوقات في ممارسة مختلف الأنشطة والفعاليات، بجانب المنشآت السياحية والبرامج المقامة عليها من قبل الجهات والمؤسسات». وأكد أهمية تعزيز دور أفراد المجتمع في جانب المسؤولية المجتمعية تجاه البيئة عبر المساهمة في الحفاظ عليها واستدامتها، منها التقليل من رمي المخلفات، واتباع السلوكيات والطرق الآمنة في التخلص منها، خاصة أثناء القيام بممارسة الشواء والتخييم، وغيرها في المناطق الصحراوية والبرية. جهود ذكرت عائشة الحمادي أن جهود المؤسسات والجهات في المحافظة على استدامة المناطق السياحية بارزة، من توفير حاويات النفايات، فضلاً عن نشر عمال النظافة، وكذلك اللوحات الإرشادية التي توضح الأماكن المخصصة للجلوس والشواء، وكيفية التخلص من القاذورات، والحفاظ على جمالية المناطق، والحملات التي تنتشر عبر مختلف القنوات، وغيرها في سبيل الحفاظ على جمالية المناطق السياحية، وتوفير تجربة فريدة للسياح والزوار ومرتادي المناطق. وأشارت إلى أن تلك الجهود كافة تتطلب تعاوناً من قبل مرتادي المناطق عبر الالتزام التام بالنصائح المخصصة، وتجنب ارتكاب المخالفات والممارسات الخاطئة التي قد تعرضهم إلى المساءلة والمخالفات والغرامات، وتعزيز قيم المواطنة للحفاظ عليها، والمساهمة الجادة والفاعلة في مسؤولية حماية البيئة والمناطق الطبيعية ومواردها للأجيال القادمة.
مشاركة :