تصاعدت حدّة الهجمات الإرهابية في مصر في الفترة الماضية، وتزايد نتيجتها عدد القتلى من جانب الشرطة والجيش والمواطنين المدنيين، ومن السياح والمتطرفين في آنٍ واحد. وشهدت الأراضي المصرية هجمات عدة في أماكن مختلفة، وكان آخرها الأربعاء الماضي، عندما استهدف مجهولون حاجزاً أمنياً تابعاً للشرطة، ونتجت من ذلك وفاة ثمانية عناصر من الجيش والشرطة، من بينهم ثلاثة ضباط شرطة وخمسة مجندين عسكريين، وفق وزارة الداخلية المصرية. وتمكّنت قوات الأمن المصرية من إحباط هجوم إرهابي على فندق سياحي في مدينة الغردقة في التاسع من كانون الثاني (يناير) الجاري، ما أسفر عن قتل مسلحَيْن بعد إطلاقهما النار، وإصابة اثنين من السياح (ألماني ودنماركية) كانا في بهو الفندق. وفي أوائل الشهر الجاري، اقتحم مسلحان يشتبه بأنهما ينتميان الى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف، فندقاً في منتجع الغردقة على البحر الأحمر شرق مصر، وأصيب ثلاثة سياح على الأقل، بعدما طعن المسلحان سائحيْن نمسويَّين وآخر سويدياً. وأعلن تنظيم «داعش» في سيناء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مسؤوليته عن هجوم وقع على فندق في مدينة العريش، كان موجوداً به قضاة أشرفوا على الانتخابات البرلمانية، وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل ستة أشخاص، بينهم قاضيان وأمين شرطة، وإصابة 14 شخصاً آخرين. وقبل ذلك، تحطمت طائرة روسية في سيناء نتيجة قنبلة بدائية الصنع، وفق مركز الاستخبارات الروسي، انفجرت داخلها بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وراح ضحيتها 224 شخصاً. وتبنى تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، مسؤولية تفجير الطائرة. يشار إلى أن مدناً مصرية عدة تعرضت لنحو 17 تفجيراً في الذكرى الثانية لثورة 30 تمّوز (يوليو)، وذلك بعد يوم واحد من اغتيال النائب العام السابق هشام بركات بتفجير سيارته في حي مصر الجديدة في القاهرة. وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، بأن عدد ضحايا الجيش المصري في اليوم نفسه في شمال سيناء، تجاوز 70 قتيلاً وجريحاً في هجمات وتفجيرات استهدفت سبعة مواقع عسكرية في مناطق الشيخ زويد ورفح شمال سيناء، وبأن عدد قتلى الهجمات الإرهابية العام الماضي بلغ 30 ضابطاً، و62 فرداً وثمانية خفراء، و36 مجنداً، إضافة إلى موظفَين مدنيين اثنين.
مشاركة :