واشنطن رويترز كان أمام نادر مودانلو 5 أعوامٍ أخرى يقضيها في سجنٍ اتحادي عندما تلقَّى عرضاً غير عادي، إذ أبدى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، استعداداً لتخفيف الحكم الصادر بحقِّه في إطار صفقةٍ تاريخيةٍ لتبادل السجناء مع طهران تمَّت هذا الشهر. لكن مهندس الطيران المولود في إيران ردَّ بالرفض. واتضح من خلال مقابلاتٍ معه ومع محامين ومسؤولين أمريكيين مطَّلِعين، أن الإدارة الأمريكية تخلَّت من أجل تحسين العرض عن حقِّها في مطالبته بـ 10 ملايين دولار. وكانت هيئة محلِّفين في ماريلاند قضت بأنه حصل على المبلغ من إيران بالمخالفة للقانون، لمساعدتها في إطلاق أول أقمارها الصناعية عام 2005. ومن المحتمل أن يزيد التخلِّي عن هذا الحق من تسليط الأضواء على الكيفية التي اقتنصت بها إدارة أوباما صفقة تبادل السجناء. وأثارت الصفقة انتقاداتٍ من أعضاءٍ في الكونغرس ومرشحين يسعون إلى الفوز بثقة الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة. وامتنع متحدث باسم وزارة العدل في واشنطن عن التعليق على ما دار من مناقشاتٍ بخصوص الـ 10 ملايين دولار. وعدَّ مودانلو المبلغ قرضاً من شركة سويسرية لإتمام صفقة اتصالات. وفي صفقة التبادل؛ أفرجت طهران عن 5 أمريكيين كانت تحتجزهم، في حين حصل 7 إيرانيين متهمين أو مسجونين في الولايات المتحدة على عفوٍ أو خُفِّفَت أحكامهم. وتزامن ذلك مع بدء تنفيذ اتفاق تاريخي في الـ 16 من يناير الجاري يقيد البرنامج الإيراني النووي مقابل تخفيف العقوبات. وحتى بعد تحسين العرض في الـ 15 من يناير؛ تشبث مودانلو (55 عاماً) في البداية بموقفه، وتطلع إلى فرصة لتبرئة نفسه من خلال القضاء. وأبلغ «رويترز»، في مقابلة صحفية بعد الإفراج عنه، بقوله «كنت أشعر بخيبة أملٍ إلى حد كبير لأنني سأتخلى عن حقي في الاستئناف لإلغاء الحكم»، متسائلاً «إذا كانوا يؤمنون بنظامهم القضائي فلماذا يحرمونني منه؟ فليثبتوا أني كنت مخطئاً». وفي إطار اتفاقات تخفيف الأحكام أو العفو؛ كان على كل الإيرانيين التخلي عن حقوقهم في مقاضاة الحكومة الأمريكية، وكانوا كلهم باستثناء واحدٍ متهمين بمخالفة العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران لعشرات الأعوام. وبات رفض مهندس الطيران قبول عرض أوباما عقبةً في سبيل تنفيذ الصفقة، التي تم الترتيب لها بعناية وفي سرية تامة على مدى أشهر في مفاوضاتٍ قادها وزيرا خارجية البلدين، جون كيري وجواد ظريف. ولم يقبل مودانلو تخفيف الحكم سوى في الـ 16 من يناير مع اقتراب الساعة من الموعد النهائي الذي حدده المسؤولون الأمريكيون للتنفيذ، حسبما قال هو نفسه ومسؤولون أمريكيون. وتم الإفراج عنه في اليوم التالي من سجن اتحادي قرب ريتشموند في ولاية فرجينيا. وأوضحت مقابلات صحفية مع محامين للإيرانيين المعنيين أن مودانلو هو الوحيد الذي رفض عرض أوباما في البداية. وكان مسؤول بقسم رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن شهد لصالحه في محاكمته عام 2013. ولهذا المسؤول، ويُدعى فاريبورز جاهانسوزان، دور أساسي في التوصل إلى اتفاق تبادل السجناء في الأشهر الأخيرة، حسبما قال المحامون. ولدى سؤاله؛ ردَّ جاهانسوزان «هذه القصة انتهت»، رافضاً مناقشتها بالتفصيل.
مشاركة :