في الوقت نفسه، تحتفل السلطات الروسية أيضًا وسط ضجة كبيرة الخميس بالذكرى الثمانين لانتصارها في معركة ستالينغراد بينما يحاول الكرملين منذ عام تقديم هجومه على أوكرانيا على أنه يعادل محاربة الاتحاد السوفياتي ضد النازية. وأعلنت فون دير لاين لأوكرانيا التي وصلت إلى كييف الخميس في مؤتمر صحافي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على موسكو في الذكرى الأول لبدء غزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا تخسر 160 مليون يورو يوميا بسبب تحديد سقف لسعر نفطها. وكانت فون دير لايين قد أكدت عند وصولها برفقة مفوضيها، الدعم الكامل من الاتحاد الأوروبي عشية قمة بين الاتحاد وأوكرانيا من المقرر عقدها الجمعة في العاصمة الأوكرانية بحضور رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل. وكتبت فون دير لايين في تغريدة على تويتر "من الجيد أن أعود إلى كييف للمرة الرابعة منذ الغزو الروسي وهذه المرة مع فريقي من المضيفين". وأضافت "نحن هنا معا لنظهر أن الاتحاد الأوروبي يقف بحزم مع أوكرانيا". ويرافق فون دير لاين وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل و14 عضوًا آخر من أعضاء هيئة المفوضين الأوروبيين الذين سيلتقون بزملائهم من الحكومة الأوكرانية. "رمز قوي" ستلتقي فون دير لايين أيضا الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ووصفت المفوضية هذه الزيارة والقمة بأنها "رمز قوي" للالتزام الأوروبي دعم أوكرانيا "في مواجهة العدوان غير المبرر" من روسيا. وتسعى كييف إلى تسريع عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، لكن هذا المسار سيكون طويلًا بسبب الإصلاحات التي يصعب تنفيذها لا سيما بسبب الحرب. وانتهز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فرصة إجراء مقابلة مع التلفزيون الروسي ليتهم الأوروبيين بالسعي إلى "حل نهائي للمسألة الروسية"، متهما خصوصا فون دير لايين. وقال إنها "أعلنت أن نتيجة الحرب يجب أن تكون هزيمة روسيا (...) بحيث لا تتعافى لعقود"، متسائلا "أليست هذه عنصرية ونازية ومحاولة لحل المسألة الروسية؟". وشبه ذلك ب"الحل النهائي للمسألة اليهودية"، المحرقة التي دبرها النازيون. وأوضح أن الغرب لا يستخدم "غرف غاز" لكنهم يفعل كل شيء "حتى تتوقف روسيا عن الوجود كقوة". ويتهم الرئيس فلاديمير بوتين أوكرانيا أولاً بالنازية والغرب بالتواطؤ في تبرير غزوه منذ نحو عام. وتقول موسكو إنها تريد "اجتثاث النازية" في الدولة المجاورة مدرجة هجومها في إطار إرث الانتصار السوفيتي على النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. ويفترض أن يترأس بوتين احتفالات الخميس في الذكرى الثمانين للانتصار السوفيايتي في معركة ستالينغراد. من جهة أخرى وصف لافروف مجددًا الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بـ"التصعيد" لا سيما في تسليم أسلحة بعيدة المدى. "هجوم على محورين" بينما تتوقع كييف أن تشنّ موسكو هجوماً واسعا في الذكرى الأولى للغزو، تابعت فرق الإنقاذ أعمال البحث فجر الخميس في كراماتورسك في شرق أوكرانيا للعثور على ناجين تحت أنقاض مبنى سكني دمرته ضربة روسية أدّت إلى مقتل شخصين على الأقل. ووقع القصف الأربعاء نحو الساعة 21,45 (19,45 ت غ) وطال ثمانية مبان في وسط كراماتورسك، انهار أحدها بالكامل، بحسب ما أكدت الشرطة في دونيتسك على حسابها في فيسبوك. وتم نشر نحو مئة شرطي للبحث بين الأنقاض. وأفاد حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو بأنّ الهجوم أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 21 آخرين بجروح بينهم ثمانية أشخاص أدخلوا إلى المستشفى واثنان منهم بحالة حرجة. وأكد أن شخصين ما زالا تحت أنقاض المبنى فجر الخميس. ميدانيا، حقّقت القوات الروسية مؤخرًا أول انتصار لها منذ شهور عبر استيلائها على مدينة سوليدار، في شرق أوكرانيا. ويرى العديد من المراقبين أن موسكو تستعد لشن هجوم كبير آخر مع اقتراب تاريخ 24 شباط/فبراير. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف مساء الأربعاء عبر قناة "بي اف ام تي في" الفرنسية على "يجب أن نكون نحن أيضاً مستعدين في أسرع وقت ممكن، ولذلك نحتاج إلى أسلحة لاحتواء العدو". وأضاف "لا نقلل من شأن عدونا. نرى أنه يستعد بجدية شديدة للهجوم". ورأى أنه "يمكنهم محاولة الهجوم على محورين" في دونباس وفي الجنوب. عملية لمكافحة الفساد بعد سلسلة انتكاسات مهينة في الخريف، استدعت روسيا مئات الآلاف من جنود الاحتياط. كذلك كثف الجيش الروسي بدعم من مجموعة فاغنر شبه العسكرية، القتال، خصوصا للاستيلاء على مدينة باخموت في الشرق التي تشهد قصفاً روسياً منذ الصيف. جنوباً، شنّت روسيا أيضًا هجومًا على فوغليدار. وقال اولكسندر (45 عاماً) وهو جندي أوكراني متمركز على بعد خمسة كيلومترات من المدينة حيث يُطلق قذائف هاون، لوكالة فرانس برس "كلما مرّ الوقت، ازداد الوضع سوءاً". في مواجهة التهديد، تخوض أوكرانيا سباقاً مع الزمن للحصول على أسلحة أكثر قوة. وتريد خصوصاً صواريخ عالية الدقة يصل مداها إلى أكثر من 100 كيلومتر لتدمير خطوط الإمداد الروسية بهدف تخطّي نقص أعداد المقاتلين لديها ونقص التسليح. وحتى الآن، رفض الغرب تسليمها هذه المنظومات الصاروخية ومقاتلات خوفًا من التصعيد مع روسيا. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن قال الثلاثاء إنه سيناقش هذه المسألة مع نظيره الأوكراني. وأعلنت شركة دفاع أميركية الأربعاء أنها ترغب بتزويد أوكرانيا بمسيّرتين قتاليتين متطورتين مقابل مبلغ رمزي هو دولار واحد فقط، وتنتظر موافقة الحكومة الأميركية. وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي استعداد بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "اف-16" في حال اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قرارا بذلك في إطار حلف شمال الأطلسي. وبعد مماطلة دامت طويلاً، وافق الأوروبيون والأميركيون على تسليم كييف دبابات ثقيلة متطورة، حتى لو أن عددها أقل مما تطلبه أوكرانيا. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية على الإنترنت "العدالة ستتحقق"، لافتاً إلى "عشرات عمليات التفتيش وإجراءات أخرى في مناطق مختلفة وبحق أشخاص مختلفين في إطار إجراءات قضائية".
مشاركة :