باحثون يطورون أداة للتنبؤ بخطر الإصابة بسرطان الرئة باستخدام الذكاء الاصطناعي

  • 2/3/2023
  • 10:16
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن باحثون من عيادة جميل، وهي مركز رائد لتقنيات الذكاءالاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، ومقرها معهد ماساتشوستسللتكنولوجيا (MIT)، عن نجاحهم في تطوير أداة جديدة قائمة علىالذكاء الاصطناعي تعرف باسم “سيبيل” (Sybil)، يمكنها التنبؤ بدقةبمخاطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين وغير المدخنين على حدسواء. وجاء تطوير الأداة الجديدة نتيجة دراسة واسعة شملت باحثينمن عيادة جميل ومركز ماساتشوستس العام لعلاج السرطان، وهوعضو في مجموعة مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام. ويُعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في الولاياتالمتحدة وحول العالم، ولهذا يوصي المختصون بضرورة إجراء تصويرمقطعي محوسب منخفض الجرعة (LDCT) لفحص الأشخاص الذينتتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاماً ممن لديهم تاريخ طويل منالتدخين، أو الذين يدخنون حالياً. وثبت علمياً أن فحص سرطان الرئةباستخدام التصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة يُسهم فيتقليل الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة بنسبة تصل إلى 24 في المائة. وفي ظل تزايد معدلات الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين، فقدنشأت الحاجة إلى تبني استراتيجيات جديدة للفحص والتنبؤ بدقةبمخاطر الإصابة بسرطان الرئة لدى شرائح سكانية أوسع نطاقاً. وقدأثبتت أداة “سيبيل” (Sybil) فعاليتها في التنبؤ بدقة بمخاطرالإصابة بسرطان الرئة لدى الأفراد ممن لهم باع طويل في التدخينوغيرهم من غير المدخنين، وذلك استناداً إلى تحليلات فحوصاتالتصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة التي شملت مجموعة منالمرضى في الولايات المتحدة وتايوان، وتم نشر نتائجها مجلة علمالأورام السريرية. وقالت ريجينا بارزيلاي، رئيسة هيئة التدريس في عيادةجميل بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “يمكن لأداةسيبيل تحليل الصور والتنبؤ بخطر إصابة المريض بسرطان الرئة فيغضون ست سنوات، وهذا التطور المذهل يجعلني متحمسة أكثرللجهود التطلعية التي يقودها فريق مستشفى ماساتشوستس العامبريغهام بهدف إيجاد علاجات ناجعة للمرضى الذين يتم اكتشافإصابتهم في مراحل متقدمة من المرض.” وبهذه المناسبة قالت ليسيا سيكيست، مديرة مركز الابتكارفي الكشف المبكر عن السرطان: “نشهد زيادة في معدلاتالإصابة بسرطان الرئة بين الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقاً وحتىالذين لم يدخنوا منذ سنوات، مما يشير إلى أن هناك العديد منالعوامل الأخرى التي تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، وبعضها غير معروف حالياً. وبدلاً من تقييم عوامل الخطر البيئية أوالجينية الفردية، قمنا بتطوير أداة يمكنها الاستعانة بالصورلاستكشاف الخصائص البيولوجية بشكل عام والتنبؤ بمخاطرالإصابة بالسرطان.” ويوصي فريق العمل المعني بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بإجراءاختبارات التصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة سنوياً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً وكانوا يدخنون علبةسجائر واحدة  لمدة 20 عاماً، سواء كانوا لا يزالون يدخنون حالياً أوأقلعوا عن التدخين خلال الـ 15 عاماً الماضية. وأشار الفريق كذلك إلىأن نسبة المرضى المحتملين الذين يخضعون لهذا الفحص لا يتجاوز10 في المائة سنوياً. وفي سبيل زيادة معدل الاكتشاف المبكر لهذاالمرض، تعاون باحثون من مركز ماساتشوستس العام لعلاج السرطانمع باحثين من عيادة جميل للمساعدة في تحسين كفاءة فحصسرطان الرئة وتقديم تقييمات لحالات فردية. وباستخدام بياناتمأخوذة من المبادرة الوطنية لفحص الرئة (NLST)، طور الفريق أداة“سيبيل” (Sybil)، وهي عبارة عن نموذج للتعلم العميق يحلل عملياتالفحص ويتنبأ بمخاطر الإصابة بسرطان الرئة خلال عام إلى ستةأعوام قادمة. وأجرى الفريق اختبارات عديدة للتأكد من صحة أداة “سيبيل” فيضوء ثلاث مجموعات بيانية مستقلة، حيث جاءت مجموعة البياناتالأولى من عمليات الفحص لأكثر من 6000 مشارك في المبادرةالوطنية لفحص الرئة لم يسبق فحصهم بواسطة أداة “سيبيل“. وشملت مجموعة البيانات الثانية 8,821 مريض بمستشفىماساتشوستس العام بريغهام (MGH) و 12,280 مريض بمستشفىتشانغ جونج التذكاري في تايوان ممن سبق إجراء التصوير المقطعيالمحوسب منخفض الجرعة لهم، فيما تم الحصول على بيانات المجموعةالأخيرة من الفحوصات التي خضع لها أشخاصاً لديهم سوابقمتفاوتة في التدخين، بالإضافة إلى أفراد لم يدخنوا مطلقاً. وجاءت نتائج أداة “سيبيل” مبهرة في التنبؤ بدقة بخطر الإصابةبسرطان الرئة عبر هذه المجموعات الثلاث. وبحسب ما ذكره الباحثون، كانت دقة تحليل الأداة لمساحة ما تحت المنحى (AUC)، وهو مقياسلمدى قدرة الاختبار على التمييز بين المرض والعينات الطبيعية، عندمستوى 1.0 درجة مثالية. وكانت دقة أداة “سيبيل” في التنبؤبالإصابة بالسرطان في غضون عام واحد بحسب تحليل لمساحة ماتحت المنحى عند مستوى 0.92 للمشاركين الإضافيين في المبادرةالوطنية لفحص الرئة، و 0.86 لمجموعة بيانات مستشفىماساتشوستس العام بريغهام، و 0.94 لمجموعة البيانات المأخوذة منمستشفى تشانغ جونج التذكاري في تايوان. وتنبأت الأداة باحتماليةالإصابة بسرطان الرئة في غضون ست سنوات، وفقا لتحليل لمساحةما تحت المنحى، بنسبة 0.75 و 0.81 و 0.80 على التوالي لمجموعاتالبيانات الثلاث. واختتم الباحثون دراستهم بالقول أن هذه الدراسة اعتمدت علىبيانات سابقة، وأن هناك حاجة لإجراء دراسات مستقبلية على المرضىللمساعدة في التحقق من كفاءة أداة “سيبيل“، ولفتوا كذلك إلىالغالبية العظمى من المشاركين في الدراسة كانوا من الأمريكيين منالبيض (92 بالمائة)، مما يدفع الحاجة لإجراءات دراسات مستقبليةلتحديد ما إذا كان بإمكان “سيبيل” التنبؤ بدقة بسرطان الرئة بينمجموعات سكانية متنوعة. وإلى جانب إتاحة نتائج الدراسة لعامةالجمهور، قال الفريق أنه سيشرع في تجربة سريرية محتملة لاختبار“سيبيل” في العالم الواقعي واستكشاف امكاناتها في دعم عملاختصاصي الأشعة.

مشاركة :