حضر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم (الثلثاء)، عرضاً عسكرياً في مناسبة "يوم الجمهورية" عرضت خلاله نيودلهي قوتها العسكرية وتنوعها الثقافي. وللمرة الخامسة، يحل رئيس فرنسي ضيف شرف على هذا العرض، وهو رقم قياسي، الذي يحتفل به في ذكرى الدستور الهندي الذي أعلن في 1950. وشارك في العرض بدعوة استثنائية فوج المشاة الـ 35 في سلاح البر الفرنسي وفرقة المشاة الموسيقية خلف اربع آليات لقدامى المحاربين الهنود. ولم تشارك أي قوة أجنبية حتى الآن في عرض عسكري إلى جانب الجيش الهندي. وشارك عسكريون هنود في عرض يوم الاستقلال الفرنسي في 14 تموز (يوليو) 2009. وفي مناسبة مشاركتهم في "يوم الجمهورية"، خضع العسكريون الفرنسيون الـ 123 لتدريبات على الخطى الاكثر سرعة للجنود الهنود. وبدأ العرض العسكري في القصر الرئاسي وامتد على طول جادة راجباث التي تعبر وسط نيودلهي وصولا الى انديا غايت حيث هناك نصب للجندي المجهول. وشارك في العرض جنود من سلاح البر والبحرية والجو، ثم حضرت قوات امن الحدود على ظهر الجمال خصوصاً انها تقوم بدوريات في صحراء ثار على الحدود مع باكستان. وشمل العرض ايضاً للمرة الأولى منذ 26 عاماً وحدة كلاب تستخدم عادة في كشمير لرصد متفجرات والالغام او التفتيش في الانهيارات الثلجية. ثم قدمت الولايات الهندية عرضاً لثقافتها المحلية مع دبابات زينت بالورود، فيما أدت فرق مدرسية عروضاً راقصة. والعرض الذي استمر ساعة ونصف الساعة، جرى تحت مراقبة مشددة من الشرطة، إذ نشر حوالى 50 الف عنصر امني وفق ناطق باسم الشرطة لمراقبة العاصمة. وتابع هولاند ورئيس الوزراء نارندرا مودي العرض من خلف زجاج مصفح، في اجراء امني على الارجح بعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا والهند ايضاً. وقبل هذا اليوم الرمزي، شهدت زيارة الرئيس الفرنسي استمرار المحادثات الصعبة حول بيع الهند 36 طائرة "رافال"، الصفقة التي لا تزال متعثرة حول السعر، واعلاناً مشتركاً يتعهد تعزيز مكافحة الارهاب. ووقعت الهند وفرنسا أمس بالاحرف الاولى اتفاقاً حكومياً يهدف الى شراء نيودلهي مقاتلات من شركة "داسو" للطيران يحتاجها الجيش الهندي بشدة. لكن المفاوضات تتعثر حول السعر، قرابة بلايين اليورو، ومستوى تطور المقاتلات. واكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مساء أمس ان الاتفاق بين الحكومتين لا يمكن الالتفاف عليه. وقال لورديان: "يجب وضع البنود الاساسية التي تشمل المهل وضمانات الدولة وتحديد خصوصيات الطائرة والاجراءات في حال وقوع خلافات". وأضاف ان المحادثات حول الاسعار "يرتقب ان تكون سريعة، بين بضعة ايام وبضعة اسابيع"، مشيراً الى ان شركة "داسو" تامل في التوصل الى الاتفاق بحلول اربعة اسابيع. وتناول الفصل الآخر البارز في المحادثات مكافحة الارهاب بعد بث شريط فيديو جديد لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) يظهر فيه تسعة من المنفذين الـ 10 لاعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والتي اوقعت 130 قتيلاً. والى جانب مودي، اكد هولاند ان الهند تواجه ايضاً "تهديدات" بعدما استهدفت اخيرا بهجوم دموي على قاعدة جوية قريبة من الحدود مع باكستان نسب الى مجموعة متشددة تأخذ من باكستان مقراً لها. وأعلن نارندرا مودي انه اتفق مع هولاند على "تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب للتخفيف والحد في شكل ملموس من خطر التطرف والإرهاب في مجتمعاتنا". وأضاف: "على المجتمع الدولي أن يتحرك في شكل حاسم ضد أولئك الذين يقدمون مأوى للإرهابيين، يمولونهم ويدربونهم ويقدمون لهم الدعم". وقبل مغادرة الهند سيتناول هولاند الغداء مع شخصيات هندية ويلتقي افراد الجالية الفرنسية في السفارة.
مشاركة :