قالت الحكومة الاسرائيلية إن زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين للخرطوم تاريخية وستثمر عن توقيع اتفاق تطبيع كامل مع الخرطوم في غضون أشهر قليلة. ووصل الوزير الاسرائيلي الخرطوم في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، في زيارة استمرت لساعات قصيرة، التقى خلاها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونظيره السوداني علي الصادق. ونقل بيان صادر عن الخارجية الاسرائيلية، عن إيلي كوهين قوله: «إن زيارته للسودان ترسي أسس لاتفاقية سلام تاريخية مع بلاده وتعزز الاستقرار الإقليمي». وأضاف كوهين، بحسب البيان: إن زيارتي للسودان ترسي أسس اتفاقية سلام تاريخية مع دولة عربية وإسلامية استراتيجية، وأن اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل”. ووضعت الزيارة وفقاً للبيان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاقية التي من المتوقع أن يتم حفل التوقيع عليها، بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية يتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد. وأكد أن توقيع اتفاقية السلام سيفتح الباب أمام إقامة علاقات مع الدول الأخرى في القارة الأفريقية وتعزيز العلاقات القائمة مع دول القارة. وتابع: ”ارتباط الدول الإفريقية بإسرائيل مصلحة مشتركة لنا ولبلدان القارة لقد كانت إسرائيل لسنوات عديدة شريكًا مهمًا في عمليات التنمية في هذه البلدان وفي التعامل مع عواقب تغير المناخ والتحديات الاقتصادية في إفريقيا”. ونوه كوهين بأن الخرطوم عاصمة معترف بها في إسرائيل باعتبارها المكان الذي قررت فيه الدول العربية القوانين الثلاثة التاريخية “لا سلام ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل”. وأضاف: “السودان منطقة استراتيجية تقع على ساحل البحر الأحمر، وقد حاربت في وقت سابق ضد إسرائيل وأرسلت أسلحة إلى حماس”. وزاد: “نحن نبني واقعًا جديدًا مع السودانيين لتصبح اللاءات الثلاثة نعم للمفاوضات ونعم للاعتراف باسرائيل ونعم للسلام بين الدول والشعوب”. وسوق وزير الخارجية كوهين لاتفاقية السلام مع السودان لدى الولايات المتحدة الأمريكية وناقش الأمر مع وزير الخارجية لينكولن ومستشار الأمن القومي سوليفان الذين أبديا مباركتهما ووعد بالتزامهما بإكمال العملية. وخلال المناقشات بين الوفود تحدث وزير الخارجية عن رغبة إسرائيل في المساعدة في جهود التنمية في السودان لصالح الشعب السوداني في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها. ونقل كوهين لرئيس مجلس السيادة مقترح بلاده لتقديم مساعدات وزارة الخارجية للسودان والتي ستتركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام. وأشار إلى أن اتفاق السلام المرتقب سيكون أداة لإعادة السودانيين المتواجدين في إسرائيل إلى بلادهم. ورافق الوزير الإسرائيلي في زيارته وفد رفيع ضم مدير عام وزارة الخارجية رونان ليفي ونائب مدير إفريقيا في وزارة الخارجية شارون بار لي وممثل وكالة المعونة الوطنية الإسرائيلية عينات شالين والمستشار القانوني في وزارة الخارجية تال بيكر. وقال بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني أن لقاء البرهان وكوهين تطرق وتطرق لسبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية. حث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الإستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطيني. وتناول اللقاء أيضا الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم. وزارة الخارجية تصدر بيانا حول زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للبلاد. بدورها قال وزارة الخارجية السودانية في بيان أن زيارة الوفد الاسرائيلي تأتي في إطار مواصلة الاتصالات السابقة بين البلدين. وأوضح البيان ان الوفد التقى بوزير الخارجية المكلف وعدد من المسئولين في الدولة، وفي ختام زيارته برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وأشار إلى أن مباحثات الجانبين تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة، خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، وتم الاتفاق على المضي قدماً في سبيل تطبيع علاقات البلدين. حثَّ الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على العمل على تحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني.