سيول-(أ ف ب): أعلنت كوريا الجنوبية أمس الخميس أنها أجرت مناورات جوية مشتركة مع الولايات المتحدة بمشاركة قاذفات استراتيجية ومطاردات خفية، ما أثار غضب جارتها الشمالية. حلقت الطائرات فوق البحر الأصفر الواقع بين شبه الجزيرة الكورية والصين في أول تدريبات من هذا النوع تجرى هذا العام. ويأتي عرض القوة هذا بعدما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الكوري الجنوبي تعزيز التعاون الأمني ضد بيونج يانج. وشملت هذه المناورات قاذفات ثقيلة طويلة المدى من طراز «بي-1بي» وطائرات مطاردة خفية تابعة للقوات الجوية الأمريكية وطائرات مقاتلة من طراز «اف-35» تابعة للجيش الكوري الجنوبي، حسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وقال المصدر ذاته إن هذه المناورات الجوية التي أجريت الأربعاء أظهرت «إرادة وقدرة الولايات المتحدة على ضمان ردع واسع وقوي وموثوق به ضد التهديدات... من كوريا الشمالية» المرتبطة بالأسلحة النووية والصواريخ. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية أن الولايات المتحدة يمكن أن «تشعل مواجهة شاملة» مع بيونج يانج، على ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وأضاف أن الخطوات التي اتخذتها سيول وواشنطن لتكثيف تدريباتهما المشتركة تجاوزت «خطا أحمر أقصى». وتريد سيول إقناع الرأي العام الذي يشعر بقلق متزايد، بمتانة التزام واشنطن دعمها في المسائل الدفاعية، بعد عام أعلنت خلاله بيونج يانج أن وضعها كقوة نووية «لا رجوع فيه» وأجرت عددًا قياسيًا من تجارب الأسلحة متحدية العقوبات الدولية. واتفق أوستن ووزير الدفاع الكوري الجنوبي لي جونغ سوب هذا الأسبوع على «توسيع وتعزيز مستوى وحجم» التدريبات العسكرية المشتركة بينهما في مواجهة «الاستفزازات المستمرة» من بيونج يانج التي تتجلى خصوصا من خلال توغل لطائرات من دون طيار مؤخرا. وقالت بيونج يانج في بيان إن تعزيز التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول ونشر أسلحة استراتيجية في المنطقة يرقى إلى مستوى «الحديث عن استخدام الأسلحة النووية ضد كوريا الديموقراطية»، أي كوريا الشمالية، حسب بيان بثته وكالة الأنباء المركزية. وحذرت كوريا الشمالية من أنها سترد على هجوم نووي بالسلاح النووي وعلى «المواجهة الكاملة بمواجهة كاملة»، مضيفة أنها «غير مهتمة بأي اتصال أو حوار مع الولايات المتحدة طالما واصل هذا البلد سياسته العدائية». وتثير التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية غضب بيونج يانج التي تعتبرها تدريبات على غزو محتمل وترد بتهديدات ومناورات. وقال يانج موجين، أستاذ الدراسات حول كوريا الشمالية في جامعة سيول «من خلال تأكيد أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الوضع المتدهور في شبه الجزيرة الكورية، اكتسبت (كوريا الشمالية) الشرعية لتطوير برامجها الصاروخية والأسلحة النووية». وأضاف أن عرضا عسكريا كبيرا لكوريا الشمالية والإطلاق المقرر لقمر اصطناعي تجسسي يمكن أن يفاقما التوتر في مواجهة سيول وواشنطن. وذكر موقع «نورث 38» أن صورا التقطت من أقمار اصطناعية تكشف أن «استعدادات كبرى لعرض» تجري في بيونج يانج قبل أيام من أحد أكبر الاحتفالات في البلاد. وقال المصدر نفسه إنه هذا العرض قد ينظم في 16 فبراير أي في «يوم النجم الساطع» الذي شهد مولد كيم جونغ إيل نجل مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ ووالد الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم جونغ أون.
مشاركة :