طهران - استدعت إيران القائم بالأعمال الأوكراني في طهران اليوم الاثنين بسبب تصريحات صادرة عن بلاده بشأن هجوم بطائرات مسيرة على منشأة عسكرية بإقليم إصفهان بوسط إيران شن ليل السبت/الاحد فيما تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب الدعم العسكري الذي توفره طهران لموسكو في الحرب الاوكرانية. وكان أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار إلى وجود علاقة مباشرة بين الحادثة وبين الحرب في أوكرانيا في تلميح لامكانية تورط كييف وداعميها الغربيين في الهجمات. وتتهم كييف إيران بتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة التي تستخدمها في مهاجمة أهداف مدنية في مدن أوكرانية بعيدة عن جبهات القتال. وأعلنت إيران، ليل السبت/الأحد، أن دفاعاتها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان مشيرة لنجاحها في احباط الهجوم فيما توجهت التهم في البداية إلى تل ابيب التي تخوض صراعا محتدما مع طهران في المنطقة. وقال مسؤول اميركي أمس الأحد إن إسرائيل هي المسؤولة على ما يبدو عن الهجوم الذي نُفذ خلال الليل بالطائرات المسيرة. وكان مساعد الرئاسة الأوكرانية، ميخايل بودولاك قد دعا في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى "تدمير" المصانع الإيرانية التي تصنع طائرات مسيرة وصواريخ باليستية مطالبا كذلك باعتقال موردي تلك المصانع. وقد رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي حينها على تلك التهديدات "بان لغة التهديد الأوكرانية بقصف مصانع الطائرات المسيرة في إيران لغة غير مسؤولة، وتتحمل مسؤوليتها الحكومة الأوكرانية". وتعرضت ايران لعقوبات مشددة من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب التورط في دعم الجيش الروسي بالطائرات المسيرة لقصف مواقع الطاقة في اوكرانيا في حين نفت ايران في البداية أي دور لها في الحرب. وانتقدت أوكرانيا مرارا مواقف ايران في حين قررت الخارجية الأوكرانية سحب أوراق اعتماد السفير الإيراني وخفض عدد موظفي السفازة الإيرانية بشكل كبير في العاصمة الأوكرانية فيما دعا مسؤولون أوكرانيون الغرب باتخاذ اجراءات مشددة لوقف هذا التعاون. وكان مسؤولون عسكريون روس زاروا في الاشهر الماضية العديد من القواعد العسكرية في إيران لتعزيز التعاون العسكري بما في ذلك عقد صفقات لشراء المسيرات الإيرانية. ويرى خبراء عسكريون ان لجوء موسكو لشراء المسيرات الإيرانية رغم مشاكلها التقنية يأتي لسعرها المنخفض مقارنة بمسيرات أخرى ولإنهاك مضادات الطيران الأوكرانية والغربية في سماء أوكرانيا. وتشير تقارير ان التعاون العسكري والتقارب تحول الى شبه تحالف خاصة مع دعم البلدين النظام السوري ووسط انتقادات من جانب إسرائيل لهذا التعاون ومخاطره على أمنها القومي في حين ترتبط تل أبيب بعلاقات وثيقة مع كييف. وقد أدان الكرملين الاثنين الهجوم قائلا إنه يعكف على تحليل ما حدث في إشارة إلى دور روسي لدعم ايران في التحقيقات بشان الحادث. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "ليس بوسع المرء سوى إدانة مثل هذه التصرفات الموجهة ضد دولة ذات سيادة". وترى موسكو ان تصعيد استهداف ايران في المرحلة الحالية يهدف لإرباك التعاون العسكري بين موسكو وطهران.
مشاركة :