د.عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي في حوار حول الإكتئاب النفسي والانتحار

  • 9/24/2022
  • 14:59
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هل أصبح“الإكتئاب النفسي والإنتحار”هو مرض العصر، ولماذا زادت معدلاته،وماهي أعراضه وآثاره السلبية على المريض،وكيف يمكن مواجهته والتخلص م نه؟ لقد أنعم المولى سبحانه وتعالى على الإنسان بالعقل ومنحه القدرة على التفكير والتعلم والإختيار وجعله أكثر مخلوقاته قدرةً ووضوحاً في التعبير عن أحاسيسه ومشاعره،ولقد ذكر المولى سبحانه وتعالي كثيراً من هذه المشاعر الإنسانية وسلوكيات الناس في القرآن الكريم حيث جاءت كثير من الآيات التي تتحدث عن الإحساس بالفرح والسعادة أو الإحساس بالإكتئاب والحزن سواء في الحياة الدنيا أوفي الآخرة مثل قوله تعالي:”يوم يأتي لاتكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد”،وقوله: “وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض”،وقوله:”قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا”، وقوله:”ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله”،ولقد أنزل الله آيات أخرى تتحدث عن مشاعر الحزن كما في قوله تعالي:”لايحزنهم الفزع الأكبر” -; كما جاء أيضاً في سورة يوسف ما يذكرنا بحزن سيدنا يعقوب عند فقدانه لإبنه سيدنا يوسف عليهما السلام في قوله تعالي:”وتولي عنهم وقال يا أسفي علي يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم”، وقوله تعالي:”قال إنما أشكوا بثي وحزني إلي الله”.وكما نلاحظ الآن أن الأمراض النفسية والعصبية قد أصبحت هي الأكثر إنتشاراً بين الناس عن باقي الأمراض العضوية الأخري والتي انخفضت معدلاتها كثيراً نتيجة للتقدم الكبير في مجال الطب من ناحية ووسائل التشخيص واكتشاف هذه الأمراض مبكراً حتى قبل حدوث الحمل وأثناءه مع تطور أساليب الوقاية منها التطعيمات والمضادات الحيوية والجراحات،وما إلى ذلك،وفي المقابل نجد أن هناك زيادة في معدلات الأمراض النفسية في الوقت الحالي حتى أصبحت هي سمة العصر،ولانبالغ إذا قلنا أنه ربما يجتاح العالم وباء من الإضطرابات النفسية في الفترة القادمة في ظل الآثار السلبية لما نراه من زيادة الصراعات بين الناس و اشتداد الأزمات المادية وتراكم الضغوطات الاجتماعية من بطالة وفقر وغلاء أسعار وظلم وقهر وكثرة المشاكل الأسرية كالطلاق والخيانة الزوجية واضطراب العلاقات الأسرية والإجتماعية بين الناس على مستوى العالم ككل مع زيادة معدلات الكوارث الطبيعية وشدتها كالزلازل والأعاصير والفيضانات وما تسببه من دمار وموت وضياع الأموال وغلاء المعيشة وتراكم الديون وتشريد للناس وتفشي المجاعات والحروب بين الشعوب بعضها البعض أو حتي اشتعال الاقتتال والاحتراب الداخلي بين طوائف الشعب الواحد نفسه وظهور كثير من الأوبئة الفتاكة وآخرها وباء كورونا وما أحدثة من وفيات وغلق المحلات وحبس الناس في البيوت!!،وكل ذلكبلا شك سوف يؤثر حتما على هدوء نفوس وراحة بال كثير من الناس،وبالتالي تتزايد مسببات الإكتئاب والقلق والخوف والهلع وباقي الأمراض النفسية.مرض الاكتئاب النفسي يعتبر من أخطر الاضطرابات النفسية وخصوصا لو أنكر الشخص أنه مريض نفسي ويعاني من حالة اكتئاب ورفض استشارة الطبيب النفسي،والآن نجد أناس كثيرون يعانون من حالات اكتئاب ولكنهم للأسف يهملون اللجوء للعلاج النفسي ويستمرون في مواصلة حياتهم بطريقة سلبية فينعزلون عن الناس وقد يصل بهم الحال بالتفكير في إيذاء أنفسهم فينتحرون أو حتي يقومون بمحاولات انتحار أو إيذاء بعض المحيطين بهم.هناك الكثير من الشخصيات العالمية المشهورة عانت من الاكتئاب النفسي وتلقوا علاجاً دوائياً لهذا الغرض،ومنهم على سبيل المثال:ونستون تشرشل، جورج بوش الإبن،هاريسون فورد،أبراهام لينكون،إسحق نيوتن،بيتهوفن،نابليون بونابرت، فان جوخ،إرنست همنجواي، ريتشارد نيكسون،سعاد حسني، مارلين مونرو.لقد أصبح الاكتئاب النفسي هو أحد أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في الوقت الحالي كما تؤكد الدراسات العلمية أن منظمة الصحة العالمية توقعت عام 2013 بزيادة معدلات الإكتئاب النفسي في العالم في المستقبل وسوف يرتفع أكثر عما هي عليه الآن حتى أنالاكتئابسيصبحهو السببالأولللوفاة قبل أمراض القلب بحلول عام 2020.واليوم سوف نحاول معرفة جوانب هذا المرض الذي يلقي بظلاله السوداء علي كثير من الناس وذلك من خلال طرح بعض التساؤلات المهمة عن هذا المرض على الدكتور عزت عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض ليقوم بتوضيحها ويكشف لنا بعض الجوانب المهمة لمرض الإكتئاب النفسي.*مامعدلات انتشار الاكتئاب؟

مشاركة :