لنخرج من الجدل الدائر على تعليق ذلك الرجل بأن المرأة عار، وهي مقولة عارٌ دون شك. لا تقليلاً من شأن هذا العوار، بل محاولة لرؤية المشهد من زاوية أعلى. تخيل كيف سيقرأ مولود هذا العام، سواء أكان ذكرا أو أنثى، عندما سيكون في العشرين من عمره، مجتمعه الذي كان أحد من يفترض أن يكونوا قادة رأي فيه، وهو يعتبر المرأة عارا، في العام ٢٠١٦! كيف تستطيع أن تشرح لمسلم في الصين، أو مسلم في إيرلندا، أو مسلم في السنغال، أن المرأة التي ولدتك وربتك وعاشت معك وقاسمتك المرة قبل الحلوة، لا تستطيع أن تقود سيارة، لأنها مشكوك في قدرتها على الاختيار، ولا تستطيع أن تشتري ملابسها الداخلية إلا من رجل حفاظا على عفتها، ثم تصبح عارا وشنارا في النهاية. أقول كيف ستشرح لمسلم في الشرق والغرب هذه الحالة الموغلة في التراجيديا، الغارقة في الكوميديا، حتى يحضر بيت أبي الطيب: وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء واختار مسلما لأنه يشاطرنا ذات الدين ونشترك معه في رجاء المغفرة ورغبة الظفر بالآخرة، مع أن الحالة إنسانية يشترك فيها بني البشر في الاستغراب والتعجب. أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم! إنها ليست المرأة العورة، بل الرجل الأعور، وقل إن شئت الثقافة العوراء!
مشاركة :