أعادت أمطار منخفض «بينونة»، الذي تعرضت له الدولة الأسبوع الماضي، وإمارة رأس الخيمة بالتحديد، جريان المياه العذبة إلى عين «غليل الأحباب» في جبل أم العظام، أعلى قمة جبلية في منطقة الغيل، إحدى المناطق الزراعية الجبلية التي تبعد عن مدينة رأس الخيمة نحو 50 كيلومتراً. وتقع هذه العين وسط القمة الجبلية، وترتفع عن سطح الأرض نحو 800 متر، ويتطلب الصعود إليها قرابة الساعة مشياً على الأقدام، والتي كانت تشهد ما قبل التسعينات جريان المياه على مدار العام خلال الصيف والشتاء، نتيجة كثرة وغزارة الأمطار في المنطقة، لتتوقف عن الجريان بعد أن تعرضت إلى الجفاف نتيجة ضعف تساقط مياه الأمطار خلال فترة دامت قرابة 16 عاماً. وأكد المواطن محمد المزروعي من أهالي منطقة الغيل أنه اكتشف عودة جريان المياه العذبة في العين بعد أن تسلق قمة الجبل الذي توجد فيه، قائلاً: منطقة الغيل تحوي العديد من العيون والأودية، فهي من المناطق الزراعية الجبلية التي أنعم الله عليها بالتربة الخصبة الصالحة للزراعة، وتحوي العديد من المزارع التابعة إلى المواطنين التي تنتج المحاصيل الزراعية المتنوعة والنادرة في مواسم مختلفة على مدار العام. وذكر أن العين شهدت جفافاً دام قرابة 16 عاماً نتيجة لقلة الأمطار التي شهدتها المنطقة، والتي كانت في السابق تجري خلالها المياه العذبة نظراً إلى كثرة الأمطار التي تتساقط على المنطقة، وساهم المنخفض الذي شهدته الدولة وإمارة رأس الخيمة بالتحديد المسمى «بينونة» والمسمى بلهجتنا المحلية أمطار «المزر» التي تتصف بأنها أمطار متوسطة ومستمرة في عودة الحياة لتلك العين الجافة التي جرت لمسافات بعيدة تقدر بحوالي الكيلو متر، لتصل بجريانها إلى «وادي الأحباب»، ومن ثم تلتقي بغيرها من الأودية المتعددة في المنطقة. وأشار المواطن محمد المزروعي، إلى أن هذه العين التي توجد في وسط القمة الجبلية، عاودت الجريان في عام 2020 لمدة شهرين فقط، لتجف مرة أخرى، إلا أنها عاودت الجريان هذا العام بعد الأمطار التي شهدتها الإمارة، ومن المتوقع أن يستمر جريانها حتى بداية شهر مايو المقبل. وذكر أن كميات الأمطار التي شهدتها منطقة الغيل والتي تشبعت منها الأرض، خرجت بعدها لتفيض في الأودية المتعددة الموجودة في المنطقة، والتي من المتوقع أن يستمر وجودها خلال فترة الصيف أيضاً، مشيراً إلى أن المنطقة تحوي العديد من الأودية والعيون، منها العيون الجافة التي تصل إلى قرابة 100 عين، جفت نتيجة التغيرات المناخية وقلة تساقط الأمطار.