يمر «الهلال الشيعي» الذي أنشأته إيران والمؤلف من العراق ولبنان وسوريا بمرحلة سيئة ويمكن أن تكون قاتلة، إذ تبدو هذه الدول المصنفة كـ«محور المقاومة» مع بداية عام 2023 مهددة أكثر من أي وقت مضى بالاضمحلال لسبب مرتبط بندرة الدولار أكثر مما هو مرتبط بالهجمات العسكرية لأعدائها. ويرى محللون وفق العرب اللندنية أن ما يسمى بـ«الهلال الشيعي» مهدد بالانهيار بسبب تفاقم أزمات شح الدولار والفوضى المؤسساتية والأزمات الاقتصادية إضافة إلى النزاعات الأهلية. و«الهلال الشيعي» مصطلح سياسي ومذهبي ترفعه إيران للتغطية على أطماعها التوسعية، والتعبير عن طموحها في ابتلاع العراق وسوريا ولبنان لتوجد لنفسها منفذاً على البحر المتوسط. وبينما تخضع إيران وسوريا لعقوبات أمريكية ودولية قاسية مرتبطة بالسياسة والاقتصاد، يتمتع العراق بوفرة من أموال النفط، إلا أنها ليست تحت سيطرته المباشرة للتصرف بها بالنظر إلى أنها تودع في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في نيويورك. وفي ظل العقوبات المفروضة على إيران فإن الولايات المتحدة تمارس رقابة مشددة على حركة الأموال المتاحة لحكومة بغداد، بينما تم تشديد هذه الرقابة مؤخرا بما يكفي من أجل خنق النظام الإيراني، وذلك لدرجة أن بغداد اضطرت لدفع مشترياتها من طهران بالدينار، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في قيمة الدينار العراقي وانهيار الريال الإيراني.
مشاركة :