'ترحيك' طالبان باكستان على خطى طالبان أفغانستان

  • 2/1/2023
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إسلام أباد - على تخوم أفغانستان يتشكل مشهد شديد التعقيد مع نشاط حركة متشددة دينيا رديفة لحركة طالبان أفغانستان تتقاسم معها الإيديولوجية نفسها وإن اختلفتا في بعض الأهداف. 'تحريك' طالبان باكستان بالأردية أو طالبان باكستان بالعربية، واحدة من الجماعات الدينية التي تسعى لإثبات نفسها كقوة قادرة على التصدي للوجود الأجنبي ومن يدعمه من الحكومة والقوات المحلية. وعندما استهدف انتحاري مسجدا داخل مجمع للشرطة في مدينة بيشاور الشمالية الغربية يوم الاثنين، اتجهت الشكوك على الفور نحو حركة طالبان الباكستانية. ثم أعلن سربكاف مهمند وهو أحد قادتها في تغريدة على حسابه بتويتر مسؤوليتها عن الهجوم الذي كان واحدا من الأعنف الذي استهدف قوات الأمن في الأشهر الأخيرة. لكن المتحدث باسمها محمد خراساني نفى تورط الجماعة المتشددة عن التفجير بعد أكثر من 10 ساعات، قائلا إن سياستها ليست استهداف المساجد أو المواقع الدينية الأخرى، مضيفا أن أولئك الذين يشاركون في مثل هذه الأعمال قد يواجهون إجراءات عقابية بموجب سياسة الحركة. ولم يتطرق بيانه إلى سبب إعلان قائد من الحركة المسؤولية عن التفجير. وجاء النفي أيضا بعد أن أدانت وزارة الخارجية الأفغانية الهجمات على المصلين باعتبارها تتعارض مع تعاليم الإسلام. وكانت العلاقات متوترة بالفعل بين باكستان وحكام طالبان في أفغانستان المجاورة الذين يؤوون قيادة الحركة الباكستانية ومقاتليها التي تشن تمردا في البلاد منذ 15 عاما. لماذا يكافح "تحريك طالبان باكستان" ضد التمرد؟ في رد فعل غاضب من تعاون باكستان مع واشنطن في الحرب على الإرهاب، قرر مسلحون باكستانيون إنشاء حركة طالبان باكستان رسميا في 2007 عندما وافقت مجموعات مختلفة خارجة عن القانون على العمل معا ضد إسلام أباد ودعم حركة طالبان الأفغانية التي كانت تقاتل القوات الأميركية وقوات الناتو. وتسعى الحركة إلى تطبيق أكثر صرامة للشريعة الإسلامية والإفراج عن أعضائها المحتجزين لدى الحكومة وتقليص الوجود العسكري الباكستاني في أجزاء من مقاطعة خيبر بختونخوا المتاخمة لأفغانستان التي طالما استخدمتها قاعدة. وصعدت طالبان باكستان هجماتها على الجنود والشرطة الباكستانيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني عندما أنهت من جانب واحد وقف إطلاق النار مع الحكومة بعد فشل أشهر من المحادثات التي استضافها حكام طالبان الأفغان في كابول. وحذرت حركة طالبان باكستان مرارا الشرطة من المشاركة في عمليات ضد مقاتليها في بيشاور، عاصمة ولاية خيبر بختونخوا. ما هي العلاقة بين طالبان باكستان وطالبان الأفغانية؟ وتبقى حركة طالبان باكستان مستقلة عن حركة طالبان الأفغانية، لكنها حليف وثيق لها. وشجع استيلاء الجماعة على أفغانستان في أغسطس/اب 2021 الحركة الباكستانية التي تشترك معها في الأيديولوجيا نفسها. واعتاد مقاتلو حركة طالبان باكستان على الاختباء في شمال غرب البلاد القبلي ولهم ملاذ في الجوار الأفغاني، لكنهم عاشوا حياة الهاربين في الغالب. ومع ذلك بدأت حركة طالبان الأفغانية في إيواء نظيرتها الباكستانية علنا عندما وصلت إلى السلطة. كما أطلقت سراح قادة حركة طالبان باكستان ومقاتليها الذين اعتقلتهم الإدارات السابقة في كابول. وقالت طالبان مرارا إنها لن تسمح لأي طرف بمن في ذلك حركة طالبان باكستان باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد أي دولة، بما في ذلك باكستان، لكن المسؤولين الباكستانيين يقولون إن هناك فرق بين ما تعلنه الحركة الأفغانية المتشددة وبين أفعالها، حيث يمكنها منع نظيرتها الباكستانية من شن هجمات داخل البلاد، لكنها تفشل في ذلك. وقال المحلل المتخصص ف شؤون الدفاع والمدير الإداري للمعهد الباكستاني لدراسات الصراع والأمن في إسلام أباد عبدالله خان، إن حركة طالبان الباكستانية أعربت عن ولائها لرئيس حركة طالبان الأفغانية، مضيفا أن لديهم أجندتهما الخاصة وإستراتيجيتهما الخاصة رغم ذلك. واستهدفت عمليات حركة طالبان باكستان إلى حد كبير القوات الباكستانية على غرار أجندة طالبان الأفغانية لطرد القوات الأجنبية من البلاد. ويخشى خان أن تشهد باكستان تصعيدا في عنف المتشددين في الأسابيع والأشهر المقبلة. وشهدت باكستان هجمات مسلحة لا حصر لها في العقدين الماضيين، لكن تصاعدت تلك الهجمات في نوفمبر/تشرين الثاني حين أنهت الحركة الباكستانية المتطرفة وقف إطلاق النار مع الحكومة الذي استمر لعدة أشهر. وتنفذ حركة طالبان الباكستانية بانتظام عمليات إطلاق نار أو تفجيرات خاصة في شمال غرب البلاد الوعرة والنائية وكانت تتخذ من هذه المنطقة معقلا في السابق. وأثارت أعمال العنف مخاوف السكان من عملية عسكرية محتملة في المناطق القبلية السابقة في شمال وزيرستان وجنوبها وهما الآن منطقتان في خيبر باختونخوا. وبعد ساعات من تفجير المسجد يوم الاثنين، قال وزير الداخلية رنا ثناء الله خان لقناة جيو الإخبارية المستقلة، إن حكام طالبان الأفغان يجب أن يلتزموا بتعهداتهم تجاه المجتمع الدولي بعدم السماح لأي شخص باستخدام أراضيهم لشن هجمات ضد دولة أخرى، مضيفا "يجب عليهم الوفاء بوعودهم".

مشاركة :