وتراجعت القيمة الإجمالية لأسهم كيانات تابعة لأداني مدرجة في البورصة، بأكثر من 120 مليار دولار أي حوالى نصف قيمة المجموعة، مذ نشرت شركة "هندنبرغ ريسرتش" Hindenburg Research الأميركية في 24 كانون الثاني/يناير اتهامات بعمليات احتيال في المحاسبة. وبحسب "هندنبرغ ريسرتش"، فإن أداني زاد أسعار أسهم شركات مجموعته بشكل زائف من خلال ضخ أموال عبر ملاذات ضريبية خارج البلاد. وقالت إن "هذا التلاعب الفادح بالأسهم وخطة الاحتيال في الحسابات يعدّان أكبر عملية غش في تاريخ الشركات". ويشير البعض إلى أن علاقة أداني القوية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، المتحدّر أيضا من ولاية غوجارات، ساعدت في دعم أعماله التجارية وتجنيبه الرقابة. وقال أداني الجمعة لمحطة "إنديا توداي" India Today التلفزيونية "لا أساس لهذه المزاعم"، مشيرًا إلى أن كونهما من الولاية نفسها يجعله "هدفًا سهلًا" لاتهامات كهذه. وأضاف "في الواقع لا أدين بنجاحي إلى أي مسؤول، إنّما بسبب الإصلاحات السياسية والمؤسستية التي بدأها العديد من المسؤولين والحكومات على مدى فترة طويلة تزيد عن ثلاثة عقود". وجاءت تصريحاته في وقت عُلّق فيه التداول في أسهم في شركته الرئيسية "أداني انتربرايزس" Adani Enterprises عدة مرات في بورصة بومباي وتراجع بلغت نسبته 30% قبل تقليص الخسائر. وعُلّق أيضًا التداول في أسهم "أداني باور" Adani Power و"أداني غرين انرجي" Adani Green Energy و"أداني ترانسميشن" Adani Transmission و"أداني توتال غاز" Adani Total Gas التي تملك فيها المجموعة الفرنسية العملاقة "توتال إنرجي" حصة نسبتها 37,4%ه. وتمّ تأجيل جلسة البرلمان الجمعة لليوم الثاني على التوالي بعد مداخلات متكررة من نواب معارضين طالبوا الحكومة بطرح قضية أداني للنقاش ومستوى تأثّر مصارف القطاع العام والمؤسسات المالية. إلغاء بيع أسهم توسّعت بسرعة بالغة عمليات أداني (60 عاما) المعروف بابتعاده من الأضواء والذي لم يكمل تعليمه في المدرسة، بينما ارتفعت أسهم "أداني انتربرايزس" بأكثر من ألف في المئة مدى السنوات الخمس الأخيرة. وكان حتى الأسبوع الماضي ثالث أغنى رجل في العالم، ليخرج بحلول الجمعة من قائمة "فوربز" لأغنى 20 شخصا في العالم مع خسارته عشرات مليارات الدولارات من ثروته. وفي وقت متأخر الأربعاء، ألغت شركة أداني الرئيسية عملية بيع أسهم بقيمة 2,5 مليار دولار كان من المفترض أن تساعد على خفض مستويات الديون التي تشكّل مصدر قلق وإعادة الثقة وتوسيع قاعدة أصحاب الأسهم لديها. فشل الأمر في جذب المستثمرين الأصغر ولم تُبع إلا بفضل مشترين من مؤسسات كبرى وأكبر أثرياء الهند فضلا عن 400 مليون دولار من "الشركة العالمية القابضة" ومقرها في الإمارات العربية المتحدة. وأدى الذعر الذي أثاره تدهور المجموعة إلى توقف مصارف كبرى بينها "كريدي سويس" و"سيتي غروب" عن قبول سندات أداني كضمان للقروض المقدّمة للعملاء، بحسب "بلومبرغ نيوز". وذكرت وكالة بلومبرغ، نقلًا عن مصادر لم تسمّها، أن السندات ارتفعت بشكل طفيف الجمعة بعدما أبلغ مصرفا "غولدمان ساكس" و"جاي بي مورغان" زبائنهما بأن بعض أجزاء محفظة أداني لا تزال قوية. واعتبرت "هندنبرغ ريسرتش" أن مجموعة أداني استفادت من نمط من التساهل الحكومي "استمرّ لعقود" وأن "المستثمرين والصحافيين والمواطنين وحتى السياسيين يخشون التحدث علانية خوفًا من الإجراءات الانتقامية". بدورها، اعتبرت مجموعة أداني أنها كانت ضحية هجوم "شرير" على سمعتها وأصدرت بيانا يقع في 413 صفحة الأحد قالت إنه يثبت بأن اتهامات "هندنبرغ" "ليست إلا كذبة". وردت "هندنبرغ"، التي تجمع المال عبر الرهان على هبوط الأسهم، بأن أداني لم تجب على معظم الأسئلة المطروحة في تقريرها. ويقول محللون إن هذه الاضطرابات أضرّت بصورة الهند في الوقت الذي تسعى فيه لجذب مستثمرين أجانب بعيدًا عن الصين. طلب المصرف المركزي الهندي من المقرضين تقديم تفاصيل عن مدى تأثرهم بوضع مجموعة أداني التي تشمل مصالحها موانئ وشركات اتصالات ومطارات ومؤسسات إعلامية فضلا عن الفحم والنفط والطاقة الشمسية، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ" نقلا عن مصادر لم تسمها. وفي مقابلته الجمعة، قال أداني إن 32% فقط من قروض شركاته هي قروض مستحقة لمصارف هندية وإن نحو نصف ديونها مبنية على سندات دولية.
مشاركة :