وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إنّه خلال هذه الزيارة التي "استمرت لبضع ساعات"، وهي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي إلى الخرطوم، "تمّ الاتفاق على المضيّ قدماً في سبيل تطبيع علاقات البلدين". وأجرى كوهين الخميس محادثات في الخرطوم مع عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدّمهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وأوضحت الخارجية السودانية في بيانها أنّ زيارة كوهين تمّت في إطار "مواصلة الاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل". والتقى الوزير الإسرائيلي خلال الزيارة وزير الخارجية السوداني المكلّف علي الصادق و"عدداً من المسؤولين في الدولة"، أبرزهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي. ولفت البيان إلى أنّه خلال المباحثات "حثّ الجانب السوداني الطرف الإسرائيلي على العمل على تحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني". وبحسب مجلس السيادة السوداني فإنّ اللقاء بين البرهان وكوهين تطرّق إلى "سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية". "زيارة سياسية تاريخية" في القدس، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن هذه "زيارة سياسية تاريخية"، معلنة أن كوهين سيعقد في اسرائيل مؤتمرا صحافيا بهذا الشأن. وكان السودان أعلن في كانون الثاني/يناير 2021 وبينما كان العسكريون والمدنيون يتقاسمون السلطة، انضمامه الى اتفاقات أبراهام التي اعترفت بموجبها ثلاث دول عربية بإسرائيل. وشكل ذلك تغييرا جوهريا عن موقف الديكتاتور عمر البشير الذي أطيح عام 2019 والذي كان يرفض أي علاقات مع اسرائيل وكان مقربا من حركة حماس الفلسطينية. وعقب انضمامه لاتفاقات أبراهام، حصل السودان على مساعدات مالية أميركية بعد أن ظل لسنوات طويلة مقاطعا من قبل المجتمع الدولي وعلى اللائحة الأميركية للدول الراعية للارهاب. - التطبيع "خيانة"- وفي أول حطاب له بعد انقلابه على شركائه المدنيين في 25 تشرين الأول/اكتوبر 2021 قال البرهان إن بلاده ستظل ملتزمة بالاتفاقات الدولية التي وقعتها. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، بعث البرهان برسالة تهنئة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عقب فوزه في الانتخابات التشريعية مع حلفائه من اليمين المتطرف والاحزاب الدينية المتشددة. وفي إطار اتفاقات أبراهام، طبعت الامارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع اسرائيل برعاية الولايات المتحدة. ودان الفلسطينيون هذه الاتفاقات واعتبروها "خيانة"، إذ خالفت مبادرة السلام العربية المقرة عام 2002 والتي أكدت أن لا تطبيع مع اسرائيل الا بعد انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967. ولم تتم المصادقة على اتفاقات ابراهام من قبل المؤسسات السودانية المختصة بسبب الفوضة السياسية في البلاد. ولم يتم إقرار أي اجراءات ملموسة لتبادل العلاقات الدبلوماسية. والخميس، افتتح الرئيس التشادي محمد ديبي سفارة لبلاده في إسرائيل، وتحديدا في تل ابيب، بعد أربع سنوات من تجدد العلاقات بين البلدين والتي انقطعت لعقود. وقال نتانياهو إنه بافتتاح السفارة "نعزز صداقتنا ومصالحنا المشتركة في السعي لتحقيق السلام والأمن والازدهار".
مشاركة :