عقب تأكيد صحفيين وشهود عيان ممن ذهبوا إلى المنطقة بعد الحادثة مباشرة، أن الهجوم لم يقع في الكنيس، بل في شارع بجواره. وكانت الشرطة الإسرائيلية استخدمت في بيانها الأول "هجوم على الكنيس" لتستعيض عن ذلك بعبارة "الهجوم على المارة بالشارع المجاور للكنيس". وفي تصريح للأناضول قال الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان أوفر نيمان، إن سبب إدلاء الشرطة بتصريحات كاذبة هو عمل دعائي لمصلحة إسرائيل في وسائل الإعلام. وأضاف نيمان أن هذا الوضع ليس بجديد وأن "النظام الرسمي الإسرائيلي يكذب في كثير من الأحيان بحق الفلسطينيين". وتابع: "أفضل مثال على ذلك هو حادثة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة من قِبل إسرائيل. حينها قالت إسرائيل أولا إن شيرين قُتلت على يد فلسطينيين، لكنهم الآن يقولون، نعم، ربما أطلقت إسرائيل النار عليها". وذكر أن بعض الدوائر المقربة من الحكومة الإسرائيلية تريد تصوير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أنه "صراع ديني". من جانبه، أعرب الصحفي الفلسطيني خليل عسلي المقيم في القدس، عن اعتقاده بأن تصريح الشرطة الإسرائيلية هذا هو لأغراض دعائية. ولفت إلى أن التوترات كانت عالية للغاية في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية في الأيام الأخيرة، مضيفا: "على الشرطة أن تشرح ذلك للإسرائيليين". وتابع: "من أحد أهداف استخدام الشرطة الإسرائيلية عبارة هجوم على الكنيس، هو التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وإيجاد تعاطف مع إسرائيل وإضفاء الشرعية على ممارساتها ضد الفلسطينيين في نظر المجتمع الدولي". ووفقا لعسلي، فإن التصريح المضلل الذي أدلت به الشرطة الإسرائيلية حول الهجوم، ليس وحيدا أو استثنائيا. ـ "التعاطف مع إسرائيل" بدورها قالت الأستاذة في الجامعة العبرية بالقدس نوريت بيليد الهامان، إن الهدف من بيان الشرطة أن "الهجوم استهدف الكنيس" كان لإيجاد تعاطف مع إسرائيل. وذكرت الهامان أن الشرطة لجأت إلى هذه الوسيلة، "لجعل الهجوم أكثر دراماتيكية" في نظر الإسرائيليين، مبينة أن الشرطة الإسرائيلية تدلي بمثل هذه التصريحات "المضللة" بشكل متكرر. وانتقدت الهامان التصريح المضلل بالقول: "عندما يكون المقتول يهوديًا يكون هناك تعاطف، ولكن عندما يُقتل فلسطيني، فلا يوجد أي تعاطف". وقُتل 7 إسرائيليين وأصيب 3 آخرون في هجوم مسلح وقع ليل الجمعة الماضية في مستوطنة بالقدس الشرقية المحتلة. كما قتل منفذ الهجوم الفلسطيني خيري علقم بالرصاص في مكان الحادث. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :