رصدت الولايات المتحدة منطاداً يشتبه بأنه منطاد تجسس صيني في المجال الجوي الأمريكي، على ما أعلن البنتاجون. في ما يلي ما نعرفه حول هذه المسألة التي أثارت حالة تأهب في صفوف الجيش وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والكندية. أين موقعه؟ أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن المنطاد دخل المجال الجوي الأمريكي “قبل أيام عدّة” من غير أن يحدد موقعه بالضبط. حلق المنطاد فوق جزر ألوشيان في شمال المحيط الهادئ، ثم عبر المجال الجوي الكندي حتى الولايات المتحدة حيث حلق فوق ولاية مونتانا على ارتفاع أعلى بكثير من حركة الطائرات التجارية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في الدفاع. وحجمه يوازي حجم ثلاث حافلات معا، وفق هذه المصادر. هل هو فعلا منطاد صيني؟ صرح مسؤول كبير في البنتاجون طلب عدم ذكر اسمه “ليس لدينا أدنى شك في أن المنطاد مصدره الصين”. في بكين، أكدت الحكومة الصينية أنها “تتحقّق” من هذه التقارير. وحذرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية بأنه “إلى حين اتضاح الوقائع، لن تفيد الاستنتاجات المجتزأة والمغالاة بحل الأمر بطريقة سليمة”. وقال كزافييه باسكو مدير معهد البحث الإستراتيجي وخبير المسائل الفضائية متحدثا لوكالة فرانس برس “السؤال المطروح هو التالي: هل هو منطاد يستخدم للتجسس أم منصة علميّة شردت عن مسارها؟”. أي مواقع يمكن أن يتجسس عليها المنطاد؟ حلق المنطاد فوق عدد من المواقع الحساسة بحسب مسؤول البنتاجون الذي أضاف “من الواضح أنه حلق فوق هذه المواقع لجمع معلومات”. وتضم ولاية مونتانا بصورة خاصة قواعد جوية ومخازن صواريخ نووية. لماذا لم يتم إسقاطه؟ أفاد مسؤولون أمريكيون أن المنطاد كبير بما يكفي ليشكل تساقط حطامه على الأرض خطرا على السكان. ودرس البنتاجون عدة خيارات، بما فيها إسقاطه أثناء تحليقه فوق منطقة قليلة السكان، لكنه رأى أن المخاطر تبقى كبيرة، بحسب مسؤول كبير في الدفاع. وأضاف “هل يطرح خطرا على الطيران المدني؟ هذا لا ينطبق على هذه الحالة بحسب تقديرنا. هل يمثل خطرا أكبر بكثير على صعيد الاستخبارات؟ نقدر في الوقت الحاضر أنّ هذا لا ينطبق”. وتابع “نرى أنه من غير المجدي” المجازفة حتى لو كانت “مخاطر إسقاطه ضئيلة”. هل هو أول منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة؟ أكد مسؤول البنتاجون أن الصين أرسلت عدة مناطيد فوق الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. لكنه أوضح أنّها أول مرة يبقى منطاد صيني في المجال الجوي الأمريكي لهذه الفترة الطويلة. ألم تجعل الأقمار الصناعية مناطيد التجسس غير مجدية؟ تستخدم المناطيد منذ زمن طويل لأهداف عسكرية ومن أجل التجسس والمراقبة، واستخدمت تحديدا على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى. لكن مع غزو الفضاء وتقدم الطيران، بات بإمكان الأقمار الصناعية وطائرات التجسس مراقبة أراضي العدو بصورة موثوقة أكثر. غير أن المناطيد تعتبر وسيلة متدنية الكلفة لجمع معلومات. وقال نائب قائد القوات الجوية الفرنسية الجنرال فريديريك باريزو “ستكون هناك في المستقبل مناطيد فوق رؤوسنا لعدة أشهر على التوالي، ما قد يشكل خطرا على أنشطتنا بكلفة أقل من الوسائل الفضائية”.
مشاركة :