واشنطن – ترجمت العملاقة الأميركية غوغل سريعا مخاوفها من الذكاء الاصطناعي الأشهر "شات جي بي تي" ببدء اختبار بدائلها الخاصة للتطبيق الدردشة للحفاظ على تربعها على عرش البحث. وتطبيق "تشات جي بي تي" ادخل الذعر على غوغل خاصة مع اعلان مايكروسوفت رهانها على الشركة الناشئة والتقنية وراء روبوت الدردشة ذائع الصيت ، في استثمار يلقي الضوء على مستقبل محركات البحث. تختبر غوغل روبوت محادثة يسمى "Apprentice Bard"، حيث يسمح للمستخدمين طرح الأسئلة وتلقي إجابات مفصلة بشكل مشابه للطريقة التي يعمل بها تطبيق "تشات جي بي تي". ويستخدم الروبوت الجديد تقنية محادثة أطلق عليها اسم "LaMDA" وهي معدة لمنافسة تقنية محادثة "تشات جي بي تي". وقال أحد المتحدثين باسم غوغل: "لطالما ركزنا على تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الناس، نعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو تقنية تأسيسية وتحويلية مفيدة بشكل لا يصدق للأفراد والشركات والمجتمعات". وأضاف المتحدث: "نحتاج إلى النظر في التأثيرات المجتمعية الأوسع التي يمكن أن تحدثها هذه الابتكارات، نواصل اختبار تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا داخليًا للتأكد من أنها مفيدة وآمنة، ونتطلع إلى مشاركة المزيد من الخبرات خارجيا قريبا". وتطبيق "تشات جي بي تي" للدردشة طورته شركة "أوبن أي آي" الأميركية. وتم تدريب "تشات جي بي تي" على كمية هائلة من النصوص عبر الإنترنت، مع القدرة على تقديم ردود شبيهة بالبشر بشأن أي موضوع تقريبا، مما أثار تكهنات بأنه يمكن أن يشكل تهديدا قويا لغوغل. تعمل شات جي بي تي 3، بالإنكليزية ويمكن توفرها بالعربية عبر الترجمة إلى جانب لغات أخرى في الوقت الراهن، وتتطلب عمل حساب للتسجيل بها. يمكن من خلال هذه الأداة تأليف الكتب وكتابة الواجبات ورسائل التخرج ورسائل الدكتوراه (تعمل بالإنكليزية وتتيح العربية من خلال الترجمة التي تعتمد ترجمة غوغل فيها- وبكتابة سؤال عن أي شيء تبدأ بالإجابة بالتفاصيل التي تستمدها من الإنترنت ومصادر مخزنة لديها في قواعد بيانات هائلة الضخامة. وما تقوم به هو الإجابة على الأسئلة بناءً على المتوفرة من آلاف المصادر الموجودة لديه ضمن قواعد بيانات هائلة لتغذية معطيات أدوات الذكاء الاصطناعي. ويمكنها مثلا إجراء التصحيح النحوي باللغة الإنجليزية وتقدم أيضا تلخيص النصوص وتبسيط الفقرات المعقدة العصية على الفهم لتحولها إلى مفاهيم أبسط. وضمن ما يشبه سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، تعتزم شركة البرمجيات والتكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت إضافة نصوص الذكاء الاصطناعي لمنصة المحادثة المتطورة شات جي.بي.تي إلى خدمة الحوسبة السحابية الخاصة بها في تطور يمكن أن يغير النصوص المكتوبة على الإنترنت بصورة جذرية، ويمهد الطريق لمزيد من المنافسة مع منافستها غوغل المملوكة لشركة ألفابت. وأشارت بلومبرغ إلى أن مايكروسوفت تستعد لدمج أداة تشات جي بي من شركة أوبن أي إي إلى محرك بحث بنغ الخاص بها في محاولة لجذب متصفحي الإنترنت من منافستها غوغل، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع على خطط مايكروسوفت. وتراهن مايكروسوفت على أن النتائج التي يقدمها تشات دي بي تي والإجابات و الردود الحوارية بالسياق الصحيح على استفسارات متصفحي الإنترنت، ستجذبهم عند البحث من خلال توفير إجابات أفضل جودة تتجاوز الروابط التي يقدمها غوغل لدى البحث فيه بالويب، بحسب المصدر الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه لدى حديثه عن خارطة طريق لمنتجات يجري تطويرها سرا والتي لا تزال قيد التعديل والتغيير المتواصلين. وستطرح مايكروسوفت هذه الميزة الإضافية في الأشهر العديدة المقبلة ، لكنها لا تزال تجري تقييما لدقة روبوت الدردشة ومدى سرعة تكامله في محرك البحث بنغ. واقترح بعض المحللين والخبراء أن قدرتها على تلخيص البيانات المتاحة للجمهور يمكن أن تجعلها بديلاً موثوقًا به لمحرك البحث غوغل وقائمة بالروابط الناتجة عن البحث. قال الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI ، سام ألتمان، في تغريدة حول شات جي بي ي الشهر الماضي إنه "من الخطأ الاعتماد عليها في أي شيء مهم".
مشاركة :