اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل في لمساته الأخيرة

  • 2/2/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - ذكرت وسائل إعلام عبرية أن طائرة إسرائيلية هبطت اليوم الخميس في مطار الخرطوم تزامنا مع الحديث عن مفاوضات سرية جرت مؤخرا بين تل أبيب والسودان لإنهاء اللمسات الأخيرة قبل توقيع اتفاق التطبيع تتويجا لموافقة البلد الأفريقي على الانضمام إلى اتفاقات أبراهام وإنهاء حالة العداء في ظل وساطة أميركية تهدف إلى توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة. وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي صباح اليوم الخميس "في خلفية نية السودان توقيع اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل هبطت طائرة تنفيذية إسرائيلية تقلّ مدراء إسرائيليين قبل فترة وجيزة في العاصمة الخرطوم". وتحدث مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه أن السودان من المحتمل أن يكون الدولة القادمة التي تنضم إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مشيرا إلى أن مفاوضات جرت بين الجانبين حول هذا الأمر في الأيام والأسابيع الأخيرة.   وكان السودان قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عن اهتمامه بالانضمام إلى اتفاقات أبراهام، خاصة بعد أن اشترطت الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والخرطوم لشطبها من قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية لها. وبعد ثلاثة أشهر وقّع السودان القسم التصريحي من الاتفاقية بحضور وزير المالية الأمريكي آنذاك ستيفن منوتشين لكنه لم يوقع الوثيقة المقابلة مع إسرائيل. ووفق"هآرتس" فإن المسؤولين الإسرائيليين وجدوا أن فرص فتح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد تضاءلت إثر الانقلاب الذي نفذه القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان وحل مجلسي السيادة والوزراء واعتقال قيادات المكون المدني الذي شارك في الحكم.  وأضافت أن وفودا إسرائيلية زارت الخرطوم في خضم علاقات وصفتها بـ"الجيدة" بين القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل وكبار أعضاء المجلس العسكري في السودان وبذلت جهودا لحل الأزمة السياسية بطلب من الولايات المتحدة. وكان رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك يستعد للسفر من أجل التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل لكن اعتقاله حال دون ذلك، حسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية نقلا عن مصدر سوداني وتجددت المفاوضات بين الخرطوم وتل أبيب في الآونة الأخيرة بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقال المسؤول الإسرائيلي إن بلاده "تأمل الآن في الدخول في اتفاقيات مع دول أخرى بما في ذلك موريتانيا وإندونيسيا"، مضيفا أن "هناك سبع أو ثماني دول عربية أو إسلامية يمكن أن نضيفها إلى اتفاقيات أبراهام " دون أن يذكر أسماءها. وكانت السفارة الأميركية بالخرطوم قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2021 عن توقيع السودان مع الولايات المتحدة "اتفاقات أبراهام" التي وافقت بموجبها السلطة الانتقالية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وهنأتها مشيرة إلى أنها خطوة "من شأنها مساعدة السودان أكثر في مسار الانتقال نحو الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية". وكشفت تقارير عبرية عن قيام مسؤولين سودانيين من المجلس العسكري بزيارات سرية إلى إسرائيل في المدة الأخيرة. وكان وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قد أعلن خلال زيارته لإسرائيل قبل أيام أن واشنطن تعمل على توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة. ويعارض الفلسطينيون اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية على خلفية أنها تنسف فرص إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية فضلا عن أنها تتعارض مع مبادرة السلام العربية. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد حثت مؤخرا الدول العربية على العودة عن اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، مشيرة إلى أنها "أثبتت فشلها في ردع الجرائم والعدوان ومخططات الضم الاحتلالية". الخرطوم - وقع السودان مع الولايات المتحدة الأربعاء "اتفاقات ابراهام" التي وافقت بموجبها السلطة الانتقالية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، حسبما أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم. وكتبت السفارة في تغريدة "نهنئ الحكومة الانتقالية على توقيعها اليوم إعلان اتفاقات ابراهام، التي من شأنها مساعدة السودان أكثر في مسار الانتقال نحو الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية". وأضافت أن "الاتفاق يسمح للسودان وإسرائيل والدول الأخرى الموقعة على اتفاقات ابراهام بناء ثقة متبادلة وزيادة التعاون في المنطقة". وأكد السودان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أن وفدا إسرائيليا أجرى زيارة "ذات طابع فني عسكري" للخرطوم، مشيرا حينها إلى أن محادثات التطبيع "متوقفة". ونقلت قناة 'الحرة' الناطقة بالعربية ومقرها الولايات المتحدة عن المتحدث باسم مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد الفكي سليمان قوله إن الزيارة "كانت ذات طابع فني عسكري" مشيرا إلى أنه "لم نعلن عنها في وقتها لأنها ليست زيارة كبيرة أو ذات طابع سياسي ولذلك الحديث عنها لم يأخذ حيزا كبيرا على مستوى مجلسي السيادة والوزراء". وأكد أن المحادثات بشأن تطبيع العلاقات "مع الجانب الإسرائيلي متوقفة، لأن هناك التزامات سياسية واقتصادية منذ النقاش الأولي لم يتم الوفاء بها". ولم يعط وقتها مزيدا من التفاصيل بشأن هذا الموضوع. وقد يكون ذلك مرتبط بواقع أن شطب السودان عن "القائمة السوداء" الأميركية للدول المتهمة بدعم الإرهاب ليس فعليا بعد، لأنه ينبغي الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي. لكن في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية له. ويأتي الإعلان عن توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالتزامن مع توقيع الخرطوم مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأميركية لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، تتيح له الحصول على أزيد من مليار دولار سنويا. وجاء ذلك لدى لقاء وزيرة المالية هبة محمد علي ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن، الذي بدأ الأربعاء أول زيارة رسمية للخرطوم ، بعد قرار شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأورد بيان لوزارة المالية السودانية، أن التمويل الدولي سيوفر دعما محوريا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، بالتزامن مع الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الانتقالية، لكن البيان لم يذكر قيمة اتفاقية التمويل الموقعة بين الجانبين. وتعمل الحكومة الانتقالية على معالجة التشوهات في الاقتصاد السوداني، عبر حزمة إصلاحات اقتصادية بينها رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء وزيادة أجور العاملين. وتستمر زيارة منوشن للسودان يوما واحدا، يلتقي فيها عددا من المسؤولين على رأسهم رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك وعدد من وزراء القطاع الاقتصادي. وتعوق الديون الخارجية للسودان والتي تقدر بأكثر من 60 مليار دولار، عملية التنمية الاقتصادية بالبلاد التي تواجه كذلك أزمة هبوط حاد في سعر الجنيه وانتعاش السوق الموازية. وقال البيان إن توقيع المذكرة يعد خطوة لتأكيد التزام الولايات المتحدة بدعم الاستقرار الاقتصادي في السودان ونجاح الفترة الانتقالية لتحقيق السلام العادل التحول الديمقراطي. وأفادت وزارة العدل السودانية بأن المبلغ الإجمالي للمساعدات الأميركية المباشرة وغير المباشرة التي ستقدم بموجب الاتفاق تبلغ 1.1 مليار دولار بالإضافة إلى "مليار دولار أخرى التزمت الولايات المتحدة تحويلها إلى البنك الدولي لدفع المتأخرات المستحقة على السودان". وأطاح الجيش السوداني بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، بعد أربعة أشهر من تظاهرات ضد حكمه وبعد 30 عاما على توليه السلطة في انقلاب دعمه الإسلاميون. وسعت الإدارة العسكرية-المدنية المشتركة المكلفة بالإشراف على المرحلة الانتقالية، إلى إنهاء وضع البلاد كدولة مارقة من خلال إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة. وتأتي مجمل هذه التطورات بينما يشهد السودان توترات حدودية مع أثيوبيا وأخرى متعلقة ببناء سد النهضة. وأعلن عبدالفتاح البرهان خلال لقائه بوزير الخزانة الأميركي أنه أطلع الأربعاء، واشنطن على التوترات مع إثيوبيا. وحسب بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، أوضح البرهان أطلع ستيفن منوشن على "موقف السودان من التوترات الحدودية مع الجارة إثيوبيا"، مضيفا "ما قامت به القوات المسلحة السودانية هو إعادة انتشار داخل الحدود"، مؤكدا "حرص السودان على معالجة الخلافات بالتفاوض والحوار". وفي 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلن مصدر بالجيش السوداني استعادة أرض فقدتها بلاده منذ 20 عاما في منطقة "الفشقة" الحدودية مع إثيوبيا، مؤكدا أن الجيش سيستعيد ما تبقى من أراض بـ"طرق أخرى". وفي 31 من الشهر ذاته أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين في مؤتمر صحفي، سيطرة جيش بلاده على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا.

مشاركة :