تُمثّل الخدمة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة ثرية من حيث تطوير الذات، واحترام القانون، وتقوية الإرادة، وتعزيز روح المواطنة والولاء والانتماء، وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية، وبِناءَ الشخصية السليمة القادرة على حماية الأوطان. لذا، جاء اهتمام القيادة الرشيدة ببناء المؤسّسة العسكرية، منذ عهد المؤسِّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليصل الاهتمامُ ذروتَه بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان وما زال على ثقةٍ تامّة بأن أبناء الإمارات مستعدّون لخدمة وطنهم في أي وقت، وفي كل مكان، وتحت أي ظرف، والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الوطن، حيث قال سموه: «الخدمة الوطنية شرفٌ لشباب الوطن، وصقلٌ لشخصياتهم، واستثمارٌ في جيلٍ يمثّل حاضرَ الوطنِ ومستقبلِه». إن ثقافة الدفاع عن الأوطان لا تعني كسبَ المهارات القتالية فقط، وإنّما هي مفهوم متكامل قائم على استيعاب قِيَم المواطَنة، وإدراك منظومة الحقوق والواجبات المجتمعية، كي يمكن الحديث عن عنصر بشريّ فاعل في مجتمعه. فالانخراط في الخدمة الوطنية، إضافةً إلى أنه يدعم قوة الاحتياط لدى القوات المسلحة ويرفدها بدماء جديدة شابّة، فإنه يزرع لدى هؤلاء الشباب قِيمًا إيجابيةً تساعدهم في حياتهم العملية وتخدم أهدافَ التنمية الشاملة، كالاعتماد على النفس والانضباط والعمل بروح الفريق الواحد، كما أنه يحصّن الشبابَ في مواجهة مصادر الخطر التي تهدّدهم وتستهدف هويتَهم، فضلاً عن أنه يعمّق إحساسهم بالولاء والانتماء، لأن العَلَم الإماراتي هو الرمز الذي يلتفّ حوله هؤلاء جميعاً، وهو مصدَر العزّة والمنَعة والتقدّم. فالخدمة الوطنية مصدر فخر واعتزاز لكلّ أسرة ينتسب أحدُ أفرادها إلى هذه المؤسسة العسكرية المتميّزة، ويلتحق بالتجنيد، تلبيةً لنداء الوطن، وتطبيقاً للقانون الاتحادي للخدمة الوطنية، الذي جاء إيماناً بأهمية مشاركة الشباب في تشكيل قوة دفاعٍ وطنية قادرة على حماية مكتسبات الدولة، والدفاع عن كلّ ذرّة من تراب الوطن. ويُقبِل أبناءُ الوطن بهمّة عالية على الخدمة الوطنية، ويتلقّون دوراتٍ نظريةً وتدريباً عسكريّاً ورياضيّاً، إضافة إلى محاضرات وتوجيهات تساعدهم على إدراك المتغيّرات والتحدّيات، فيحملون العِلْم بيدٍ والمهارة العسكرية باليد الأخرى، وتصبح حماية الوطن واجباً مقدّساً وشرفاً لا يفرّط به الأوفياء المخلصون. ولأن المؤسسةَ العسكرية مصنع الرجال ورمز التضحية من أجل الوطن، فإن التحاق الشباب بها، من خلال الخدمة الوطنية، يعزّز انتماءَهم لوطنهم وولاءهم لقيادتهم، لأنهم يسعَون نحو هدفٍ واحد، ألا وهو الذود عن حياض الوطن وحماية أراضيه. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :