ليس أسوأ من نكران الجميل، إلا سلب الإنسان حقه الأدبي والمعنوي في التقدير عند تقديمه هدية لمن يستحق الإهداء!ولعلي اليوم أحكي لكم قصة حقيقية حدثت أمامي، لم ولن يرويها أحد، وأعتقد أن أحدا لم ولن يتوقع كذلك أن أكون شاهدا عليها، فالصدفة وحدها هي من جعلتني أتحول لشاهد عيان لهذه القصة دون ترتيب من أحد سوى إرادة الله!القصة حدثت في واحدة من المناسبات التي كانت بتشريف الأمير الإنسان الشاعر الفنان ورجل الشباب الأول وداعمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، القصة باختصار أن الجهة المنظمة للحدث أعلنت في نهاية الحفل عن تقديم هدية نوعية وفريدة للأمير خالد، وتفنن مقدم الحفل في وصف الصورة النادرة التي تم التقاطها يوم عرفة على ما أظن، وميزة هذه الصورة الرائعة أنها من نسخة واحدة فقط تم تقديمها كهدية للأمير خالد الفيصل، لكن الغريب أن مصور هذه اللوحة لم يتم ذكر اسمه! وبما أن أحدا لم يذكر اسمه فهذا يعني أن أحدهم قد تم هضم حقه المعنوي في التقدير!والصدفة المحضة التي جعلتني أقابل بعض الزملاء في المهنة ممن لم أشاهدهم من سنوات جعلتني أتأخر قليلا بعد مغادرة الضيوف وأغلب الحضور للمكان، وفي لحظة صمت اقتربت من الهدية (الصورة) لألتقط لها (سنابة) عابرة، فسمعت أحدهم يتمتم غاضبا، وأعوذ بالله أن أكون مسترقا للسمع لكن كان هذا الرجل يتحدث وأنا خلفه ولا يراني أصلا لكن سمعي التقط عبارة (ما انذكر اسمي) وكأنه كان يحدث أحد الأشخاص بجواره، وحين التفت وجدت أن من يقف أمامي هو مصور اللوحة بشحمه ولحمه، هذا الشاب الذي قابلته من سنوات كان هو صاحب اللوحة المكلوم، المفارقة أني رأيته بعد كل هذه السنين وقد تناثرت الشعرات البيضاء في لحيته الغضة وكأنه كبر عشرات السنوات!فأشار لي بأن هذه لوحته، قلت له عرفت الآن بسببك ولقد سمعتك يا صديقي، وحين رأى الصورة في سنابي اشتط غضبا - فتصويري سيئ مما اضطره لمسحها ثم أعاد تصويرها بنفسه من جديد - وحتى لا أقع في الخطأ نفسه جعلته بعد الانتهاء من اللقطة يرى بعينه أني كتبت اسمه وأنه هو مصور الصورة!خاتمة.. كان مصور اللوحة هو الشاب وسام حسنين ولعل هذا المقال يكون بلسما له وأقول له، لا تحزن فيوما ما سيعلم الجميع أن الحق الأدبي لا يقل أهمية عن الحقوق المالية واكتفي بما كتبت (نظرا لضيق الوقت)!@BASSAM_FATINY
مشاركة :