ماذا وراء زخم دعوات الهجرة من إسرائيل؟

  • 2/3/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

- برزت مؤخرا مجموعة "نغادر البلاد معا" تنشط في حث الإسرائيليين على الهجرة إلى الغرب - منذ انتخابات نوفمبر التي أسفرت عن تشكيل حكومة يمينية ازدادت معدلات طلب الجنسية الأوروبية بين الإسرائيليين - ترجع رغبة بعض الإسرائيليين في الهجرة إلى الخشية من سعي الحكومة لتطبيق قوانين تحد من الديمقراطية والحرية - يحرك هذه الهجرة أيضا الرغبة بالهروب من ارتفاع تكاليف المعيشة، وإنشاء تجمعات سكانية للمهاجرين خارج إسرائيل برزت مجموعة "نغادر البلاد معا" في إسرائيل بعد نجاح اليمين بالانتخابات التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين تكتسب المجموعة زخما. الأناضول تابعت هذه المجموعة على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي منذ تأسيسها ولاحظت العديد من الاجتماعات التي نظمها مؤسسوها افتراضيا مع مؤيدي الفكرة. المبادر إلى الفكرة هو الناشط الإسرائيلي يانيف غوريليك الذي كتب مرارا عبر شبكات التواصل: "مرحباً يا رفاق، قررنا أن نتابع ما يحدث في البلاد، بعد تغيير الأنظمة وطبيعة البلد تتغير للأسوأ والحياة ليست هي نفسها". وأضاف: "قررنا أن ننضم في مجموعة لمغادرة البلاد، في البداية سيكون الجزء الأول من 10000 شخص وسيتم توسيعه لاحقا". وبعد أن بدأت الفكرة بمجموعة واحدة على منصة "واتساب"، أنشأ غوريليك 39 مجموعة فرعية تعمل على جمع الراغبين بالهجرة إلى دول محددة. ومن بين هذه الدول: كندا، رومانيا، أوكرانيا، أستراليا، ألمانيا، اليونان، البرتغال، إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، الولايات المتحدة، بريطانيا، جورجيا، لاتفيا، بولندا، فضلا عن دول أمريكا الجنوبية، بلجيكا، هولندا سويسرا، النرويج السويد، فنلندا، الدنمارك، هنغاريا، ودول أخرى. ولدى الكثير من الإسرائيليين جنسيات أجنبية، حصلوا عليها من آبائهم وأجدادهم أوعن طريق الزواج، ما يسهل عليهم الهجرة إذا أرادوا. غير أن ثمة الكثير من الإسرائيليين الذين يمكنهم أيضا الحصول على جنسيات دول أجنبية مختلفة، بينها البرتغال وفرنسا، حال إثبات جذور لهم بهذه الدول. ** بحث عن جنسية ثانية موقع "أخبار تأشيرة شنغن" الإخباري الأوروبي، قال مؤخرا: "شهدت السفارة الفرنسية في إسرائيل زيادة بنسبة 13 بالمئة في طلبات الحصول على الجنسية، بعد انتخابات نوفمبر، حيث تم تنصيب الحكومة الأكثر يمينية ودينية في البلاد". وذكر الموقع في تقرير أنه تم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تسجيل إجمالي ألف و210 طلبات للحصول على الجنسية الفرنسية من قبل الإسرائيليين، ارتفعت إلى ألف و365 طلبا في نوفمبر. ونقل عن السفارة الفرنسية في إسرائيل، أن ما يقرب من 60 في المئة من المتقدمين للحصول على الجنسية يفعلون ذلك للمرة الأولى. وأفاد الموقع: "هذا هو أعلى معدل على الإطلاق للإسرائيليين الذين يسعون للحصول على الجنسية الفرنسية". وأضاف أن "الطلب على الجنسية الأجنبية بين الإسرائيليين يُلاحظ في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أيضًا، وخاصة في البرتغال". ونقل الموقع، عن درور هايك، مالك مكتب محاماة متخصص في الجنسية البرتغالية، قوله إن "السلطات في البرتغال سجلت زيادة بنسبة 68 بالمئة في مثل هذه الطلبات (تحصيل الجنسية)". وأردف: "في أكتوبر، تم تقديم إجمالي 100 طلب، وارتفع هذا الرقم إلى 168 في الشهر التالي". واستطرد: "عدد الطلبات في اليوم التالي للانتخابات بلغ ستة أضعاف وقُدم ما يقرب من 115 طلبًا خلال شهر ديسمبر (كانون الأول الماضي)". ولفت إلى أنه "منذ عام 2013، كان أحفاد اليهود السفارديم مؤهلين للتجنس في البرتغال، بعد تشريع تم تمريره يهدف إلى الترحيب بعودة أولئك الذين كانوا يخضعون لمحاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال خلال القرن السادس عشر". وأشار إلى أنه "خلال هذه الفترة (القرن السادس عشر) أُجبر آلاف اليهود على الهجرة أو إخفاء هويتهم اليهودية". وزاد: "من ناحية أخرى، ارتفع عدد طلبات الحصول على الجنسية الألمانية (من قبل الإسرائيليين)، كما أشارت توتي إيشبل، المحامية المتخصصة في الجنسية الأوروبية، بنسبة 10 بالمائة خلال نوفمبر وديسمبر الماضيين". وتابع الموقع: "بالمثل، تم الإبلاغ عن زيادة بنسبة 10 بالمائة في طلبات الحصول على الجنسية البولندية من قبل خبراء في هذا المجال. بينما تقول السفارة الرومانية إنه "لم يتم تسجيل أي زيادات ملحوظة، لكن معدلات الجنسية الرومانية كانت دائمًا مرتفعة نظرًا لوجود عدد كبير من الإسرائيليين من أصل روماني وحقوق المواطنة الرومانية". ** أسباب "هجرة" إسرائيل يتضح من متابعة الأناضول لنقاشات مجموعة "نغادر البلاد معا"، أن ثمة 3 أمور أساسية تجمعها وهي أولا، الخشية من سعي الحكومة الجديدة لتطبيق قوانين تحد من الديمقراطية والحرية. وثانيا، الرغبة بالهروب من ارتفاع تكاليف المعيشة، وثالثا، الرغبة في إنشاء تجمعات سكانية للمهاجرين خارج إسرائيل. وكتب الإسرائيلي ساعر ديان في تدوينة عبر فيسبوك: "في رأيي، يجب تنظيم مجموعة كبيرة من المهاجرين للهجرة معًا إلى مكان ما وإنشاء مجتمع". وأضاف: "لنؤسس إسرائيل صغيرة في مكان ما في العالم غير إسرائيل". أما عنات بار نتان، فدونت قائلا: "يعيش أخي في بلجيكا وهو متزوج ولديه طفلان وهم راضون جدًا وسعداء للغاية بالحياة هناك، فهي أرخص بكثير بنسبة 50 بالمئة على الأقل مما هي عليه في دولة إسرائيل". وأضافت: "في بلجيكا يحصلون على دخل جيد جدًا ولديهم أيضًا فائض في الراتب ويسكنون بمنزل خاص به حديقة و4 غرف نوم وغرفة معيشة ومطبخ كبير والمنزل كبير مريح ويدفعون إيجارًا لسعر شقة صغيرة 3 أو 4 غرف في إسرائيل والمدرسة وروضة الأطفال مجانية". وتابعت: "ولا يتم دفع ضريبة الأملاك هناك والأسعار في محلات السوبر ماركت والمتاجر وفي الحدائق الخاصة تكون 50 بالمائة أقل من دولة إسرائيل والكهرباء والمياه تدفع ما بين 30 و40 بالمائة أقل من دولة إسرائيل". ولكن عنات، قالت إنها تعاني من إعاقة ما يحد من قدرتها على السفر. بدوره، كتب روتيم غال عبر فيسبوك: "أشعر بالحزن لأنه لا تزال هناك أقلية هنا في هذا البلد المظلم، مما يعني أنه لا توجد فرصة للتغيير في المستقبل وسيزداد الأمر سوءًا هنا". واستدرك: "لسوء الحظ، لا أحمل أنا أي جنسية أجنبية، ولا أمتلك مهنة مطلوبة أو نقودًا بالقدر الذي يسمح لنا بالقبول في بلد واحد وليس لدينا فرصة للمغادرة هنا". وبرغم هذه المعطيات لم يتم رصد هجرة مجموعات كبيرة من إسرائيل منذ انتخابات نوفمبر وإطلاق مجموعة "نغادر البلاد معا". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :