تعتزم الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بصواريخ موجهة ذات رؤوس متفجرة، في إطار حزمة المساعدات العسكرية الجديدة إلى كييف، لكن تسليم أول شحنة يستغرق نحو 9 أشهر. ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن مسؤولين أميركيين مطلعين، قولهم إن "صاروخاً جديداً ذا رؤوس متفجرة يُطلق من منصات على الأرض، سيطلب من شركة (بوينج)، ليكون جزءاً من أحدث حزمة أسلحة أميركية إلى أوكرانيا، سيعلن عنها، الجمعة، البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)". ويجمع السلاح الهجين بعيد المدى بين جهازين مثبتين، قنبلة ذات قطر صغير تابعة لسلاح الجو موجهة بواسطة الأقمار الاصطناعية تستخدم حالياً على نطاق واسع، وصاروخاً تابعاً للجيش الأميركي تستخدمه بالفعل القوات الأوكرانية. ومثل بعض الأسلحة الأخرى التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاء لأوكرانيا، لن ترسل الأسلحة إلى كييف قريباً، إذ قال مسؤول في صناعة الدفاع إن "الأمر يستغرق نحو 9 أشهر لتسليم الشحنة الأولى بمجرد أن يصدر سلاح الجو عقداً". مساعدات جديدة وسيأتي تمويل الصواريخ الموجهة بدقة ضمن مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية بقيمة من 1.75 مليار دولار المتوقع الإعلان عنها الجمعة. ولن يجري تخصيص أكثر من 200 مليون دولار للسلاح الذي تصنعه "بوينج" في البداية، وفقاً لأحد المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. كما سيجري الإعلان عن تخصيص 475 مليون دولار إضافية للسحب من مخزونات وزارة الدفاع الحالية لأوكرانيا، بما في ذلك ألغام مضادة للأفراد إضافية من نوع "كلايمور"، وسترات شتوية، وقذائف "إكسكالبور" عيار 155 ملم موجهة بواسطة نظام "جي بي إس"، ومعدات دعم صواريخ باتريوت، وقاذف صواريخ محمول على الكتف من طراز "إم كيه 153"، وفقاً لمسؤول أميركي مطلع. واختبر صاروخ "بوينج" الجديد المزود بالقنابل، 3 مرات منذ عام 2015، بالتعاون مع شركة "ساب" السويدية، وحلّق الصاروخ أثناء مناورة أكثر من 81 ميلاً (130 كيلومتراً)، وضرب هدفاً على بعد 40 بوصة (نحو 120 سنتيمتراً) من هدفه المحدد بواسطة نظام "جي بي إس"، وفقاً لمسؤول في صناعة الدفاع مطلع على النتائج. ووفقاً لـ"بلومبرغ" تمثل هذه النتيجة ما يقرب من ضعف مدى الصواريخ الحالية التي تطلق باستخدام قاذفات "هيمارس" التي أصبحت من المعدات المميزة للقوات الأوكرانية. وقالت شركة "بوينج"، في بيان، إن هذا الطلب للشراء سيكون بمثابة أول عملية بيع للسلاح الجديد. وكانت وكالة "رويترز"، ذكرت في وقت سابق أنه من المتوقع إدراج القنابل في حزمة الأسلحة الخاصة بأوكرانيا. وفي عام 2006، أدخل سلاح الجو الأميركي إلى الخدمة القنبلة ذات القطر الصغير، الموجهة بواسطة نظام "جي بي س". والسلاح الجديد الذي تصنعه شركتا "بوينج" و"ساب" مصمم، بحيث تنفصل القنبلة عن الصاروخ أثناء الطيران بعد إطلاقها من منصات إطلاق "هيمارس"، وتخرج منها أجنحة صغيرة، وتطير إلى الهدف الذي حدده نظام "جي بي إس"، وفقاً لمسؤول الصناعة. قلق إدارة بايدن مع ذلك، تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالقلق من أن تعتبر روسيا إرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا تصعيداً، ما قد يدفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى استخدام أسلحة نووية. ووصلت العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وتصف روسيا الحرب بأنها مواجهة لما تقول إنه "تحالف عدواني وتوسعي" لحلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي تقوده الولايات المتحدة، بينما تصف كييف وحلفاؤها تصرفات روسيا بأنها استيلاء من دون سبب على الأراضي. وأودى الغزو الروسي بأرواح آلاف المدنيين وشرد الملايين وحول مدناً بأكملها إلى أنقاض، بينما دفع السويد وفنلندا المجاورة لروسيا إلى طلب الانضمام إلى "ناتو".
مشاركة :