نجاح المرأة العربية لا يزال تحت المجهر. سارة بطيخة، سيدة أعمال شقّت طريقها بنفسها واختارت الرفاه والتجميل اختصاصاً لها وعرفت طعم النجاح، واستطاعت أن توفق بين عملها ونجاحها، وعائلتها الصغيرة. تجربة موحية نتعرف عليها في هذه المقابلة. - مَن هي سارة بطيخة؟ أبلغ من العمر 29 عاماً، وُلدت في جنيف، سويسرا لأب لبناني وأم إسبانية - فرنسية. وبعد التخرّج في واحدة من أفضل مدارس الضيافة في سويسرا، انتقلت للعمل في لندن في مجال صناعة الرفاهية لدى دار مستحضرات فرنسية فاخرة. كنت أُشبع شغفي بالجمال من خلال الحديث عنه على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومع ذلك، لم أكن أشعر بالرضا العميق نظراً لأنني لا أقدّم شيئاً يعود بالخير والنفع على الآخرين. كما أن عمل والدي كطبيب ومساعدته في إنقاذ الأرواح بشكلٍ يومي دفعني إلى التحوّل، وعلى الرغم من يقيني بأنني لا أريد أنّ أصبح طبيبةً مثله، فما زلت أرغب في فعل الخير. في نهاية المطاف، توصّلت إلى استنتاج مفاده أنّ وظيفتي كانت سطحية بعض الشيء بالنسبة إليّ، وبالتالي أدركت أنّ العمل تحت إشراف مدير لم يكن أمراً أحبّه. بدأتُ أفكر في الجمع بين حبّي لعالم الجمال ورغبتي القوية في فعل الخير للآخرين. أتذكّر أيضاً أنني اشتكيت لوالدي من أنّ جنيف كانت تفتقر إلى الأماكن التي تستخدم أحدث التقنيات والعلامات التجارية أثناء إقامتي في لندن التي كانت بالنسبة إليّ بمثابة الجنّة على الأرض في ما يخص الأمور المتعلقة بعالم الجمال. كانت لحظة مهمة بالفعل عندما قال لي والدي حَرفيّاً: «كوني ذلك الشخص الذي سيجلب إلى جنيف ما تفتقر إليه». وبعد مرور عام، أي في العام 2018، وكنت حينها في الخامسة والعشرين من عمري، أطلقت «فرايم» في جنيف. - كيف بدأت حياتك في عالم الرفاهية؟ كنت محظوظة بما يكفي للتعرف على عالم الرفاهية في وقت مبكر جداً. لقد غرس هذا الأمر في داخلي شعوراً قوياً نحو السعي إلى الكمال. أنظر دائماً إلى أدق التفاصيل لأنني أعلم أنّ هذا يمكن أنّ يُحدث فارقاً في العالم. - ما الذي قادك إلى عالم الجمال، وماذا جذبك فيه؟ لطالما أحببتُ الجمال، وأقدم ذكرياتي المتعلقة بالجمال يعود الى والدتي، فهي تحرص على روتين العناية بالبشرة والجمال الخاص بها، وهذا غرس في نفسي الشغف بعالم الجمال منذ سنّ مبكرة. وعلى الرغم من صغر سنّي، كنت أقوم بالكثير من الأبحاث عن آخر اتجاهات الجمال، وكنت من أبرز المستهلكين لكل أنواع العلاجات اللطيفة. أحببتُ كثيراً الشعور الذي يعتريني بعد تطبيق أيّ أسلوب من أساليب العناية بالبشرة. وأعتقد أنّ الرعاية الذاتية تتجاوز الطبقات السطحية للجلد ويمكن أنّ تكون وسيلة فعّالة للتعافي. - تنقّلتِ بين لندن وسويسرا ودبي... ماذا علّمتك الحياة في هذه المدن؟ علّمتني الحياة في لندن أنّ أعمل تحت الضغط وسط عالم شديد المنافسة. وعندما تركت وظيفتي بناءً على قرار متهور، شكرت مديرتي بصدق وأخبرتها أنّها كانت مثالاً عن ربّ العمل الذي لن أكونه يوماً، لأنّ بيئة العمل كانت «سامّة» للغاية. وأنا ممتنةً كثيراً لها، لأنني لولا خوض تلك التجربة معها لما كنت قد وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. وسويسرا هي وطني الأم والمكان الذي بدأتُ فيه مسيرتي المهنية كرائدة أعمال. ومن المؤكد أنّ وجود عائلتي الدائم الى جانبي جعل بداية هذه المغامرة المجنونة أسهل بكثير. عائلتي هي الداعم الأكبر لي وبفضلها تمكّنت من تحقيق كل ما أصبو إليه. أمّا في دبي، فقد تعلّمت الصبر والمرونة. كنتُ حاملاً عندما بدأت المشروع وولدت بعد شهر من الافتتاح، لذلك تغيرت أولوياتي لفترة من الوقت، واضطررت إلى تفويض الأعمال لشخصٍ آخر، وهذا الأمر لم يكن سهلاً أبداً بالنسبة إليّ، لكنني عدت الآن إلى مزاولة عملي بشكلٍ طبيعي من أجل تقديم الأفضل. - ما هي المزايا التي تقدّمها اللمسة الأوروبية في عالم الجمال؟ أطمح الى تقديم أفضل خدمة باستخدام أحدث التقنيات وأهم البروتوكولات التي طوّرتها بصفة شخصية. لقد تعلّمت من الخلفية التي أملكها في مجال الضيافة السويسرية أنّ ما يمكن أنّ يميزك عن غيرك في عالمٍ تنافسي للغاية هو تقديم تجربة عملاء رائعة استثنائية قبل زيارة هؤلاء العملاء وأثناءها وبعدها. لذلك، أحرص دائماً على تطبيق هذا المعيار في كل عياداتي الخاصة، والتي هي ليست موجّهة نحو كسب الأموال، بل تهدف الى تقديم تجارب العملاء حيث إنّ كلّ واحدة منها نابعة من إحساس الشغف والتحدّي. - ما هي أحدث التقنيات المستخدمة في مجال العناية بالبشرة؟ على سبيل المثال، يُعدّ استخدام تقنية «الراديو فريكونسي» جنباً إلى جنب تقنية الوخز بالإبر الدقيقة اتجاهاً شائعاً للغاية في الوقت الحالي. ومع ذلك، أؤكد دائماً أنّ ليس كلّ التقنيات تناسب الجميع. فالأمر لا يتعلق بالاتجاهات بل بالخدمة المخصّصة بناءً على مشورة حقيقية. ولهذا السبب نوصي بإجراء تحليل عميق للبشرة يتضمن مجموعة من الأسئلة لفهم عملائنا بالكامل ومعرفة رغباتهم واحتياجاتهم. تفتخر عيادة «فرايم» أيضاً بامتلاكها أحدث التقنيات في مجال التخسيس ومكافحة السيلوليت بشكلٍ حصري. وتتميز هذه التقنيات بأنّها غير مؤلمة وفعّالة جداً. - بصفتكِ زوجة وأمّاً، كيف توفّقين بين عملكِ والمسؤوليات المترتبة عليكِ تجاه أسرتك؟ زوجي هو أيضاً رائد أعمال، لذلك نحن في الواقع من أفضل الشركاء ونفهم بعضنا البعض جيداً، ولا يوجد أيّ ضغوطات بشأن «العمل أكثر من اللازم». كلانا يعرف ما يتطلبه الأمر يومياً لإدارة الأعمال... نطلب النصيحة من بعضنا البعض ونخرج في مواعيد غرامية كما نتحدث بشؤون العمل ونرى ذلك رائعاً للغاية. تتداخل حياتنا العملية مع حياتنا الشخصية، إلا أننا نمتلك شغفاً كبيراً بما نفعله ونتعلم الكثير من بعضنا البعض. - ما هي الرسالة التي تحملها قصة نجاحك للمرأة العربية؟ رسالتي هي أنّه في إمكان كلّ امرأة أنّ تحلم أحلاماً كبيرة وتسعى إلى تحقيقها. لكنّ الأهم من ذلك أن تعلم أنّه لا يتوجّب عليها الاختيار بين كونها أماً أو سيدة أعمال. المهمة ليست سهلة، لكننا أقوى مما قد يعتقد البعض.
مشاركة :