جاء تدشين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حي حراء الثقافي ليؤكد حرص الدولة على رعاية وتقدم الوطن وازدهاره والعناية بالتنمية والتطوير الشامل واستثمار القطاع الثقافي بشكل يساعد على صناعة مستقبل مزدهر يليق بمكانة وقيمة المملكة التي تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها في ظل رؤيتها التنموية 2030 التي تحتفي بالثقافة والإبداع إيماناً منها بما لهما من بالغ الأثر في بناء المجتمع ودفع عجلة النمو الاقتصادي ورفع مستوى جودة الحياة. إن هذا المشروع الحي الذي نفذته شركة سمايا الاستثمارية على سفح جبل حراء في مكة المكرمة بإشراف الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يعتبر معلماً سياحياً وثقافياً يرتبط بجبل حراء وغار حراء، حيث بداية نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يجسد رعاية الدولة للمواقع التاريخية وحرصها على استثمار قيمتها وبعدها الديني والإنساني لإثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين بصورة صحيحة وسليمة. يتنقل الزائر في رحلته المعرفية لهذا المشروع الحيوي الذي أعاد النبض لهذا المكان الطاهر وجعله مقصداً للحجاج والمعتمرين، بين متحف القرآن الكريم الذي يهدف الى التعريف بكتاب الله وإبراز عظمته وعالميته عبر محتوى دقيق ومنظومة واسعة من التقنيات الحديثة، إضافة الى عرض عدد من المخطوطات القرآنية النادرة وفق أسلوب العرض المتحفي، ومعرض الوحي الذي تُعرض فيه قصة نزول الوحي على الأنبياء وصولاً إلى خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وما يرتبط بالقصة كغار حراء وخديجة بنت خويلد رضي الله عنها وجبريل عليه السلام، ثم مركز الزوار، وطريق الصعود إلى الغار. ولعل ما يلفت النظر في هذا المشروع الحيوي ذلكم المزج بين التثقيف والترفيه والاستثمار، حيث يزخر المكان بعدد من المرافق التجارية المتنوعة كالمطاعم والمقاهي، وعدد من متاجر بيع الهدايا التذكارية المعبِّرة عن هوية المكان والزمان، وقاعة للأطفال تمكِّنهم من الاستمتاع بالترفيه والمعرفة، وحديقة حراء بين أجواء الطبيعة وسط إطلالة ساحرة على جبل حراء. لقد جسَّد هذا المشروع الفريد حجم الاهتمام بتحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يسعى لإحداث نقلة نوعية في تجربة الحج والعمرة والزيارة وإتاحتها لأكبر عدد من المسلمين، وإثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية عبر تهيئة المواقع السياحية والثقافية وعكس الصورة الحضارية المشرقة للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن.
مشاركة :