نظمت هيئة المسرح والفنون الأدائية مساء أمس ( الجمعة ٢٧ يناير)، ورشة بعنوان: "ألحان جبلية وصلت العالمية" ضمن مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية، قدمها الدكتور فراس الطرابلسي وذلك بحضور عدد من المهتمين ونخبة من الأكاديميين والمختصين. وناقشت الورشة عدة محاور؛ من أبرزها: تشكل المجتمعات الجبلية، وأشهر الجبال في العالم، وألحان جبلية وصلت للعالمية، ومفهوم العالمية، ووجود الموسيقى العالمية وغير العالمية، ونماذج من أنماط غنائية وألحان بلغت العالمية انطلاقاً من رموز ودلالات الفضاء الجبلي وتمثلات الذاكرة الجماعية فيه. واستعرضت الورشة عدداً من المشاهد المرئية التعريفية بالفنون الجبلية العالمية وصور لجبال الألب وجبال الهملايا والجبل الأخضر في أبها، ومقاطع صوتية للألحان الجبلية في تونس وأبها وجيزان ولبنان واليمن والمغرب. وأكد الطرابلسي أن المجتمعات الجبلية تشترك في مسائل وجدانية وعادات وتقاليد وذاكرة جماعية يفوق تشابكها ما قد يتصوره الباحث، وأن التراث الشفوي يشمل الشعر والموسيقى والغناء والأساطير، والحكايات والأمثال الشعبية وغيرها. وأشار الطرابلسي إلى أن الله –عز وجل- ذكر الجبل في القرآن في 59 مناسبة وبتسمياته المختلفة كالطور والجودي وعرفة والصفا والمروة، وذكر بعضها الآخر باسم جبل وكل هذه التسميات ارتبطت ولا تزال إما بأحداث أو شعائر تبرز التماسك والشعور بالأمان، واستشهد بقصة نوح عليه السلام. وذكر أن المجتمعات الجبلية تتشكل إما بتوارث نمط الحياة جيلاً بعد جيل ليكوّن قيمة وجدانية عميقة في الإنسان، أو لأسباب اضطرارية قاهرة اقتصادية أو زراعية. واختتمت الورشة بفن اليودل وهو منتشر في بلدان أوروبا، فرنسا ألمانيا وبدأ بالانتشار في أمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى الغناء التوفاني وهو غناء الحناجر نسبة إلى جمهورية توفا الجبلية جنوب وسط سيبيريا ويعتبر غناء الحناجر من التراث الغنائي للمنغوليين. وتسعى هيئة المسرح والفنون الأدائية من خلال هذه الورش التابعة لمهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية للتعريف بالفنون الأدائية الشعبية الجبلية باعتبارها إرثاً ثقافياً.
مشاركة :