نفى المتحدث الرسمي باسم مجلس محافظة الأنبار عذّال الفهداوي تقارير أفادت بتوقف العمليات العسكرية في تحرير مناطق شرق الرمادي بإيعاز من قبل القوات الأميركية، مؤكدًا استمرار تقدم القوات الأمنية في تحرير مناطق السجارية وجويبة والسور وحصيبة وأن العمليات ستستمر حتى تحرير مناطق جزيرة الخالدية بالكامل وصولاً إلى مدينة الفلوجة. وقال الفهداوي إن «القوات الأمنية العراقية ما زالت مستمرة في عملياتها لتحرير مناطق شرق الرمادي بعد أن أتمت تحرير المدينة بالكامل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وتمكنت قوات الفرقة الثامنة التابعة للجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلو العشائر من أبناء محافظة الأنبار، من الدخول إلى منطقة السجارية، حيث تدور معارك شرسة لتطهير المنطقة من مسلحي (داعش) وإنقاذ الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المنطقة والذين يحتجزهم التنظيم الإرهابي وجاء بالكثير منهم من مناطق مختلفة من مدينة الرمادي من أجل استخدامهم دروعًا بشرية لحماية مسلحيه من الهجمات التي تشنها قواتنا الأمنية». وأضاف الفهداوي أن «العمليات العسكرية مستمرة ولم ولن تتوقف وهناك خطط مرسومة لتحرير بقية المناطق والمدن التي ما زالت خاضعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، كما أن القوات الأميركية تعمل ضمن قوات التحالف الدولي، وتقتصر مهامها على التدريب والاستشارة والتجهيز العسكري، بينما تقوم طائرات التحالف بضرب أهداف تابعة لتنظيم داعش من خلال الطلعات الجوية فقط، ولا توجد هناك قوة عسكرية برية على الأرض تقاتل مع القوات الأمنية، ولا يمكن أن تتوقف العمليات العسكرية إلا بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة». لكن القيادي في الحشد العشائري لمقاتلي الأنبار تركي الشمري أكد أن «القوات الأميركية أوعزت إلى القيادات الأمنية المشرفة على القاطع الشرقي للمدينة الرمادي، بوقف العملية العسكرية، بعد ادعائها بوجود أفراد من الحشد الشعبي في تشكيل الشرطة الاتحادية، وأنه لا يمكن مساندة القطعات العسكرية بغطاء جوي ما لم يتم إخراجهم من التشكيل». وأضاف الشمري أن «المستشارين الأميركيين يشرفون بشكل مباشر على العملية العسكرية في كل القواطع العسكرية في الأنبار وبعلم الحكومة الاتحادية»، نافيًا أن «يكون سوء الأحوال الجوية سببًا رئيسيًا في وقف العملية العسكرية». وأكد الشمري أن «القوات الأمنية وأبناء العشائر قادرون على تطهير المحافظة بالكامل من سيطرة تنظيم داعش ونحن ليس لدينا أي اعتراض على أي تشكيل أمني حكومي». من جانب آخر، أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء هادي رزيج، عن العثور على مقبرة جماعية وسط مدينة الرمادي تضم رفاة أكثر من 40 مواطنًا من أهالي المدينة، بينهم عسكريون وأفراد من الشرطة، قتلهم مسلحو تنظيم داعش. وقال رزيج إن العثور على المقبرة الجماعية «جاء بعد ورود معلومات من أهالي منطقة الجمعية وسط مدينة الرمادي إلى قيادة شرطة الأنبار، تفيد بمكان المقبرة، وبعد تطهير المنطقة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي تمكنا من العثور على قبر جماعي يضم رفات 40 شخصًا من المدنيين ومنتسبي القوات الأمنية وبدت عليها آثار إطلاق نار في أجزاء متفرقة من الجسم، فضلا وجود جثث مقطوعة الرأس فيما تستمر عمليات البحث عن مقابر أخرى». من ناحية ثانية، أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي أن الحياة المدنية عادت فعليًا إلى المناطق المحررة في مدينة الرمادي، بعد المباشرة برفع العبوات الناسفة والمخلفات الحربية، مشيرًا إلى فتح ثلاثة مكاتب خاصة لإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم. وقال الراوي إن «الخطط التي وضعتها حكومة الأنبار من أجل إعادة الخدمات والبنى التحتية للمدينة أصبحت جاهزة للتنفيذ على أرض الواقع، وقد تباحثنا مع لجنة مختصة بهذا الشأن تابعة لمجلس محافظة الأنبار وجرى الاطلاع على سير العمل ضمن الخطط التي وضعتها الحكومة المحلية بالتنسيق مع الحكومة المركزية والقوات الأمنية من أجل التنفيذ على الأرض». وأضاف الراوي أن «الملف الإنساني له الأولوية التي تعمل عليها المحافظة في الوقت الحالي وبالتنسيق مع القوات الأمنية من خلال إنقاذ العائلات التي كانت تحتجزها عصابات داعش الإرهابية كدروع بشرية لها، حيث تم فتح ثلاثة مكاتب خاصة لإعادة النازحين إلى مناطق سكنهم بعد أن تنتهي الفرق الهندسية المتخصصة مهامها في رفع العبوات وإعادة الاستقرار ومسك الأرض». إلى ذلك انتقد عضو البرلمان العراقي السابق ورئيس كتلة عراق الحضارة طلال حسين الزوبعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» موقف الحكومة العراقية مما يجري على أرض الواقع لا سيما المعارك في الرمادي، قائلا إن «الإيعاز الأميركي بإيقاف العمليات بسبب وجود مندسين من الحشد الشعبي لا يعبر عن الحقيقة الغائبة فالمعارك توقفت الآن لأسباب عسكرية وليست لوجود مندسين مثلما يقول الأميركيون». وأضاف الزوبعي أن «المشكلة أن القطعات العراقية ما زالت تفتقر إلى وحدة القيادة والسيطرة بسبب تعدد القيادات والتوجهات، وهو ما يؤدي إلى تشتت الجهود، وهو ما جعلها تقع في خطأ كبير بعد أن استخدمت خطة الاشتباك القريب وهو ما يعني تحييد المدفعية التي لا تستطيع العمل لأنها تحتاج إلى مسافة كافية»، مشيرا إلى أن «من وضع هذه الخطة لم يأخذ بعين الاعتبار احتمال أن العدو سيضع خطة قادرة على إجهاضها، وبالتالي فإن قضية وجود مندسين هي ذريعة بهدف تلافي هذا الخطأ والبحث عن مخرج يؤدي إلى اتباع طريقة أخرى من أجل تحرير الرمادي والمناطق القريبة منها التي لا بد من تأمينها بدءا من الحبانية فالخالدية لكي تكون مجالا حيويا للتحرك». وحول تحكم الولايات المتحدة الأميركية بسير المعارك هناك قال الزوبعي إن «وجود مستشارين أميركان في المعارك لا يبرر أن لا تكون لها قيادة عراقية قادرة على اتخاذ القرار حيث إن ما نراه ونسمعه يدل بوضوح أن ليس هناك قيادة عراقية، لا عسكرية ولا سياسية، قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية، بينما كلما يجري الآن من حديث هو أن الأميركيين هم الذين سيدخلون أو حتى يعيدون احتلال العراق وهي النغمة التي بدأت تلقى رواجا في الكثير من الأوساط الجماهيرية سواء في المناطق الغربية أو حتى المحافظات الجنوبية بسبب الفشل المدوي للطبقة السياسية بأحزابها وقواها وكتلها التي لم تتمكن من تقديم أبسط شيء للمواطن العراقي».
مشاركة :