لندن - تتسرب جزيئات البلاستيك الدقيقة إلى كل بقاع الأرض من حولنا، لكن يبدو انها اخترقت الان اعماق اعماقنا بوصولها الى شرايين وأوردة البشر. وجزيئات البلاستيك الدقيقة تلك وغير المرئية تنتشر اليوم في جميع أرجاء الأرض، بدءا من أعماق المحيطات إلى أعالي الجبال، وكذلك في الهواء والتربة وسلاسل الغذاء. واكتشف علماء في جامعة "هل" البريطانية هذه الجزيئات الدقيقة في في أنسجة الوريد بنسبة 15 جسيما دقيقًا لكل غرام. وعثرت الدراسة على جزيئات دقيقة من البلاستيك المستخدم في تغليف المواد الغذائية والطلاء لأول مرة في الأوردة والشرايين البشرية. وأشارت الدراسة المقلقة إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تمر إلى أنسجة الأوعية الدموية، الأمر الذي اعترف العلماء بأنهم يجهلون تداعياته الصحية حتى الآن. والجزيئات البلاستيكية الدقيقة يمكنها أن تتسرب إلى أجسادنا عبر طرق عدة، إما خلال الهواء أو الماء أو الطعام. كما أنها توجد في منتجات عدة مثل معجون الأسنان وملمع الشفاه وأحبار الوشم. وحلل الباحثون أنسجة من الوريد الصافن مأخوذة من مرضى يخضعون لعمليات جراحية في القلب، ووجدوا أن البلاستيك موجود في هذه الأنسجة بنسبة 15 جسيمًا دقيقًا لكل غرام من أنسجة الوريد، بما في ذلك 5 أنواع مختلفة من البوليمرات. وتشمل البوليمرات التي عُثر عليها "راتنج" الألكيد الموجود في الطلاء الصناعي، والورنيشات، والمينا، وأسيتات البولي فينيل (PVAC)، وهو مادة لاصقة موجودة في تغليف المواد الغذائية والنايلون، وفينيل الكحول الإيثيلي (EVOH) والمستخدم في مواد التعبئة والتغليف المرنة. وقالت عالمة السموم البيئية في جامعة "هل"، البروفيسور جانيت روشل: "فوجئنا بالعثور على هذه الجزيئات، فقد علمنا بالفعل بوجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في الدم، بفضل دراسة أجراها زملاء هولنديون، العام الماضي، لكننا تفاجأنا بقدرة هذه الجزيئات على الوصول إلى أنسجة الأوعية الدموية". وأضافت: "في حين أننا لا نعرف، حتى الآن، تداعيات ذلك على صحة الإنسان، تشير الدراسات العلمية إلى أن هذه الجزيئات تسبب استجابات التهابية وتوترًا، وقد يلعب وجود هذه الجزيئات الدقيقة في الأوردة دورًا كبيرًا في إتلاف الجزء الداخلي من الوريد، مما يؤدي إلى انسداده بمرور الوقت". وكانت دراسة بحثية نشرت في دورية "إنفيرومنت إنترناشونال في 24 من مارس/ آذار من العام 2022 كشفت عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان لأول مرة، وقد حذرت الدراسة من احتمالية سريان هذه الجزيئات إلى أعضاء الجسم المختلفة.
مشاركة :