رام الله 2 فبراير 2023 (شينخوا) هدمت السلطات الإسرائيلية منزلين فلسطينيين اليوم (الخميس)، في وقت اعتقلت قواتها 24 فلسطينيا من عدة مدن في الضفة الغربية، فيما "اقتحم" مستوطنون كنيسة وحطموا محتوياتها في مدينة القدس، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية. وقال مسؤول هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوة إسرائيلية ترافقها آليات عسكرية "اقتحمت" المنطقة الشرقية لقرية "دوما" جنوب مدينة نابلس وشرعت بهدم منزلين مأهولين بالسكان. وأوضح اشتيوي أن المنزلين الأول بمساحة 160 مترا والثاني بمساحة 200 متر وجرى هدمهما بحجة البناء في منطقة (ج)، لافتا إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لحظة عملية إخلاء المنزلين ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية أخطرت بهدم عدد من المنازل في القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 3500 نسمة بحجة البناء دون ترخيص، معربا عن خشية من أن يكون هدم المنزلين مقدمة لهدم عشرات المنازل الأخرى وتشريد سكانها. وجرى نقل عملية هدم المنزلين على الهواء مباشرة عبر تلفزيون (فلسطين) الرسمي. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي عن عمليات الهدم. ويشكو الفلسطينيون من صعوبة الحصول على تراخيص للبناء في مناطق (ج) من الضفة الغربية وشرق القدس، بسبب ما يصفوها بشروط "تعجيزية" تضعها إسرائيل لذلك. وعادة ما تبرر السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم أو المصادرة لمبان فلسطينية بأنها تقام من دون الحصول على الترخيص اللازم، فيما يقول الفلسطينيون إن ذلك يتم لصالح التوسع الاستيطاني. وبحسب بيان صدر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية أمس (الأربعاء) فإن السلطات الإسرائيلية هدمت خلال يناير الماضي 94 منزلا ومنشأة تجارية تركزت غالبيتها في أريحا والخليل والقدس الشرقية. إلى ذلك، اعتقلت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية 24 فلسطينيا من مناطق مختلفة في الضفة الغربية بينهم قاصرون، بحسب ما أفاد نادي الأسير وهو منظمة غير حكومية في بيان. وقال البيان الذي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن عمليات الاعتقالات تركزت في مدن رام الله وقلقيلية ونابلس والخليل وطولكرم تخللها "تنكيل بحق المعتقلين وعائلاتهم وتخريب واسع داخل منازل المعتقلين". من جهته، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأن قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة اعتقلوا مطلوبين فلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية وصادرت أسلحة. وذكر أدرعي في بيان مقتضب صدر عنه أن القوات تعرضت لإطلاق نار في نابلس وفي جنين تعرضت نقطة عسكرية لإطلاق نار وهناك أضرار دون وقوع إصابات. وتأتي عمليات اعتقال الفلسطينيين واقتحام المدن والقرى والبلدات والمخيمات وسط تصاعد العنف بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس منذ بداية العام الجاري. من جهة أخرى، ذكرت محافظة القدس في السلطة الفلسطينية أن 3 مستوطنين "اقتحموا" مبنى كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس وقاموا بتكسير وتحطيم محتوياتها وحاولوا إشعال النار فيها. وقالت المحافظة في بيان إن الحارس الموجود في المكان تصدى للمستوطنين، وقام بإبلاغ الشرطة الإسرائيلية التي تتواجد الآن في المكان، فيما لم يصدر أي تعقيب إسرائيلي على الحادث. ونشرت المحافظة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الخاص بها صورا للتحطيم والتكسير داخل الكنيسة. وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الحادث، معتبرة إياه "جريمة تندرج في إطار ما ترتكبه السلطات الإسرائيلية وجمعياتها الاستيطانية من اعتداءات على الشعب الفلسطيني ومقدساته المسيحية والإسلامية". وطالبت الوزارة في بيان المجتمع الدولي والدول والهيئات الدولية والأممية ذات العلاقة، بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والقدس ومقدساتها خاصة.
مشاركة :